ذرائعية اميرکا المنافقة: فزاعة"الکيمياوي السوري" نموذجا

ذرائعية اميرکا المنافقة: فزاعة
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٤:١٧ بتوقيت غرينتش

يبدو ان التلاعب بلغة المزاعم المنافقة والاتهامات الباطلة، بات هو السمة الغالبة للدعايات الاميركية على مستوى تبشيع الخصوم او الاطراف التي تشكل تحديا لمشاريعها الاستكبارية في المنطقة والعالم.

في ضوء ذلك من العبث تصديق اقوال المنظرين والاستراتيجيين الاميركيين بان الولايات المتحدة تهدف بسياساتها الى "خلق مجتمع عالمي متعاون بشكل حقيقي" كما ورد في كلام المفكر المخضرم زبغينو بريجنسكي بمقدمة كتابه (رقعة الشطرنج الاميركية)، طبعة دمشق عام 1997، بدليل انه يصرح في نفس المقدمة قائلا: "يجب الا يظهر تحدّ  قادر على السيطرة، وبالتالي على تحدي اميركا!!"
من جانبه يقول المفكر المخضرم الاخر هنري كيسنجر (ضمن كتاب هنري كيسنجر ــ محاضرات ومقالات مختارة 1982 ــ 1984 ــ دارقتيبة / بيروت): "اذا وقعنا تحت سيطرة معادية سواء بشكل مباشر او غير مباشر، فان ذلك سيكسف ويقلل نفوذ اميركا في العالم".
وامام هذه الرؤية الاميركية التي تتناقض فيها الاطروحات الجميلة عن اقامة مجتمع عالمي انساني متفاهم، مع عمليات الغطرسة والتجييش وتفجير الازمات والتوترات في العالم، يمكن الوقوف على ابعاد الاكاذيب والافتراءات التي كانت واشنطن وما فتئت تسوّق لها في جميع الابعاد والاتجاهات لتبرير حروبها وغزواتها واعتداءاتها وسرقاتها السافرة ضد الدول والشعوب والثروات ولاسيما في العالم الاسلامي.
إن من واجبنا ان نطرح مثل هذا التساؤل وهو: ما الذي اثبتته المزاعم الاميركية في افغانستان والعراق حتى تندفع هذه الايام ــ ودون هوادة ــ للايحاء الى احتمال قيام القيادة السورية المناضلة باستخدام "الاسلحة الكيمياوية" ضد شعبها تحت ذريعة "قمع الثورة والمعارضة".
المؤكد ان تركيز الادارة الاميركية وحليفاتها في اوروبا والكيان الصهيوني وبعض البلدان الخليجية، على هذه (الاكذوبة) يجسد، حقيقة افلاس المساعي الاستكبارية للنيل من دمشق باعتبارها (حلقة الوصل) في محور المقاومة والممانعة بوجه المشروع الصهيواميركي في الشرق الاوسط.
فالمجتمع البشري الذي تابع تطورات الازمة السورية من بدايتها لم يكن قد استمع الى هذه المعزوفة الشاذة "استعداد سورية لضرب المجموعات المسلحة المعارضة بالكيمياوي"، الا في الآونة الاخيرة، وبهذا يتأكد لنا ان الاستراتيجية السلطوية الاميركية تتبنى تماما المبدأ الميكيافيلي القائل بأن "الغاية تبرر الوسيلة"، بعدما اصطدمت محاولاتها الشيطانية المناهضة لسورية بالارادة الصلبة للشعب المؤمن المقاوم في هذا البلد.
فقد برهنت مختلف الممارسات والضغوط والتحريضات والتفجيرات على انها عاجزة عن استدراج سورية الابية الى فخ الانصياع والخضوع للاملاءات (الغربية ــ الصهيونية ــ الخليجية ــ التركية)، مثلما هي عاجزة عن كسر ارادة الشعب السوري الذي يرصد ــ بدقة ــ المؤامرة الدولية الحاقدة عليه.
وبذلك ليس مستغربا ابدا تلويح قوى الاستكبار والصهيونية وعملائها في المنطقة بـ "فزاعة التهديد الكيمياوي للثورة السورية"، فقد شكلت دمشق بصمودها تحديا خطيرا لرقعة الشطرنج الاميركية في الشرق الاوسط ــ وفقا لبريجنسكي ــ كما انها تحولت الى قوة تهدد نفوذ اميركا في العالم ــ وفقا لكيسنجر ــ وبذلك فانها (وحسب الاستراتيجية الاستكبارية) يجب ان تواجه بكل الوسائل الدنيئة ومنها المزاعم الكاذبة، مادام مرتزقة الفوضى الخلاقة وعلى رأسهم افراد المجموعات الارهابية التكفيرية قد سقطوا وفضحوا وانهزموا في امتحان حماية الوطن والشعب بسورية، وذلك بعدما ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا قتلة ولصوصا وقطاع طرق والعوبة رخيصة تتداولها الاوامر الاميركية والاسرائيلية والخليجية لاشاعة الموت والتخريب والدمار في العالم الاسلامي.

 

حميد حلمي زادة