زيارة الرئيس الايراني للقاهرة وتخرصات السلفيين

زيارة الرئيس الايراني للقاهرة وتخرصات السلفيين
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣ - ٠٥:٣٧ بتوقيت غرينتش

زار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القاهرة للمشاركة في اجتماع الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي والبحث مع المسؤولين المصريين حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقد حظي الرئيس الايراني باستقبال حافل من قبل الرئيس المصري محمد مرسي، كما قام بجولة في القاهرة التقى فيها برئيس جامعة الازهر كما زار مسجد رئيس الحسين ومرقد السيدة زينب.
وقبل بدء زيارة الرئيس الايراني للقاهرة، أصدرت الجماعة السلفية في مصر بيانا مليئا بعبارات طائفية حقودة اعربت  فيه عن مخاوفها من هذه الزيارة، وأصدرت اوامرها للمسؤولين المصريين بان عليهم ان يتحدثوا مع الرئيس الايراني باعتبارهم ممثلون لاكبر دولة سنية.
هذه الجماعة برزت الى الوجود في خضم ثورة الشعب المصري، واثبتت للمصريين بانها جماعة متشددة، تريد الاساءة الى الشعب المصري الذي رحب بانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وها هو الرئيس المصري محمد مرسي قد استقبل نظيره الايراني الذي يزور مصر لاول مرة منذ الاطاحة بشاه ايران عام 1979.
الجماعة السلفية التي لا وزن سياسي لها في مصر،  تريد فرض ارادتها على الرئيس المصري محمد مرسي وطرح الانطباع عن مصر بأنها لا تزال تسير على طريقة حسني مبارك في اتخاذ مواقف معادية لايران والشعب الايراني بفعل ضغوط من دولة عربية معروفة بأحقادها الطائفية، وهي السعودية، وهذه الجماعة تريد ان تثبت للجميع بانها لا تزال تتلقى اوامرها من النظام السعودي مصدر السلفية والوهابية في المنطقة، والتي تدعو دائما الى الفرقة بين المذاهب الاسلامية وتتزعم الافكار السلفية الوهابية المتطرفة وتعقد المؤتمرات لاثارة الفرقة والنعرات الطائفية بين الشعوب المسلمة.
من المحزن المبكي ان تعلن الجماعة السلفية في مصر التي تدعي الدفاع عن الاسلام، تعلن ودون خجل وحياء عداءها للطائفة الشيعية وتطالب السلطات المصرية بعدم تضمين جولة الرئيس الايراني السياحية، زيارة المساجد في مصر،  لان زيارة المساجد سوف تقوي الشيعة في هذا البلد، حسب زعمها، ولكن الرئيس الايراني زار مسجد رأس الحسين ومرقد السيدة زينب في القاهرة، رغم معارضة السلفيين لهذه الزيارة.
ان الشعب المصري اثبت للجميع انه شعب مسلم، يريد اقامة افضل العلاقات مع البلدان الاسلامية وخاصة ايران، وان تخرصات الجماعات السلفية الطائفية الحقودة لن تلقى آذانا صاغية لا عند الشعب المصري ولا عند المسؤولين المصريين الذين ادركوا بان القطيعة مع ايران هي قطيعة مع 80 مليون مسلم.
لقد اعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قبل توجهه الى القاهرة عن امله بان تتوصل الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الدول الاعضاء في  منظمة التعاون الاسلامي خلال مؤتمرهم في القاهرة، الى صياغة تصور مشترك على ضوء التطورات القائمة. وقال الرئيس الايراني أنه سيلتقي المسؤولين السياسيين والعلماء والنخب الفكرية والاجتماعية والصحفيين في مصر، مضيفا انه سيسعى الى توسيع نطاق التعاون بين ايران ومصر نظرا لما تمتلكه الدولتان من طاقات بشرية متخصصة وكفاءات علمية.
وأشار الرئيس الايراني الى المكانة التي تتمتع بها ايران ومصر في العالم، مؤكدا على أن تعزيز العلاقات الايرانية المصرية والتعاون بينهما على المستوى الاقليمي والدولي من شأنه ان يغير المعادلات لصالح دول العالم. واختتم الرئيس الايراني حديثه معربا عن امله بأن تكون زيارته الى مصر خطوة الى الامام لتحقيق مصالح وعزة ورفعة  الشعوب.
ان الجماعة السلفية في مصر التي تتخذ مواقف متشددة من مجمل القضايا الداخلية والخارجية في مصر، تريد اليوم الوقوف في مواجهة ارادة الشعب المصري بطرح قضايا طائفية بالاستلهام من مصدر السلفية وبطرح افكار وتصورات أكل الدهر عليها وشرب ، فالشعوب في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في مصر، لا تأبه للدعوات الطائفية، بل انها تتحد مع الشعوب الاخرى لمواجهة الحكومات الديكتاتورية الرجعية المستبدة التي تتسلح بالشعارات الطائفية لاطالة سيطرتها  على الشعوب.
شاكر كسرائي