سوريا بوابة لنظام جديد ليست اميركا قطبه الوحيد

الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

بيروت(العالم)-19-03-2013- اعتبر خبير استراتيجي ان سوريا والازمة الجارية فيها ستكون بوابة العالم الى نظام جديد لا تكون فيه الولايات المتحدة القطب الوحيد، واكد ان حرب العراق افقدت الولايات المتحدة هيبتها وقدرتها على اخافة الاخرين، مشددا على ان حرب العراق هي الخسارة الاستراتجية الكبرى لاميركا في العصر الحديث.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني امين حطيط لقناة العالم الاخبارية الاثنين: اميركا جاءت الى العراق بنية احتلاله اولا ثم ان ترهب المنطقة ثانيا، فتخضع لها وتنصاع لارادتها، وتنطلق من العراق لبناء الشرق الاوسط الاميركي المستعمر الجديد، معتبرا ان اميركا استطاعت ان تحتل العراق لكنها لم تتمكن من الاستقرار فيه، حيث كانت المقاومة العراقية اول مفاجئة للاميركيين مست بهيبتهم.

واضاف حطيط : ثم كانت مواقف اهل الاقليم وتحديدا ايران وسوريا في صلابتها وثباتها، في شأن يراكم المفاجئة، معتبرا ان اميركا حاولت ان تنقذ نفسها بالعودة الى لبنان وتفجير الوضع فيه واعادة ترميم بنية منظومتها العسكرية من خلال القرار 1559 ثم في حرب 2006 على لبنان، لكنها لم تستطع.

واكد ان اميركا خرجت بعد ثلاث سنوات من حربين في العراق ولبنان وبرفض الاملاءات من ايران وسوريا بوضع فقدت هيبتها فيه، وقدرتها على التخويف بالحرب، وقدرتها على طمأنة حلفاءها  بان قدرتها تستطيع ان تفعل ما تشاء.

واعتبر حطيط ان ذلك اضيف اليه انتهاكاتها لكل قواعد حقوق الانسان ومبادئ القانون الدولي، مشيرا الى انها كذبت نفسها بانها تريد الحرية فاذا بها تحتل وتنتهك الارادة والكرامة، واثبتت عدم قدرتها على ان تفعل ما تشاء امام المقاومة وانظمة المقاومة والممانعة.

واوضح الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني امين حطيط ان كل ذلك قاد اميركا للانقلاب من استراتيجية الجبهات والقوة الصلبة الى استراتيجية الازمات والقوة الناعمة، التي لا تقود للسيطرة واقامة النظام الذي يعطيها القدرة على التحكم، مؤكدا ان حرب العراق فضح اميركا وكشفها وجعلها تفقد وتخسر هيبتها وقدرتها على التهديد، فباتت ايران وسوريا لا تخشاها وترفضان املاءاتها كما كانتا اصلا.

واعتبر حطيط ان اميركا لو لم تكن قد حاربت في العراق وفضح امرها فيه، لجاءت الى سوريا واحتلتها، لكن خسارتها في العراق لجمها عن ذلك، ما جعل العراق نقطة تحول وتغيير الاتجاه الى الانحدار والهبوط في التاريخ العسكري الاميركي.

وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني امين حطيط على ان ذلك اثر في منظومة العالم برمته وفتح المجال لان يكون ما يجري الان في سوريا مكانا لولادة نظام عالمي جديد لا تكون فيه اميركا القطب الوحيد، مؤكدا ان حرب العراق هي الخسارة الاستراتنيجية الكبرى لاميركا في العصر الحديث.
MKH-18-19:48