تناقضات القرضاوي حول اغتيال البوطي: قتلوا صديقي!

تناقضات القرضاوي حول اغتيال البوطي: قتلوا صديقي!
الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

تتوالى تناقضات رجل الدين القطري المصري يوسف القرضاوي حول اغتيال رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الذي وصفه في خطبة الجمعة الماضية بأنه "صديق" رغم إفتائه قبل ذلك بجواز قتل كل من يقف مع النظام السوري بمن فيهم علماء الدين.

وكان القرضاوي رد بنعم على سؤال حول جواز قتال مؤيدي النظام السوري بمن فيهم العلماء، وذلك في برنامج بثته قناة الجزيرة الفضائية القطرية.
وقال القرضاوي في خطبته: "رأينا وسمعنا نبأ المسجد الذي دمر في شمال دمشق وقتل فيه 42 شخصاً، ومن هؤلاء المقتولين كان صديقي للأسف، الشيخ سعيد رمضان البوطي".
وشيعت سوريا السبت العلامة البوطي الذي استشهد الخميس في تفجير انتحاري أوقع نحو خمسين قتيلاً في أحد مساجد العاصمة السورية دمشق.
وووري جثمان الشيخ السني البارز إلى جانب قبر صلاح الدين الأيوبي المحاذي لقلعة دمشق.
وأشار القرضاوي إلى أن "البوطي خالف علماء سوريا عامة ووقف مع النظام ضد شعبه إلى آخر جمعة، عندما وقف يؤيد النظام ويدعو لمناصرة النظام".
وأضاف القرضاوي بأنه تمنى لو "يهديه الله في آخر المدة، لا أستطيع أن أدعو له إلا بالمغفرة والرحمة، لكنه بقي مع النظام إلى آخر لحظة، إلى أن قتل في مسجده، وهذا المسجد في منطقة آمنة لا يدخلها أحد إلا بعد تفتيش، ولا يدخلها إلا أتباع النظام"على حد تعبيره.
وأردف قائلا "من قتل الشيخ البوطي؟ قالوا في أول الأمر هاون، ثم قالوا انتحاري..كنا نود ألا يدفنوا الشيخ البوطي قبل أن يعاين الطب الشرعي جثته ويقول لنا بأي شيء قتل، هل قتل بالرصاص أو بالديناميت أو بأي شيء؟ قالوا المسجد ما زال كما هو، النجفة (الثريا) موجودة، وسقف المسجد موجود والسقف سليم، كيف قتل هؤلاء؟ لا بد أن يكون الذين قتلوه من أتباع النظام"، وزعم بان أتباعه "لا يقتلون مصليا في مسجد".
وكان القرضاوي ناقض نفسه أيضا بإدانة اغتيال البوطي في بيان صادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وفي بيان الاتحاد الذي يترأسه القرضاوي ندد الاتحاد "بمقتل العلامة الشيخ البوطي، ومقتل أي عالم على فكره واجتهاده مهما اختلفنا معه، لأن ذلك محرم حتى لرجال الدين من غير المسلمين".
وسئل القرضاوي في برنامج لقناة الجزيرة: هل يجوز استهداف من يؤيد النظام السوري وعلى رأسهم علماء السلطة وهل يجوز قتل عامة العسكريين الذين لا يزالون واقفين مع النظام، مع العلم ان فيهم من ينوي الانشقاق ولا يتمكن ذلك؟
وكانت إجابة القرضاوي حرفيا: "الذين يعملون مع السلطة يجب أن نقاتلهم جميعا، عسكريين، مدنيين، علماء جاهلين. اللي بيكون مع هذه السلطة الظالمة الجائرة المتجبرة في الأرض التي قتلت الناس بغير حق هو ظالم مثلها، يأخذ حكمها".
وأضاف "كل من يقاتل عليه أن يقاتل هؤلاء. إذا كان فيه واحد مظلوم، الله سبحانه وتعالى سيدافع عنه وسيأخذ حقه. 'واتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة' كما يقول القرآن".
ولم تكن هذه فتوى هدر الدم الأولى الصادرة عن القرضاوي في خضم الاضطرابات التي اجتاحت المنطقة العربية منذ سنتين وأسقطت أربعة رؤساء في تونس ومصر وليبيا واليمن حتى الآن. فقد أفتى القرضاوي بإهدار دم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي وصفه بأنه "طغى وتجبر على قومه"، ودعا ضباط وجنود الجيش الليبي ألا يسمعوا أوامره.