الاحتجاجات السلمية تطور احرج السلطات السعودية

الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٣ - ٠١:٤٤ بتوقيت غرينتش

لندن(العالم)-03/03/2013- اكدت اكاديمية سعودية معارضة ان الاحتجاجات السلمية المتصاعدة في المملكة احرجت النظام بشكل جدي، ووصفت حركة الاحتجاجات السلمية بانها تمثل تحولا في المطالبة بالحقوق، داعية الى تحجيم سلطة الدولة واعطاء حريات للمجتمع، وايجاد لجنة مستقلة لحقوق الانسان تدخل السجون وتخرج باحصائيات دقيقة عن اعداد المعتقلين في السعودية.

وقالت الاستاذة السعودية المحاضرة في جامعة "كينغز كاليج" البريطانية مضاوي الرشيد لقناة العالم الاخبارية السبت: هناك تحول حصل مؤخرا في السعودية، حيث تتبنى اليوم مبدأ الاعتصامات السلمية والمطالبة بالحقوق في الشارع بعد ان فشلت جميع الاساليب التي كان منها الخطابات التي تتوسل الحقوق الى ما يسمى بولي الامر.

واضافت الرشيد: اليوم هناك نقلة نوعية في الحراك على الساحة والاعتصامات التي لها اكثر من سنتين، وقام بها اولا اهالي المعتقلين، الذين كانوا يتهمون بعمليات او بفكر معين، لكن لا توجد محاكمة علنية لهؤلاء، نافية ان يكون هؤلاء كلهم ممن تسميهم الحكومة الفئة الضالة ، مؤكدة ان بينهم ناشطين.

والفئة الضالة هو الوصف الذي تطلقه السلطات السعودية على من تسميهم بأتباع التنظيمات المسلحة مثل القاعدة وغيرها في المملكة، والذي تعممه بعض الاحيان على عموم المعارضين.

واوضحت الرشيد: لا اعتقد ان الشيخ سلمان الرشودي او الناشط الحقوقي محمد البجادي وغيرهما هم من الفئة الضالة والارهابيين، متسائلة عن عدم اجراء محاكمات علنية للمعتقلين، وبقاء المعتقلين حتى بعد انقضاء فترة السجن في المعتقلات.

واعتبرت الاستاذة السعودية المحاضرة في جامعة "كينغز كاليج" البريطانية مضاوي الرشيد ان خروج النساء للمطالبة بالافراج عن ازواجهن او ابناءهن او اخوانهن جاء بسبب تخاذل المجتمع وغياب الرجال في الاسر، الامر الذي لم يبق للنساء سبيلا الا ان يخرجن بأنفسهن، ويحملن قضاياهن ويتظاهرن.

واشارت الرشيد الى ان ما يواجهه النظام السعودي من حراك سلمي في الشرقية او الوسطى او عسير او غيرها هو الاسوأ بالنسبة له، لانه متعود ان يواجه معارضات مسلحة في السابق، وكان من السهل عليه ان يحشد الرأي العام المحلي والدولي لقمع هؤلاء، لكنه لا يستطيع ذلك مع الحراك السلمي.

واوضحت ان النظام بين نارين لا يستطيع ترك الحراك السلمي ليأخذ مساره، الامر الذي يمكن ان يؤدي الى سقوط شرعيته وهيبته، كما انه لا يستطيع قمعها لانه يواجه نساء ورجالا غير مسلحين في الشوارع يطاللبون بحقوق ويعتصمون ويجلسون في الساحات.

واعتبرت الرشيد ان النظام يفضل ان تكون معارضته مسلحة لانه بذلك يستطيع ان يقمعها ان يواجه احتجاجا من اي احد، مؤكدة الا وجود في السعودية لمحاكم حقيقية وقضاء مستقل.

واضافت الاستاذة السعودية المحاضرة في جامعة "كينغز كاليج" البريطانية مضاوي الرشيد ان هناك من يتم سجنهم في السعودية بتهم مبهمة مثل تأليب الرأي العام او الاتصال بالاعلام الخارجي او تعطيل التنمية او غير ذلك من الحجج الواهية.

وحول الرقم الحقيقي لعدد المعتقلين في السعودية قالت الرشيد: كيف يمكن معرفة ذلك اذا كان لا يوجد اي خطة للدخول الى هذه السجون والاطلاع على احصائية دقيقة، مشيرة الى ان الكثير من المعتقلين انهوا مدة الاعتقال، لكنهم لا يزالون في السجون.

ووصفت قضية المعتقلين بانها جزء من مشكلة اكبر تتمثل في سرية النظام السعودي وعزل المجتمع عن اي مشاركة وعدم استقلال القضاء والاحكام التعسفية وائتمار المحاكم والقضاة بامر النظام السعودي و وزارة الداخلية.

واكدت الرشيد انه لا حل لكل هذه المشاكل والتناقضات الا بتحجيم سلطة الدولة وايجاد مساحة حرية للمجتمع وايجاد لجنة حقوق انسان مستقلة تستطيع ان تدخل السجون وتجري احصاءات، حيث لا يمكن الاعتماد على احصاءات النظام السعودي.
MKH-2-21:45