في ذكرى ميلاد الامام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)

في ذكرى ميلاد الامام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٢ - ١٢:٣٨ بتوقيت غرينتش

الامام علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام, هو عاشر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ولد عليه السلام للنصف من ذي الحجة او ثاني رجب سنة اثنتي عشرة او اربع عشرة ومائتين, (اصول الكافي, الارشاد, والمصباح), في قرية (صريا) التي تبعد عن المدينة المنورة ثلاثة اميار. 
فمعدنه هو معدن الرسالة والنبوة وهوفرع هذا البيت النبوي الطاهر الذي جسد للانسانية خط محمد خاتم الانبياء صلى الله عليه وأله وسلم, محاطا بالعناية الالهية, فأبوه هو الامام المعصوم والمسدد وامه الطاهرة التقية سمانة المغربية. 
ونشأ وتربى على هدى القرآن المجيد وخلق النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) المتجسد في ابيه الكريم خير تجسيد. لقد بدت عليه أيات الذكاء الخارق والنبوغ المبكر الذي كان ينبىء عن الرعاية الالهية التي خص بها هذا الامام العظيم منذ نعومة أظافره. 
لقد تحلى الامام الهادي (عليه السلام) بمكارم الاخلاق التي بعث جده الرسول الاعظم لتتميمها, واجتمعت في شخصيته كل عناصرالفضل والكمال التي لايسعنا الاحاطة بها ولاتصويرها.     
وقد تقلد منصب الامامة الالهي بعد ابيه في الثامنة من عمره الشريف فكان مثالا أخر للامامة المبكرة التي اصبحت اوضح دليل على حقانية خط أهل البيت الرسالي في دعوى الوصية والزعامة الدينية والدنيوية للامة الاسلامية خلافة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونيابة عنه في كل مناصبه القيادية والرسالية.  
وتنقسم حياة هذا الامام العظيم الى حقبتين متميزتين: أمضى الاولى منهما مع ابية الامام الجواد عليه السلام, وهي اقل من عقد واحد. بينما أمضى الثانية وهي تزيد عن ثلاثة عقود, عاصر خلالها ستة من ملوك الدولة العباسية وهم: المعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز.     
استشهد في ايام المعتز عن عمر يناهز اربعة عقود وسنتين. وعانى من ظلم العباسيين كما عانى آباؤه الكرام حيث احكموا قبضتهم على الحكم واتخذوا كل وسيلة لاقصاء اهل البيت النبوي الشريف وابعادهم عن الساحة السياسية والدينية, وان كلفهم ذلك تصفيتهم جسديا كما فعل الرشيد مع الامام الكاظم والمأمون مع الامام الرضا والمعتصم مع الامام الجواد عليهم السلام.     
وتميز عصر الامام الهادي (عليه السلام) بقربه من عصر الغيبة المرتقب, فكان عليه ان يهيىء الجماعة الصالحة لاستقبال هذا العصر الجديد الذي لم يعهد من قبل حيث لم يمارس الشيعة حياتهم الا في ظل قرنين من الزمن. ومن هنا كان دور الامام الهادي (عليه السلام) في هذا المجال مهما وتأسيسا وصعبا بالرغم من كل التصريحات التي كانت تتداول بين المسلمين عامة وبين الشيعة خاصة حول غيبة الامام الثاني عشر من أئمة اهل البيت (عليه السلام) أي الامام المهدي المنتظرعليه السلام, الذي وعد الله به الامم.
وبالرغم من العزلة التي كانت قد فرضتها السلطة العباسية على هذا الامام حيث احكمت الرقابة عليه في عاصمتها سامراء ولكن الامام كان يمارس دوره المطلوب ونشاطه التوجيهي بكل دقة وحذر, وكان يستعين بجهاز الوكلاء الذي اسسة الامام الصادق عليه السلام واحكم دعائمه ابوه الامام الجواد عليه السلام وسعي من خلال هذا الجهاز المحكم ان يقدم لشيعته اهم ماتحتاج اليه في ظرفها العصيب. وبهذا أخذ يتجه بالخط الشيعي اتباع اهل البيت عليهم السلام نحو الاستقلال الذي كان يتطلبه عصر الغيبة الكبرى, فسعى الامام علي الهادي (عليه السلام) بكل جد في تربية العلماء والفقهاء الى جانب رفده المسلمين بالعطاء الفكري والديني - العقائدي والفقهي والخلاقي -.  
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

اعداد: صلاح بسامي

تصنيف :
كلمات دليلية :