دول أوروبية تسهل سفر مقاتلين إلى سورية

دول أوروبية تسهل سفر مقاتلين إلى سورية
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣ - ٠٤:٥٨ بتوقيت غرينتش

إنقلبت الصورة رأسا على عقب فبعد تسهيل حكومات الدول الأوروبية سفر مقاتلين من حملة جنسياتها إلى سورية للقتال ضد الجيش السوري ثار الكثير من القلق والخوف صفوف هذه الحكومات من عمليات إرهابية قد ينفذها هؤلاء بعد عودتهم إلى بلادهم. صورة عكست نفسها في سلسلة موواقف لمسؤولين أوروبيين وتقارير صحفية غربية وأخرى لمراكز أبحاث دولية.

تقرير...فقط الآن وبعد تحذيرات بدأت منذ أكثر من عامين تصاعدت المخاوف الأوروبية من تكرار تجربة القاعدة ليس في أفغانستان هذه المرة بل في سوريا، المئات من الإسلاميين الأوروبيين وصلوا إلى سوريا مدفوعين للقتال في صفوف المعارضة المسلحة، صحيح أن لهذا الأمر خطورة كبيرة على الواقع السوري، ولكن أيضاً له مخاطر عبّرت عنها حكومات بعض الدول الأوروبية لجهة الخشية من أفكار هؤلاء وحتى من أعمالهم بعد عودتهم إلى بلادهم.
أعرب منسق الاتحاد الأوروبي لشؤون محاربة الإرهاب جيل كيكوف عن قلقه المتزايد إزاء تنامي ظاهرة توجه الشباب الأوروبي إلى سوريا للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة المعارضة للنظام في دمشق، وقال المسؤول الأوروبي إن أعداد متزايدة من الشباب الأوروبيين يتوجهون إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة محذراً من تعاظم خطر المعارضة التي وصفها بالمتطرفة كلما طال أمد الصراع.
سوريا أصبحت تشكل تحدياً من نوع خاص للحكومة البريطانية وسط مخاوف من احتمال عودة البريطانيين الذين يقاتلون في سوريا لتنفيذ هجمات إرهابية في بريطانيا، هذا ما صرّح به مدير مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية البريطانية تشالرز بار لصحيفة دالي تلغراف البريطانية، أصوات كثيرة علت كأصوات إعلاميين دخلوا سوريا ورأوا بأم أعينهم، كما تحدث الكثير من الصحف عن تدفق الإرهابيين إلى سوريا إضافة على لكشف أسماء بعضهم وجنسياتهم.
تعددت المواقف والأخبار والتقارير والدراسات الأميركية والأوروبية التي تتحدث عن أعداد المقاتلين الأوروبيين الذين يتدفقون إلى سورية.
فقد أكدت صحيفة "الإندبندنت" أن أكثر من 100 بريطاني ذهبوا الى سورية بينما أعطت "لو فيعارو" تقديراً بأن ما يتراوح بين 50 و80 شخص قد ذهبوا من فرنسا وتحدثت "دير شبيغل" عن "عشرات" الألمان وذكرت" يولاندس بوستن" عن ذهاب 45 دانمركي.
أما هولندا فتعيش مخاوف من عودة المقاتلين الهولنديين من سورية إليها في هولندا أصدرت جمعيات إسلامية بياناً أعربت فيه عن قلقها الشديد من انتشار الدعوات المتطرفة تحرض الشباب للالتحاق بصفوف مسلحي المعارضة في سوريا، البيان طالب السلطات الهولندية باتخاذ الإجراءات الضرورية ضد هذه الجماعات المتطرفة.
أما في بلجيكا فقد أقرت الحكومة باشتراك شباب بلجيكيين في القتال إلى جانب مجموعات وصفت بالإرهابية في سوريا، وأعلنت وزير الخارجية البلجيكية أن حكومتها تريد منع شباب البلاد من مغادرة أراضيها للقتال إلى جانب مجموعات إسلامية بسورية.
رئيسة وكالة التعاون القضائي الأوروبي روجوست ميشال كونن سيكس أقرت بان مئات الشباب الأوروبيين بمن فيهم البلجيك يشاركون ضمن المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا دون أن تشير إلى كيفية تسهيل وصول هؤلاء إلى الأراضي السورية، بما ذكرت تقارير صحفية بلجيكية مشاركة بلجيكيين بأعداد متزايدة ضمن مجموعات المرتزقة الإرهابية في سوريا، ما دفع سلطات بلجيكا إلى اتخاذ إجراءات لمنع مشاركة الشباب البلجيكيين في الحرب في سوريا ضمن صفوف المجموعات المسلحة فيها. تقارير صحافية ذكرت في وقت سابق أن عدد المسلحين في سوريا الحاملين للجنسية البلجيكية يتراوح بين 50 و80 شخصاً وصلوا إليها بمساعدة حركة محظورة في بلجيكا تطلق على نفسها اسم حركة الشريعة من أجل بلجيكا.
وفي آخر تقارير المركز الدولي لدراسة التطرف في الكلية الملكية في لندن كشف عن أنه ما بين 140 و 600 أوروبي ذهبوا إلى سورية منذ أوائل سنة 2011
المركز قال إن المقاتلين الأوروبيين الذين انضموا إلى صفوف المجموعات المسلحة في سوريا قد تصل نسبتهم إلى نحو 10% من العدد الإجمالي للمقاتلين الأجانب، بينهم 134 مقاتلاً بريطانياً، و92 مقاتلاً فرنسياً، و85 مقاتلاً بلجيكياً، و78 مقاتلاً دانيماركياً، و40 مقاتلاً ألمانياً، و26 مقاتلاً إرلندياً، إضافة إلى مقاتلين من كوسوفو وإسبانيا والسويد وألبانيا وغيرها. المركز البريطاني أكد أنه استند إلى 450 وسيلة إعلام عربية وغربية وإلى إعلانات حالات القتل التي نشرتها مواقع تعنى بمن يسمون بالجهاديين لافتاً إلى أن رقم الإرهابيين الأوروبيين صغير نسبياً مقارنة مع غيرهم من الأجانب، ولكنه يظهر أن التعبئة حول الأزمة في سوريا أكثر أهمية من أي أزمة أخرى.
صحيفة " دايلي تلغراف" البريطانية من جانبها ذكرت أن سورية تتجه إلى أن تكون أرض تفريخ للمقاتلين "الجهاديين" أخصب من أفغانستان والعراق.
وتقول الصحيفة إن التجارب الماضية توحي بأن المقاتلين العائدين إلى أوروبا من سورية سيشكلون خطراً في بريطانيا ويتورطون في الإرهاب.
ونسبت إلى البروفيسور بيتر نيومان مدير المركز الدولي لدراسة التطرف قوله إن الذين يعودون من سورية مدربون تدريباً جيداً واكثر خطراً وقد ينفذون هجمات إرهابية .
وأوضح أنه إذا استطاع من سماهم الجهاديين أقامة ملاجىء آمنة ومعسكرات تدريب فسيكون هناك جيل كامل من أناس جدد يتخرجون من ذلك بنفس الطريقة التي تخرجوا فيها من أفغانستان .
صحيفة لوكونار أنشينيي الفرنسية أوضحت أن عدد المتطرفين الأجانب في سوريا يفوق عدد الأجانب الذين قاتلوا ضد القوات السوفياتية في أفغانستان.
أستاذة رنا سعد الدين ما تفسيرك لهذه الصرخة في الدول الأوروبية من مخاطر تدفق المقاتلين منها إلى سوريا على أمنها في حال عودتهم؟
ج: الغرب سيدتي يعمل مدى خطورة وجود هؤلاء المسلحين ومدى التدريبات العسكرية التي يتبعون لها في سوريا، لذلك هم يعلمون مدى خطورتهم حين يعودون إلى البلاد، والدليل على ذلك حذر رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية من تنامي نفوذ الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة في صفوف المعارضة المسلحة في سوريا، كما أكد التصريح للمركز الدولي حول التطرف في لندن وجود أكثر من 600 مسلح منذ بداية عام 2011 في سوريا، الوكالة الصحافية الفرنسية ذكرت ان الدراسة التي نشرها المركز الدولي نسبة الوجود الأوروبي من إجمالي عدد المسلحين الموجود في سوريا حالياً بين 7 إلى 11%، وهذا دليل على أن الهجمة التي تتعرض سوريا لها في وقت الحالي هي هجمة عالمية، وهو حرب كونية تشن الآن على سوريا لإنهاء هذا الخط المقاوم، لإنهاء محور المقاومة والممانعة في الوطن العربي لخدمة عدو واحد هو العدو الصهيوني.
س: أستاذة رنا في التقرير الذي شاهدنا هناك من يحذر من تحول سوريا إلى أفغانستان أخرى، ما المخاطر بأيك التي تحيط بأوروبا دولاً ومجتمعات جراء هذا الأمر، باختصار شديد لو سمحت؟
ج: في تجربة سابقة حين أنشأت الولايات المتحدة ما يسمى بالقاعدة لإنهاء الاتحاد السوفياتي وجدنا الانقلاب الذي حدث فيما بعد، عند الانتهاء من الاتحاد السوفياتي توجهت هذه القوات وما يسمى بالجهاديين في القاعدة لعمليات كما تدعى إرهابية في وسط الولايات المتحدة وفي الوسط الأوروبي، لذلك هم يدركون حالياً مدى خطورة عودة هؤلاء المجاهدين على بلادهم ومدى خطورتهم على تشكيل وهجمات إرهابية في بلادهم فيما بعد.