العلاقات الايرانیة ــ المصریة والامن الاسلامي

العلاقات الايرانیة ــ المصریة والامن الاسلامي
الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣ - ٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش

تكتسب العلاقات الايرانية ــ المصرية خصوصية بالغة في الوقت الحاضر ،نظرا للاواصر العريقة التي تربط البلدین والشعبین منذ القدم ، وقد حظيت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الدكتورعلي اكبر صالحي فی الاسبوع الماضی الى ارض الكنانة ومحادثاته مع كبار المسؤولين هناك وفي مقدمتهم رئيس الجمهوریة محمد مرسي باهتمام خاص في المحافل الاقليمية والدولية، باعتبارها اول زيارة يقوم بها وزير خارجية ايراني الى القاهرة، وخاصة في اعقاب التحولات العظيمة التي شهدها هذا البلد الكبير على مستوى الاطاحة بالنظام الانهزامی البائد.

ويمكن الاشارة الى اهمية الزيارة من خلال التصريحات الدقيقة التي ادلى بها الرئيس محمد مرسي لدى استقباله الوزير صالحي فی القاهرة عندما وصف ايران (بالبلد الكبير في المنطقة بما يؤديه من دور مهم في سبيل توفير اسباب الانسجام والتواصل بين شعوبها) مضيفا بان (مصر وايران هما روح واحدة في جسدين).
فمن خلال حديث الرئيس مرسي یمکن استشراف افاق العلاقات بين القاهرة وطهران التي تلكأت في العهد المنصرم ، برؤیة تفاؤلیة ، والقول بانها ستکون مقبلة علی تطور نوعي وفريد في آن معا، باعتبار ان السياسة المصرية ــ الايرانية بعد ثورة (25 يناير 2011) هی الیوم اكثر تطابقا وتجاوبا من ذي قبل.
فالجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية مصر العربية، دولتان محوريتان في الشرق الاوسط وهما تمتلكان ثروة حضارية واسلامية ذات جذور قديمة في اعماق التاريخ.
ولهذا اعتبر المراقبون وصف الرئيس الدكتور محمد مرسي (ايران ومصر بالروح الواحدة في جسدين) ، بانه علامة فارقة فی مسیرة العلاقات الثنائیة ، وهو یحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات الودية التي ستساعد على تطويرمجالات التعاون والتنسیق والتضامن ، انطلاقا من اسس رصينة ، بعيدة عن المجاملات والممارسات البروتوكولية .
كما ان الاوضاع والتحولات الراهنة في المنطقة، لاسيما (الازمة الراهنة فی سورية)، تستدعي ان تضع ايران ومصر ثقلهما السياسي والاستراتيجي لفائدة تسوية هذه الازمة وایجاد الحلول لها بالطرق السلمية، استنادا الى مبدأ الحوار الشامل بين المعارضة والموالاة، والتأکید علی وجوب نبذ كل اشكال العنف والاعمال المسلحة والتدخلات الاجنبية ، ورفض تجنيد الجماعات المتطرفة وتمويلها من الخارج بهدف تغيير النظام السياسي القائم.
ومن المؤكد ان دعم ايران للمبادرة المصرية فی سبیل حل الازمة السورية، یعكس حقيقة القواسم المشتركة الثنائية ، والدور المؤثر الذي تستطيع طهران والقاهرة القيام به لابعاد شبح الحرب الاقليمية والدولية عن هذا البلد المناضل خصوصا، والعالم الاسلامي عموما.
فی هذا المضمار ثمة مقاربة ايرانية – مصرية ، ترى ان وتيرة الاضطرابات في سوريا ، باتت تتخذ ابعادا اخرى، تتباين جذريا وحقيقة اهداف الثورات التحررية، الامر الذي قد يرتد بمنعكسات فوضوية غير محمودة العواقب على دول المنطقة .
من هنا یتضح ان التوافق (الايراني – المصري) حول هذه القضية والمسائل الاسلامية والانسانية الاخرى ذات الاهتمام المشترك، سیکون قادرا علی تأمین نقلة نوعية فی میدان العمل الثنائي باتجاه تطوير اشكال التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، اضافة الى تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتبادلة ، وبما يخدم التطلعات الكبرى للامة الاسلامية والعربية والقضايا العادلة والمشروعة في المنطقة، ولاسيما تطهیرفلسطين والقدس الشريف من دنس الاحتلال الصهيوني.
حمید حلمی زادة