المرشح الرئاسي عارف: العلاقات مع العرب والمسلمين ثم الغرب

المرشح الرئاسي عارف: العلاقات مع العرب والمسلمين ثم الغرب
الثلاثاء ٠٤ يونيو ٢٠١٣ - ٠٨:٠١ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم)-04-06-2013- اكد مرشح الانتخابات الرئاسية الايرانية الاصلاحي محمد رضا عارف ان اولويته في حال فوزه في الانتخابات اعادة النظر في العلاقات مع الدول العربية والاسلامية بالدرجة الاولى ومن ثم الدول الغربية، مشددا على ان سياسة التيار الاصلاحي الخارجية كانت ناجحة وسيواصل نفس النهج ولكن بطريقته الخاصة ووفقا لسياسات البلاد الاستراتيجية على اسس حفظ مصالح البلاد القومية.

الفكر الاصلاحي يحقق اهداف الثورة والرقي والازدهار

وقال المرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية محمد رضا عارف لقناة العالم الاخبارية الثلاثاء: ان فكري اصلاحي، وعلى يقين ان تحقيق اهداف الثورة وازدهار و رقي ايران يمكن من خلال اتباع الفكر والنهج الاصلاحي في البلاد، وقد دخلت هذا المضمار بعد تشكيل حكومة خاتمي الاصلاحية، والان دخلت الساحة الانتخابية مرشحا عن التيار الاصلاحي.

واضاف عارف الذي عمل نائبا للرئيس السابق محمد خاتمي في ولايته الثانية : انا املك خبرة ناجحة طويلة تمتد لثلاثين عاما في الادارة وهذا ما جعلني احظى بتأييد واسع من قبل الاصلاحيين، ولي علاقات جيدة ايضا مع المبدئيين، وقد حرصت طوال فترة مسؤوليتي على الاستفادة من طاقات وكفاءات المبدئيين، وكان هذا ديدني في جميع مسؤولياتي، و آمل اليوم ان احظى بجزء من اصواتهم في الانتخابات.

واشار عارف وهو من مواليد عام 1951 في مدينة يزد الى انه يحظى بقاعدة جيدة بين الاصلاحيين، وقد بذل الرئيس السابق محمد خاتمي لايجاد اجماع بين الاصلاحيين، وكنت قد اعلنت انني لن اترشح في حال ترشخ خاتمي او هاشمي رفسنجاني، الذي يعتبر من دعائم النظام والثورة، لكن بعد رفض اهلية رفسنجاني، انا متواجد الان في الساحة الانتخابية والسباق الر ئاسي وسأواصل حتى النهاية.

واشار الى ان البلاد تعيش اليوم في ظروف خاصة، وقد شعرت بانني املك قدرات جيدة في ادارة البلاد، ولذلك قررت الترشح وسأستمر حتى النهاية، معتبرا ان هناك تقاربا في وجهات النظر بينه وبين الرئيس السابق محمد خاتمي.

واوضح عارف وهو عضو حاليا في مجمع تشخيص مصلحة النظام انه كان يحل اختلاف وجهات النظر بينه وبين خاتمي بالحوار والتفاهم، منوها الى انه سيواصل السياسات الاصلاحية وسيعمل على معالجة المشاكل التي واجهتها حكومة الاصلاحات في الفترات السابقة.

حاولت دوما ان ابتعد عن التشدد والتطرف

ورفض عارف الذي يحمل على شهادة البكلوريوس في هندسة الكهرباء من جامعة طهران وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة استانفورد في الولايات المتحدة، رفض تقسيم التيار الاصلاحي لكنه اعتبر ان هناك اطرافا متشددة في كلا التيارين المبدئي والاصلاحي في ايران، مؤكدا انه حاول ان يبتعد دوما عن التطرف والتشدد، واتباع طريق الاعتدال.

وشدد على ان الفكر الاصلاحي هو فكر معتدل، ويحترم القانون ويمارس نشاطه ضمن حدوده ولا يتخطاه، في التنفيذ والادارة، معتبرا ان قيم الثورة والدستور تشكل اسس الحكم و خطوطا حمراء في التعامل مع الاخرين وسائر التيارات، وسيسعى لدفع عجلة البلاد الى الامام بالتعاون مع كافة التيارات السياسية في البلاد.

تعزيز العلاقات الخارجية والجهاز الدبلوماسي

واشار الى ان علاقات ايران مع العديد من بلدان العالم تواجه تحديات اساسيسية ، الامر الذي يستدعي اعادة بناءها من جديد، مؤكدا انه في مقدمة اولويات حكومته ستكون تقوية الجهاز الدبلوماسي بالاستعانة بالخبراء الاكفاء، لتقوية العلاقات مع الدول الاخرى عبر الدبلوماسية الموضوعية والثقافية والاعلامية، ولاظهار نداء الثورة المتمثل بالمحبة والسلام واقامة العلاقات الحسنة مع كافة دول العالم مع الحفاظ على مصالحنا الوطنية واحترام حقوق الاخرين.

وتابع عارف ان الاولوية في تحسين العلاقات الخارجية هي للدول الاسلامية، التي يجب ان نمتلك علاقات اخوية ودية معها، منوها الى ان العلاقات مع بعض البلدان دخلت مرحلة التحدي في بعض الحالات.

وشدد عارف الذي تولى وزارة العلوم في الاعوام الاولى بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 ، شدد على ضرورة الارتقاء بمستوى العلاقات معه بلدان حركة عدم الانحياز التي ترأسها ايران في هذه المرحلة، منوها الى ان المرحلة القادمة بعد ذلك هي تحسين العلاقات مع الدوال الاوروبية التي تأثرت بسياسات الولايات المتحدة.

سياسة خاتمي في ازالة التوتر كانت ناجحة وسأستعين به وبرفسنجاني

ووصف المرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية محمد رضا عارف سياسة ازالة التوتر التي انتهجها الرئيس السابق محمد خاتمي بانها كانت ناجحة جدا، واكد انه سينتهج سياسة التعامل الايجابي والبناء التي تضمن حقوق ومصالح الطرفين، منوها الى ان سياسته ستكون استمرارا للسياسات الاصلاحية التي ثبت نجاحها وساهمت في تحسين العلاقات مع بلدان العالم.

واكد عارف انه سيستعين لذلك بالشخصيات البارزة والقادرة على لعب دور الوساطة لتحسين العلاقات مثل السيد محمد خاتمي والشيخ هاشمي رفسنجاني، من اجل تنمية العلاقات وتذليل العقبات امامها وحل المشاكل والخلافات.

واشار الى ان استراتيجية ايران التي اقرها مجلس الامن القومي وتحظى بتأييد قائد الثورة الاسلامية وعلى كافة الحكومات ان تعمل في اطارها، انما هي مبنية على مبدأ التعامل الايجابي والبناء مع المجتمع الدولي في اطار مصالح البلاد القومية.

واوضح ان ايران اثبتت خلال العقود الثلاثة الماضية بانها داعية حوار وسلم وان ثورتها ثقافية، لكنها في نفس الوقت لن تتنازل عن مصالحها القومية وحقوقها المشروعة، وفي اي وقت يكون الغرب مستعدا لقبول هذه الحقيقة واحترام حقوقنا المشروعة فحينها سنكون على استعداد للحوار مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة في اطار حدود سياساتنا العامة والاستراتيجية والخطو ط الحمراء.

للصمود امام الغرب يجب ان تكون قويا

وشدد عارف وهو حاليا عضو في مجمع العلوم في ايران ، ورئيس اتحادات الرموز والقيادة والسيطرة والشبكات الذكية للطاقة في ايران، على ان ذلك يستدعي ان تكون ايران قوية ومقتدرة وتملك القوة والتفوق لكي تتمكن من التعامل والحوار المتكافئ ، لا ان تكون عملية الحوار مجحفة ويحاول الغرب والولايات المتحدة فرض ارادته عليها.

السياسة الخارجية نابعة من ارادة النظام بكل مؤسساته

وحول دور رئيس الجمهورية في ايران في السياسة الخارجية قال المرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية محمد رضا عارف ان مكانة ودور وصلاحيات رئيس الجمهورية محددة في الدستور، الذي ينص في مادته العاشرة على ان السياسة الخارجية هي اختصاص قائد الثورة ، لكن السياسة العامة والاستراجية تطرح من قبل مجلس الامن القومي الذي يرأسه رئيس الجمهورية ومعظم اعضاءه هم من الحكومة، موضحا ان كافة قرارات المجلس يجب ان تحطى بتأييد القائد حسب الدستور، ما يعني ان دور رئيس الجمهورية مهم جدا في السياسة الخارجية.

وتابع عارف الذي تولى رئاسة جامعة طهران : اعتقد بان شأن السياسية الخارجية هو اكبر من الحكومة وهي ترتبط مباشرة بسائر مؤسسات النظام وسياسات النظام، معربا عن ثقته بامكانية التعامل و التنسيق مع سائر القوى من اجل تأييد سياسيات حكومته الخارجية في اطار القانون والدستور للتعامل مع المجتمع الدولي.

وفي الجانب الاقتصادي قال عارف ان اولوية حكومته ستكون الحد من تداعيات وآثار الحظر الغربي الجائر ضد ايران من خلال وضعه خططا وبرامج اقتصادية دقيقة، وفي مقدمتها اصلاح الهياكل الاقتصادية وتقوية المجالس والمؤسسات الاستشارية ومراكز صناعة القرار في البلاد، لان حجما كبيرا من المشاكل اليوم يعود الى ضعف الادارة، واقصاء مراكز صناعة القرار وعدم اتباع القوانين والقواعد الاقتصادية.

اخطط لنمو 8% ومليون فرصة عمل سنويا

واشار الى انه اعد خططا اقتصادية لتحقيق نمو اقتصادي حتى 8%، واحتواء معدلات التضخم، وخفضه الى دون الـ 10%، بالاضافة الى مشكلة البطالة التي سنحاول توفير مليون فرصة عمل في السنة، لخفض معدلها الى 8% ثم الى 2%، مشيرا الى ان حكومة الاصلاحات وفي اطار خطة التنيمة الخمسية الثالثة نجحت في توفير 700 الف فرصة عمل في السنة ، كما سجلت معدل نمو بنسبة 5.3% سنويا.

وشدد عارف الذي تولى حقيبة الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي، شدد  على ان كل ذلك ممكن بالتخطيط والعمل الصحيح، منوها الى انه سيعمل على تقليل آثار الحظر الغربي من خلال اقامة علاقات وطيدة مع بلدان العالم ثم العمل على الغاءه.

"الحظر" و "النووي" التحديات الاكبر امام الحكومة المقبلة

واكد ان ابرز التحديات على مستوى الداخل خلال الفترة المقبلة هو مشاكل الناس الاقتصادية، ويجب بذل جهود كبيرة وباستخدام كافة امكانيات البلاد من اجل تحسين اوضاعها الاقتصادية، عبر استقطاب الاستثمارات خاصة من قبل الايرانيين المقيمين في خارج البلاد، وذلك من خلال تعزيز الثقة لديهم وتقوية العلاقات معهم، وتوفير الفرص والظروف القانونية والمشجعة لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية.

واشار عارف الذي عمل رئيسا لمؤسسة التخطيط والبرمجة في ايران الى انه يضع قطاع السياحة في مقدمة اولوياته، واوضح ان نظرته الى هذا القطاع ستكون ثقافية في اطار الدبلوماسية الثقافية الفعالة والنشطة، منوها الى انه يخطط لاستقطاب عشرين مليون سائح سنويا.

واعتبر المرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية محمد رضا عارف ان ابرز تحدي على مستوى السياسة الخارجية هو البرنامج النووي السلمي، وهو سياسي وليس فنيا، لان الغرب  يعلم جيدا بان البرنامج النووي الايراني سلمي، وقد اصدر سماحة القاد فتواه بحرمة انتاج واستخدام وتخزين الاسلحة النووية، وهم يعلمون جيدا ما هو دور وتأثير الفتوى الشرعية، لذلك فان الامر اصبح سياسيا، مؤكدا انه سيسعى لانهاء هذه المشكلة في اقرب فرصة ممكنة.

لا انظر الى الماضي، بل اتطلع الى افق مشرق

وحول رأيه في اداء حكومة احمدي نجاد قال انه لا يريد ان يعود الى الوراء وانما يتطلع الى المستقبل الذي يرى آفاقه مشرقة وسيسعى لتنفيذ برامجه، مع النظر الى الحقائق والوقائع، حيث المشاكل في السكن  والغلاء والبطالة ومطالب الشباب والمرأة والاوضاع الاجارية السائرة في البلاد، مؤكدا انه سيركز على اعادة فرض القانون واعادة الهياكل والانظمة القانونية لتسيير امور البلاد.
MKH-3-20:35