فهناک شعور عارم بات يسيطر على عقول الجماعات التكفيرية في "القاعدة" او الفئات الاخرى اللصيقة بها عمليا وعقائديا، يجعل افرادها يتصورون بانهم يمتلكون الارض ومن عليها، فيقتلون من يشاؤون ويدمرون مايريدون ويعيثون فيها فسادا دون ان تعترضهم اية حواجز او ضوابط دینیة او ضغوط رسمیة من قبل مجلس الامن و ادعياء "الشرعية الدولیة".
فقد امسی واضحا ان الوهابية التكفيرية وبدائلها التي تتخذ مسميات مختلفة " القاعدة، طالبان، دولة العراق الاسلامية، جبهة النصرة، عسكر جنجوي وغيرها" قد انيطت بها وظيفة خدمية لفائدة المشروع الغربي ــ الصهيوني، وهي تمعن قتلا وتدميرا وتمزيقا في صفوف الامة بانحاء العالم الاسلامي، كما ثبت ان العقيدة السياسية لآل سعود وآل ثاني ومن هم على شاكلتهم، ما فتئت محكومة بالعقلية البدوية القائمة على تقالید الغزو والغارات والغنائم فی البوادی و الصحاری، كما فعلوا في ليبيا.
اما البلدان التي لم تقع في مصيدة الاستيلاء كالعراق وسوريا ولبنان وباكستان وافغانستان، فانهم جعلوها هدفا للنعرات الطائفية والعصبیات المذهبية، ومنها الجريمة البشعة التي حصدت ارواح الناس الابرياء في مدينة كويتا.
واستنادا الى ما ذكرناه فان ثمة اجواء مشحونة بالغضب والنفور والادانة في الشرق الاوسط ضد امتداد (ظاهرة الارهاب الطائفي) وحصولها على التمويل والاسناد من قبل عرابيها المعروفين (سماسرة البترول الخلیجیین).
ان "الارهاب التكفيري" المدعوم ــ اصلا ــ من تجار الحروب الاميركيين والاروبيين، بات يظن في قرارة نفسه ان مسألة "الحياة والموت" حق يملكه هو دون سواه، وازاء ذلك فقد تحولت المجازر الدموية واشعال الاضطرابات والفوضى في الوقت الراهن الى "ايديولوجية سياسية وفكرية" عنوانها الرئيسي تعميم الموت والدمار والرعب في الدول الاسلامیة.
ومن الواضح ان هذه "العقيدة المنحرفة" باتت تلقى ترحيبا منقطع النظير لدى زعماء الاستكبار العالمي والصهيونية البغيضة، کما انها صارت تحقق "المتعة" للقتلة المتطرفين الذين لم يعد يسعدهم شيء سوى سفك الدماء البريئة وتطاير الرؤوس والاشلاء بفعل السيارات او الاجساد المفخخة.
الثابت ان التكفيريين الذين استباحوا الارواح والابدان والممتلكات في مدينة كويتا الباكستانية، هم انفسهم الذين حولوا سوريا والعراق ولبنان واليمن وسواها، الى مناطق خارجة عن القانون، ولذلك فهم يشكلون تحديا خطيرا يهدد الامن والاستقرار في العالم الاسلامي، لانهم قد سيقوا طوعا او كرها الى هذه المحرقة من اجل تنفيذ مهمات قذرة تقف وراءها المشاريع والاجندات الاطلسية انطلاقا من سياسة (فرق تسد)، وان الذي يدعو الى الكثير من الاسى والحزن، هو تبني هذه الظاهرة الاجرامية من قبل زعماء المحميات البترولية فی الانظمة القبلیة المطلة علی الخلیج الفارسی، لتتسع وتستشري في المنطقة دون ان يضعوا في حساباتهم ان السحر سينقلب على الساحر یوما ما إن آجلا او عاجلا.
حمید حلمی زادة