تصاعد الحديث عن التعذيب في السجون السعودية

تصاعد الحديث عن التعذيب في السجون السعودية
الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣ - ٠٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

التعذيب في السجون السعودية قضية كثر الحديث عنها من جانب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والنشطاء السعوديين الذين يسلطون الضوء على ما يتعرض له المعتقلون السعوديون ولا سيما الذين يطلق عليهم سجناء الرأي . وفيما تجاهل الإعلام السعودي هذه القضية وجه الأنظار ناحية المعتقلين السعوديين في العراق .

تقرير... بثت قناة أم بي سي الفضائية السعودية في ديسمبر كانون الأول الماضي برنامجا تحدث عن تعرض سجناء سعوديين في السجون العراقية للتعذيب. وقد بثت القناة السعودية تقريرا مصورا تضمن مشاهد من السجون العراقية .
أكثر من 70 سجيناً سعودياً لدى العراق ينتظرون تنفيذ اتفاقية تبادل السجناء بين البلدين، بعض المصادر داخل السجون العراقية أكدت أن السجناء السعوديين يتعرضون للتعذيب والإهانة داخل السجن، أغلب السجناء السعوديين حكم عليهم داخل العراق بأحكام مختلفة أبرزها وأكثرها المؤبد والإعدام شنقاً حتى الموت في اتهامات تقول حكومة بغداد أنها ترتبط بالإرهاب.
وزارة العدل العراقية نفت تعرض النزلاء السعوديين في سجونها لعمليات تعذيب وقال الناطق باسم الوزارة حيدر السعدي إن الإشارة إلى تعرض النزلاء السعوديين لعمليات تعذيب بهدف انتزاع الاعترافات منهم بالقوة غير دقيقة لأن سجون الوزارة جهة إيداع وغير معنية بالتحقيق ، داعيا وسائل الإعلام إلى اعتماد المهنية في عرض المعلومات .
مشيرا ألى أن قناة  "mbc" السعودية تناولت في أحد برامجها مؤخراً تعرض النزلاء السعوديين في سجون الوزارة إلى عمليات تعذيب وهو أمر غير صحيح بالمطلق .
داعيا إلى اعتماد المهنية في عرض المعلومات وقال إن كيل الاتهامات الى أي جهة يجب أن يستند إلى معلومات ووثائق أو انتداب شخصية إعلامية أو مسؤول حكومي كممثل للجهة موضع البحث بهدف تعزيز الجانب المهني في الإعلام الرصين.
وفيما حملت الفضائية السعودية الحكومة العراقية مسؤولية عدم تنفيذ اتفاق تبادل السجناء بين المملكة السعودية والعراق رد نائب وزير الداخلية العراقي عدنان الأسدي قائلا :
عندنا فقط 60 واحد، حوالي بين 110 و115 واحد موجود في المملكة من العراقيين الموجودين. الحكومة العراقية يعني متمثلة برئاسة الوزراء، ومجلس الوزراء صادق على الاتفاقية ورفعها للبرلمان، بالقانون العراقي أن البرلمان هو الذي يصادق على الاتفاقيات بعدما تكمل الاتفاقية وتنقل إلى البرلمان.
ورغم توقيع اتفاق تبادل السجناء بين العراق والمملكة العربية السعودية أبدى الإعلام العراقي تحفظات عليه .
أن إعادة العراقيين إلى بلادهم يعتمد على إطلاق سراح 108 محكومين من السعودية ينتمي غالبيتهم لتنظيم القاعدة، كانت القوات الأمنية العراقية ألقت القبض عليهم.
ليس من الإنصاف بحق العراقيين أن يستبدل الإرهابي القاتل المجرم السعودي بإنسان بريء ممكن عر الحدود لأسباب معينة، وممكن قام بعمليات جنائية بسيطة جداً لا تكتفي لا بمستوى قطع الرأس ولا قطع الأيادي وما شابه ذلك.
أن حكم اجتياز الحدود السعودية كان حد السيف الذي أطاح ببعض رؤوس الأبرياء.
هذه التهم التي توجه إلى العراقيين هي تهم كيدية حتى يطلقون هناك مقابل هؤلاء السعوديين الموجودين داخل السجون العراقية.

وبانتظار تطبيق اتفاقية تبادل السجناء بين بغداد والرياض تبقى قضية التعذيب داخل السجون السعودية هي القضية الأبرز رغم تجاهلها من كثير من وسائل الإعلام العربية والغربية على السواء وقد تمت إثارتها في بيان نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي . 
تقرير ... صالح بن محمد المهوس دخل سجون المباحث العامة وخرج منها وهو مصاب بشلل نصفي جراء التعذيب يقول ناشطون سعوديون كانوا وزعوا مشاهد له وهو راقد في المستتشفى بعد إطلاقه وهو لا يقوى على الكلام .
كان وزني ثقيل والآن خفيت، كان وزني 93 والآن 61، أسألكم بالله يا أخوان لا تنسوني من دعائكم.
السمعة السيئة للسجون السعودية منشأها مئات القصص عن التعذيب الممنهج للمعتقلين السعوديين كما يقول بيان لنشطاء حقويين سعوديين :
عبدالله أحمد فتحي الجندلي الرفاعي أحد المتهمين في قضية إصلاحيي جدة كشف في تسجيل صوتي بثته جمعية حسم عن تعرضه للتعذيب داخل السجون السعودية :
بسم الله الرحمن الرحيم أقر أنا عبد الله بن احمد فتحي بن يحي الجندلي الرفاعي وان بكامل قواي العقلية المعتبرة شرعاً ودون أي ضغط أو إكراه بأنني أكرهت وأجبرت على التبصيم على دفاتر التحقيق دون أن أمكن من معرفة محتواها، ومن ذلك إنني ضربت أثناء فترة التحقيق ضرباً مبرحاً من قبل المحقق وغيره مما أدى إلى إصابة بعاهة وعطب في كلتا أضني، كما تم تهديدي خلال فترة التحقيق بإيذاء أهلي وأفراد أسرتي، كذلك أخذي إلى غرفة التعذيب، وكذلك إخراج أظافري بالزرادية، وكذلك تهديدات مبهمة. كما تم تهديدي بالاغتصاب عدة مرات.
الداعية السعودي محسن العواجي كان وثق في عام 2012 إفادة من معتقلين تعرضوا لأقسى ممارسات التعذيب  في تقرير قدمه إلى وزير الداخلية السعودية حين ذاك الأمير نايف آل سعود.
وعلى الرغم من أن وزير الداخلية قال أنه يرفض هذه الممارسات لكنه لم يتخذ أي إجراءات عقابية بحق المعذبين أو تعويضية بحق الضحايا. تتضمن الإفادات إهانة المعتقدات الدينية للمعتقلين والتهديد بالاغتصاب وصولاً إلى الجلد والضرب المبرح والحرق والتعليق المنكوس.
الدكتور العواجي نفسه كان تحدث عن تجربته في السجن وعن أساليب التحقيق التي تمارس مع السجناء عامة في السعودية .
هنا جريمة وكنت تضرب لكي تعترف، هنا جريمة، الجريمة الأخرى هي أنه إجبار المحقق معه أن يقول أمام القاضي، القاضي الذي هو من نوع خاص ليس أي قاضي، أن يقول نعم هذا اعترافي مختاراً دون أي ضغط، لأنه يقف المحقق على رأس القاضي وعلى رأس المتهم ويسأل، طبعاً لو قلت له لا هذه بالإكراه يقول مع السلام شكراً، وهذا سيعيدنا كقطعة اللحم بين يدي الجزار، ليس هناك ناصر إلا الله سبحانه وتعالى، فقط لا أكثر ولا أقل، يعني أنت تحت رحمة هذا المحقق، هذه النقطة اشد ما آلمنا في السجن، وأنا أتمنى أن تكون قد تداركت أو تدارك لأنها مهما كان المتهم، مهما كان السجين حتى لو كان من أعتا عتاة المجرمين لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يوضع في هذه الوضعية الظالمة.
د. محسن العواجي هناك شهادات موثقة وواضحة من المعتقلين بأنهم يقولون أن الضباط يقولون بأن لدينا توجيه بتعذيبكم من وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف بشكل صريح، ولدينا بالشهادات الموثقة، ولدينا شهادات متواترة عن أن الضباط يحصلون على توجيه من محمد بن نايف أو مساعد وزير الداخلية.
أنا معي وثائق عن تعذيب هم لا يريدون أن يسمعوها علنياً... فقال لي المحقق أثناء التحقيق لماذا أنت تتكلم عن التعذيب بالتحديد، ولا تتكلم عن التعذيب في أميركا في معتقل غوانتنامو، قلت له أيها المحقق ألا تعرف الفرق، الضباط الأميركيين تعتبر هؤلاء الأشخاص أعداء، هل تنظر إلى شعبك في نفس النظرة بأنهم أعداء لك.
هذا عنف، وهذا العنف هو الذي أنتج لدى شبابنا العنف.....
الأمر الأخطر الذي تنبهنا له مؤخراً ولدينا شهادات عليه بالمناسبة أن هيئة التحقيق والادعاء العام تقوم بدور خطير جداً في التغطية على انتهاكات المباحث، ولدينا أدلة وشهادات على هذا. أعتقد أن هذه فضيحة للنظام القضائي الإسلامي وللنظام السعودي، هذه المحكمة التي بالفعل على جميع نشطاء حقوق الإنسان يفضحوه، وعليهم أن يدونوا أسماء قضاتهم والأحكام التي صدرت منهم غير بعيد أن يمثل هؤلاء القضاة أمام قضاء حر وقريب إنشاء الله سيذوقون من نفس الكأس.
إذا أردنا المحاكمة علنية فاليعملوها...