إسرائيل والسعودية تقودان المعارك خلف الكواليس ضد سورية

إسرائيل والسعودية تقودان المعارك خلف الكواليس ضد سورية
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٣:١١ بتوقيت غرينتش

قال موقع (بلانيت نو فيولانس) الفرنسي إنه لم يعد سرا أن المتطرفين السلفيين هم وراء (الثورة المزعومة) في سورية وإنهم يشكلون الجزء الأكبر من العناصر التي تقاتل ضد الحكومة السورية مبينا أن إسرائيل والسعودية هما اللتان تقودان المعارك خلف الكواليس مع الولايات المتحدة الأميركية ضد سورية.

وأشار الموقع في تقرير نشره أمس تحت عنوان (علاقات خطرة بين السعودية واسرائيل.. وعودة التهديد السلفي) إلى توافق المصالح السعودية والإسرائيلية في سورية مبينا أن هذين الطرفين متورطان إلى أقصى الحدود باللجوء إلى الجهاديين السلفيين (صنيعة الديكتاتورية الملكية السعودية) لبث الذعر بين السوريين.
ولفت إلى أن ما وصفه ب (التحالف اليهودي المسيحي الصهيوني الوهابي) يمول المتطرفين السلفيين الذين يعملون لخدمة المصالح الأميركية الصهيونية في الشرق الأوسط موضحا أن هؤلاء السلفيين لا يؤمنون بالتغيير السياسي السلمي وهم (فاعلون جدا) في سورية لتقويض جميع الجهود الرامية إلى التغيير من خلال الاصلاحات وخاصة عن طريق الترويع والقتل على أساس طائفي.
وأورد الموقع بعض الخلفيات التي أوصلت السلفية الجهادية إلى ما هي عليه أمس فقال: " منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي عندما أعلن الملك فيصل ملك السعودية أن أحد الركائز الأربع لسياسته الخارجية هي تصدير الإسلام وخاصة الإسلام الوهابي السلفي في صفوف الشباب المسلم في العالم شهد هذا العالم (تطورا) للجهادية المتعصبة مضيفا أن هدف الملك فيصل كان استخدام الإسلام السعودي المتطرف لمحاربة القومية العربية العلمانية والتي كان على رأسها الرئيس المصري جمال عبد الناصر وفيما بعد حزب البعث العربي في العراق وسورية والشيوعية في الإتحاد السوفييتي السابق.
وأشار الموقع إلى ما يستند إليه المذهب الوهابي السلفي السعودي في تفسيره للإسلام من (فقه متشدد) وتعاليم تعود إلى القرنين الثالث عشر والثامن عشر ووصفه بأنه غير متسامح إزاء الديانات والتيارات الأخرى ولديه قيود كبيرة على حقوق المرأة داخل العائلة والمجتمع مضيفا أن الوهابيين يعملون باسم (مكافحة الفتنة) على اسكات كل الانتقادات ضد النظام السعودي.
وربط الموقع ما سبق بالتورط السعودي في سورية فقال: " إن السلفيين يعتبرون أن اللجوء إلى العنف عمل شرعي لمقاتلة ما يسمى ب(أعداء الإسلام) دون الحاجة حتى للرجوع إلى السلطات الدينية المعروفة".
وبين الموقع أن السعودية تستخدم علاقاتها القديمة مع بعض الأوساط المتطرفة لتجنيد سلفيين لإرسالهم إلى القتال في سورية ومن هذه الأوساط منظمات غير حكومية أنشأتها ومولتها الحكومة السعودية ورجال أعمال سعوديون أثرياء في الثمانينيات وتم حلها بعد تورطها بأعمال إرهابية في الدول الإسلامية وغير الإسلامية مثل (رابطة العالم الإسلامي) و(هيئة الإغاثة الإسلامية الدولية) و(الجمعية العالمية للشباب المسلم) و(الحرمين) التي اعتقل وقتل بعض قادتها بينما فر آخرون وانضموا إلى الإرهابيين في اليمن والمغرب والعراق والصومال واندونيسيا وليبيا ومالي.
ورأى الموقع أن السعودية وإسرائيل أعداء رسميا لكنهما في الحقيقة تتصرفان بتناغم تام وخصوصا عندما يتعلق الأمر بإيران أو بحليفتها في الشرق الأوسط سورية.
وفي هذا الصدد أشار إلى تزامن الهجوم على إيران التي يتهمونها بأنها تهدد السلام الاقليمي والعالمي في وسائل الإعلام الخاصة بهما مضيفا أن السعودية تتحالف مع الولايات المتحدة التي تضمن لها حماية الديكتاتوريات الملكية السعودية وأن الميثاق الأسرائيلي السعودي مستمر منذ زمن ويشكل تحالفا استراتيجيا صامتا عميقا جدا لدرجة أن (السعودية وإسرائيل) لا تريدان الإعتراف به.

وذكر الموقع أن (الكيانين السياسيين) السعودي والإسرائيلي يعتمدان في بقائهما على قيد الحياة في المنطقة على القوة العسكرية الأميركية وهما من أهم العملاء للمجمع الصناعي الأميركي مضيفا أن إسرائيل تستفيد مجانا من الهبات الأميركية لها بخصوص التسليح أما السعودية فهي تدفع الفاتورة ب(البترودولار) ومن سخرية القدر أن السعودية هي التي تمول شراء السلاح الأميركي للجيش الإسرائيلي وبالتالي تمول الإحتلال اليهودي الصهيوني لفلسطين.
وأوضح الموقع أن إسرائيل عارضت حتى وقت قريب بيع الأسلحة الأميركية إلى السعودية ولكنها مؤخرا أعطت الضوء الأخضر لبيع الأسلحة المتطورة لها ولحلفائها من دول الخليج "الفارسي" بمليارات الدولارات إذ تراهن على السعودية خطا أول للدفاع ضد إيران موضحا أن التوتر بين الرياض وطهران يخدم إسرائيل لأنه يعزز موقفها بألا تظهر كتهديد لدول الخليج ولكن كدرع حليف لهم ما يجعل من السعودية وإسرائيل حلفاء في الشرق الاوسط.
• دام برس