"عطور الجزائر" في مهرجان سينمائي بنيويورك

الخميس ٠٢ مايو ٢٠١٣ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

يشارك الفيلمان الطويلان الجزائريان "التائب" لمرزاق علواش و"عطورالجزائر" لرشيد بن حاج في مهرجان ألوان السينمائي بنيويورك الذي تستمر فعالياته إلى غاية 5 ماي الجاري حسبما علم لدى المنظمين.

وستعرف هذه التظاهرة السينمائية -التي لا تحوي منافسة رسمية- عرض حوالي 30 فيلما بين روائي طويل وقصير ووثائقي وتجريبي تمثل بالإضافة للجزائرعددا من البلدان كتونس ومصر والعراق وسوريا بالإضافة للولايات المتحدة.

ويتطرق مخرج وكاتب سيناريو فيلم "عطور الجزائر" إلى مأساة أسرة جزائرية خلال السنوات الدامية للإرهاب من خلال عيون المصورة الفوتوغرافية "كريمة" ذات الصيت العالمي التي تركت الجزائر لأسباب قاهرة.

ويحاول المخرج كشف اسرار حقبة من تاريخ الجزائر الحديث من خلال مأساة عائلة جزائرية ميسورة تجتمع في أفرادها تناقضات المجتمع وخلافاته، فبين أب متسلط وأم ناكرة؛ يقف الأبناء على ضفتين متباينتين.

وكانت "كريمة”" عنيدة ومتمردة ومتفتحة، فيتحول "مراد" من شاب متحرر إلى رئيس جماعة مسلحة. ويتغلغل المخرج عبر عدسة الكاميرا في خفايا هذه الأسرة عبر بوابة المرأة، حيث نجد في الفيلم حضورا مميزا للمرأة خصوصا من خلال "كريمة" التي تؤدي دورها الإيطالية "مونيكا غريتور" . ويظهر الفيلم المعاناة النفسية لـ"كريمة"التي تهرب من تسلط الأب (سيد أحمد أڤومي) ومن فظاعة الفضيحة التي اكتشفتها داخل الأسرة لكنها رغم إصرارها على نسيان الماضي لم تنجح وبقيت سجينة ذلك الماضي، إذ بمجرد عودتها سنة 1998 إلى الجزائر بحثا عن اخيها سامي الذي اصبح قائد مجموعة مسلحة ، وتجد نفسها معنية بكل ما يحدث لأسرتها ومن حولها.

ومع تطور الأحداث، تكشف الكاميرا المستور والرموز في حركة المد والجزر بين صور الماضي والحاضر.

وفي هذه الجولة المؤلمة عبر خفايا الذاكرة الفردية والجماعية، حاول المخرج إثارة الكثير من القضايا في مقدمتها قضية المرأة التي تعمل باستمرار على فرض وجودها ومكانتها في مجتمع كان ازمة حرية التعبير والصراع بين الأجيال.

ويتناول فيلم "التائب" المآسي التي خلفها الإرهاب من خلال شخصية الإرهابي رشيد (نبيل عسلي) الذي يعود الى قريته ويواجه صعوبات في الاندماج في المجتمع.

وحازالفيلم العديد من الجوائزالدولية في 2012 أهمها جائزة شبكة قاعات العرض الاوروبية من مهرجان "كان" السينمائي الدولي في قسم "نصف شهرالمخرجين" وجائزة "هوغو" الفضية من مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي بالولايات المتحدة وجائزة أفضل فيلم عربي طويل بمهرجان الدوحة السينمائي.

وتحصل "عطورالجزائر" -الذي كتب له السيناريو أيضا رشيد بن حاج- على الدرجة الخاصة لجائزة دون كيشوت للفيدرالية الدولية لنوادي السينما في الطبعة ال 24 للأيام السينمائية لقرطاج (تونس) في نوفمبر الماضي.

ومن الأفلام التي سيتم عرضها أيضا "ما نموتش" لنوري بوزيد (تونس-2012) و"الشتا اللي فات" لابراهيم البطوط (مصر-2012) و"يا خيل الله" لنبيل عيوش (المغرب-2012) و"ابن بابل" لمحمد الدراجي (العراق-2010).

وكان المهرجان الذي انطلقت فعالياته في 25 أفريلم نيسان قد كرم المخرج السوري نبيل المالح -"أب السينما السورية المعاصرة"- بعرض 8 من أهم أعماله من بينها الفيلم الطويل "الفهد" (1972).

ويهدف مهرجان ألوان السينمائي إلى "ترقية وتثمين التنوع السينمائي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" حيث ينظمه مركز ألوان للفنون (ألوان فور ذ آرتس) وهومنظمة ثقافية غيرربحية تأسست في 1998 بهدف "الإحتفاء بالتجارب الثقافية القادمة من البلدان العربية وجنوب آسيا" حسب المنظمين.