مؤتمر هرتزيليا يحذر "إسرائيل" من تحديات خارجية

مؤتمر هرتزيليا يحذر
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠١٣ - ٠٩:١٨ بتوقيت غرينتش

حذر مؤتمر هرتزيليا الأسرائيلي الـثالث عشر "خلافا للمؤتمرات السابقة"، الكيان الاسرائيلي من مواصلة الانشغال بالقضايا الداخلية والتوجه للتحديات الخارجية، فيما دعا رئيس المؤتمر للامتناع عن اعتبار البرنامج النووي الايراني خطرا وجوديا على الكيان.

وفي افتتاح المؤتمر الاثنين، حذر رئيس المؤتمر الجنرال في الاحتياطي داني روتشيلد من تعمق عزلة الكيان الاسرائيلي الدولية، نتيجة ما اسماه "انخفاض مستوى التدخل الأميركي في الشرق الأوسط، والخلافات الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي".
ودعا روتشيلد كذلك الكيان الاسرائيلي لإعادة النظر في رسائلها للعالم، والامتناع عن اعتبار ما  اسماه "السلاح النووي الإيراني" خطرا وجوديا عليها، رغم أن مصلحتها العليا تقتضي بمنع طهران من حيازته، حسب تعبيره.
وردا على سؤال، شدد روتشيلد على ضرورة تحاشي الحكومة الإسرائيلية الجديدة تكرار الفشل الدبلوماسي المدوي الذي منيت به الحكومة المنتهية ولايتها، في إشارة لحصول فلسطين على اعتراف أممي بها بنيلها صفة دولة مراقب غير عضو أواخر العام الماضي.
وعلى غرار باحثين آخرين في المؤتمر، حذر روتشيلد من مواصلة قادة الكيان الاسرائيلي الامتناع عن بلورة إستراتيجية شاملة لمواجهة مجمل التحديات الناجمة عن تغييرات إقليمية ودولية تتسّم بطابع تاريخي.
وهذا ما وافق عليه قائد الجيش الإسرائيلي بيني غانتس خلال استعراضه تحديات الأمن القومي للكيان الاسرائيلي، حيث قال إن احتمالات نشوب حرب في المدى القصير قليلة، لكن مخاطر التدهور كبيرة جدا، لافتا إلى أن هناك أحداثا كثيرة من شأنها إشعال المنطقة.
وفي معرض مفاضلته بين تحديات واجهه كيانه في الماضي وتلك الحالية والمستقبلية، رسم غانتس صورة "مقلقة" لها، فأشار لتبدل العدو وتهديداته، وتابع قائلا إن "تحديات المستقبل أكثر تعقيدا، فالمنظمات الإرهابية تعمل من داخل تجمعات سكانية وبحوزتها قدرات قاتلة" على حد تعبيره.
وعلى غرار جهات عسكرية أخرى، كشف غانتس رؤيته بضرورة انتقال الكيان الاسرائيلي إلى عقلية الهجوم الحاسم، وتفعيل قدرات وطاقات أكبر، وأضاف "علينا تطوير قدراتنا في الاستخبارات والمناورة، وعندما نحتاج للحسم فلا مفر من الزحف داخل أنفاق غزة وبلوغ كل بناية".
وتحاشى غانتس التطرق للشأن الإيراني، لكنه توقف عند تطورات ما يسمى الربيع العربي، وقال إن "الوضع في سوريا بات غير مستقر وخطيرا بشكل غير عادي".
غانتس -الذي أشار لأهمية انقطاع الصلة بين سوريا ولبنان اليوم- حذر من احتمال انفجار جديد في الأراضي اللبنانية، زاعما أن "حرب لبنان الثانية ردعت حزب الله، ولكن في حال تفجر الوضع مجددا فلابد من أن نتحرك بصورة مجدية جدا، وفي مثل هذا الوضع أفضل أن أكون مواطنا إسرائيليا لا لبنانيا" على حد تعبيره.
وفي معرض محاضرته عن الأوضاع والتحديات التي يواجهها الكيان الاسرائيلي في الساحتين الإقليمية والدولية، قال المدير العام لوزارة الخارجية رفائيل باراك إن "إسرائيل لا تتدخل في الثورات العربية، وتلتزم الصمت حيالها حتى تتضح الصورة، ويصبح بالإمكان التمييز بين الأخيار والأشرار".
وردا على سؤال، اعتبر باراك أن "المحافظة على العلاقات مع مصر والأردن تحدّ مهم اليوم"، أما التحدي الثالث بنظره فهو "انتقال الفلسطينيين من الإرهاب إلى الحلبة الدبلوماسية الدولية!".
ولفت إلى المساعي الإسرائيلية الكبيرة في شبكات الإعلام الاجتماعي لخدمة أهداف سياسية، منها "إدخال حزب الله لقائمة منظمات الإرهاب، وإبقاء القضية الإيرانية على الأجندة العالمية".
يشار إلى أن مؤتمرهرتزيليا يتواصل لغاية الخميس، ويتضمن ندوات ومؤتمرات كثيرة في كافة المجالات الداخلية والخارجية، بمشاركة باحثين ودبلوماسيين وضيوف محليين وأجانب.