مسلح سوري سابق: قادة المعارضة لصوص فاسدون

مسلح سوري سابق: قادة المعارضة لصوص فاسدون
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

ألقى زعيم سابق لاحدى الجماعات المسلحة بسوريا سلاحه وتفرغ لحياته الشخصية متهماً قادة ما يسمى "الجيش السوري الحر" بأنهم لصوص فاسدون سرقوا نضالهم ليغتنوا بحقارة، وأكد ان قائد كتيبة من مائة رجل باع اسلحة وسيارات وحتى مقر قيادة الكتيبة في مركز باب الهوى الحدودي ليبني منزلين فخمين ويتخذ زوجة ثالثة، في ظاهرة تعكس تنامي ظاهرة نبذ السلاح في مناطق التمرد من قبل الذين حملوا السلاح في البدايةضد النظام .

ابو محمود قائد كتيبة مقاتلين سابقا يكن الكثير له الاحترام في بلدة اطمة الواقعة شمال غرب سوريا والذي لا يخفي حسرته الشديدة على ما آل اليه الحال يؤكد لفرانس برس ان "الثورة الحقيقية في سوريا انتهت، لانهم تعرضوا للخيانة ".
ويتابع هذا القائد ان "ثورتنا الجميلة سرقها اللصوص والفاسدون" في اتهام مباشر لقادة ما يسمى الجيش السوري الحر "الذين اغتنوا بحقارة بينما الثوار الحقيقيون يموتون على الجبهة".
وفي حديقة منزله ببلدة اطمة الحدودية مع تركيا، يروي ابو محمود بحسرة لفرانس برس كيف فاض به الكيل من هذه التجاوزات الامر الذي دفعه لترك رشاشه الكلاشنيكوف من اجل "قطع الاخشاب ورعي الماعز في الجبل".
وتؤكد قصة ابو محمود ظاهرة تتنامى في مناطق التمرد وهي نبذ مقاتلين حملوا السلاح منذ بداية الاضطرابات في سوريا، لسلاحهم بسبب شعورهم بالغضب الشديد والاشمئزاز من الفساد المتفشي بشدة بين قادة التمرد .
ويضيف "من يسمون انفسهم قادة يرسلوننا لكي نقتل ويبقون هم في الخلف لجني المال . واذا جاؤوا الى الجبهة فلا يكون ذلك سوى للسرقة والنهب فهم لا يخوضون المعارك . ومع ذلك فانهم اليوم من يتربعون على راس حركة التمرد".
ويشير الى ان من يسمون انفسهم بقادة الجيش السوري الحر "لا يمرون بمكان الا وقاموا بسرقة ونهب كل ما يستطيعون حمله ليبيعوه على الاثر هنا او بصورة غير مشروعة في تركيا بدءً من السيارات، اجهزة منزلية، بنزين، قطع اثرية ... وكل ما يمكنكم تخيله!".
ويسوق على سبيل المثال اسماء نحو عشرة من هؤلاء الذين يسمون قادة  في محافظة ادلب ومدينة حلب منهم ضابط من "صقور" دمشق مشهور بـ"سطواته" على الشقق التي هجرها سكانها في حلب او قائد كتيبة من مائة رجل "باع اسلحته وسياراته وحتى مقر قيادته في مركز باب الهوى الحدودي" ليبني منزلين فخمين ويتخذ زوجة ثالثة.او ذلك الصانع السابق في اطمة الذي كان على وشك الافلاس قبل الثورة ثم عمل في امدادات الجيش السوري الحر وتهريب النازحين ليصبح الان مالكا لوكالة للسيارات الفاخرة .
ويقول ابو محمود باسى "المشكلة ان الكثير من هؤلاء الضباط المزيفين لديهم اليوم داعمون في الخارج".
و لا يخاف هذا الضابط الفار من التحدث بحرية في اطمة لانه مشهور بنزاهته وشجاعته وعيشته المتواضعة التي تدل عليها سيارته الرباعية الدفع القديمة المتهالكة.
ويوضح ابو محمود "كنا نقاتل في البداية بسبعة رشاشات كلاشنيكوف ونتلقى القليل من المال من قائد تم استبعاده في وقت لاحق . لكن الذين تولوا قيادتنا في حلب كانوا يرسلوننا مثل الخراف التي تساق الى المذبح. ولم يكن لدينا حتى من الطعام ما يسد رمقنا ".
وتساءل غاضبا "لماذا نحارب ولاجل من نموت؟ من اجل بلدنا؟ او من اجل هؤلاء الناس الذين يسرقون السوريين؟".
ورفض ابو محمود الانضمام الى وحدة اخرى لانه لم يجد واحدة شريفة وحتى التي ترفع الشعارات الاسلامية ، لان الاسلام الذي جاءت به هو غير الاسلام الذي يعرفه ".