فلسطين تفضح زعماء البترول الطائفيين

فلسطين تفضح زعماء البترول الطائفيين
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣ - ٠٥:٢٥ بتوقيت غرينتش

من الجلي ان الاضطرابات والنزاعات الطائفية التي اججتها السعودية وقطر وتركيا في المنطقة، بوحي من الاملاءات الاميركية الاوروبية جعلت القضية الفلسطينية وتطوراتها تأخذ العناوين الثانوية والهامشية في الصحافة ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة.

وبرأي المراقبين فان هذا التوجه  يعزز القناعة بالعلاقة الوثيقة بين الانظمة الرجعية والمشروع الغربي ــ الصهيوني، على مستوى اشغال ابناء الامة الاسلامية بالصراعات الجانبية في مابين بعضهم البعض، واطلاق العنان لـ "الدولة العبرية" من اجل التضييق على الشعب الفلسطيني لاسيما الاسرى والمعتقلين المضربين، منذ عدة شهور احتجاجا على ممارسات القمع الاسرائيلية.
صحيح ان الاعلام الاقليمي المتواطئ مع المؤامرة الاستكبارية حاول ان يجعل من الازمة السورية المفتعلة العنوان الابرز، وتجاهل عمدا  احتقان الشارع الاسلامي الفلسطيني ضد الانتهاكات الصهيونية المتزايدة لحرمة بيت المقدس والمسجد الاقصى المبارك، لكن الصمود الرائع  للشعب والقيادة والجيش بوجه السلوكيات الارهابية والطائفية للمسلحين  التكفيريين والمرتزقة الاجانب، فوت الفرصة على المتآمرين السعوديين والقطريين والاتراك، من بلوغ مآربهم الحاقدة على محور المقاومة والممانعة في العالم الاسلامي، في حين اضحت فلسطين كلها من البحرالي النهر تغلي كالمرجل بانتظار ساعة الصفر لاطلاق انتفاضتها التغييرية الشاملة .
ويدعم  هذه الحقيقة ما صرح به القيادي  في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) محمود الزهار (ان الانتفاضة الثالثة قادمة وستنطلق شرارتها من كافة المدن والقرى الفلسطينية في الضفة والقطاع حتى دحر الاحتلال) مؤكدا (ان الشعب الفلسطيني كباقي الشعوب المسلمة لا يقبل بان تمس ثوابته، وان الانتفاضة القادمة لن تكون كسابقتها وستكون بداية لتحرير فلسطين).
من هذا المنطلق يمكن الجزم بان المؤامرة الغربية ــ الصهيونية ــ الرجعية على دمشق وبيروت و بغداد، عادت بنتائج عكسية على  اطرافها، الشيء الذي اخذ يتضح عبر المواقف الاميركية التي بدأت تجنح الى فكرة ايجاد تسوية سياسية للازمة السورية، في حين بدا واضحا للرأي العام العالمي حجم مخاوف زعماء  الصهاينة من انقلاب سحرهم عليهم، وتخبطهم في اطلاق التصريحات المرعوبة ضد الجمهورية الاسلامية تحت ذريعة "ان طهران باتت قاب قوسين من صنع القنبلة النووية".
ومن الواجب الاشارة هنا الى  ان (قضية فلسطين والقدس الشريف) فرضت وجودها على زعماء المشروع الطائفي في المنطقة شاؤوا ذلك ام أبوا، ومرد ذلك  ان الامة الاسلامية تدرك تماما ابعاد المؤامرة الصهيو- غربية في سوريا، وهي تعلم علم اليقين ان ما تواجهه دمشق  هو بسبب مساندتها التاريخية الاصيلة لهذه القضية، ولا سيما بعد ماتخلى عنها زعماء المال البترولي  في منطقة الخليج الفارسي، بل واخذوا يناصبون العداء كل من يدعم الحق الفلسطيني المغتصب،  ولايدخرون أية طريقة مخزية لمحاربة قوى محور المقاومة، والممانعة، كما هو ماثل على مرأى  ومسمح العالماجمع في الحرب الدولية والطائفية على سوريا المناضلة.
صفوة القول: ان الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ستكون الرد الحقيقي على التآمر  الغربي الصهيوني الرجعي باختلاف كبير، وهو انها ستضع  الامة الاسلامية امام مسؤولياتها الحقيقية والمصيرية لمقارعة اعدى اعداء الانسانية في العالم أي "اسرائيل" المجرمة لازالتها ومن يحامي عنها من زعماء آبار النفط والغاز في المنطقة.
* حمید حلمی زاده