اعتقال مجموعة من جبهة النصرة وبحوزتها غاز السارين

اعتقال مجموعة من جبهة النصرة وبحوزتها غاز السارين
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣ - ٠٢:٣١ بتوقيت غرينتش

الدور التركي السياسي والأمني والإعلامي والحدودي في تسعير الحرب على سورية لم يعد خافيا غير أنه سرعان ما يرتد على تركيا وأمنها من خلال أحداث تقع بين الحين والآخر يتبين بعدها أن قلب صورة الحقيقة لا يتأخر وأن تركيا تدفع أثمانا مكلفة لدعمها إرهابا أسودا .

تقرير...اعتقلت المخابرات التركية 12 عنصراً من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي في مدينة أضنة جنوبي البلاد وقامت بمصادرة كيلو غرامين من غاز السارين السام وكمية من الذخائر والعديد من الوثائق والمعلومات الرقمية.

السلطات التركية أعلنت أن المجموعة كانت تخطط لشن هجوم في تركيا ونسبت وسائل إعلام تركية إلى حاكم أضنة التركي أن السلطات ألقت القبض على 12 شخصا للاشتباه في انتمائهم لمنظمة إرهابية خلال مداهمات نفذت في اسطنبول وأقاليم مرسين وأضنة وهاتاي في جنوب البلاد قرب الحدود مع سورية .

يقود هذا الحدث إلى مسألتين : الأولى عثور السلطات التركية على غاز السارين السام بحوزة عناصر جبهة النصرة المعتقلين والثانية ضلوع الجبهة بالتخطيط لتفجيرات في تركيا كما تقول السلطات التركية . وهذا يقود إلى التذكير بحادثتين .

وكان إرهابيون أطلقوا صاروخاً يحتوي مواد كميائية على خان العسل في ريف حلب في آذار الماضي ما أدى إلى استشهاد 25 شخصاً من المدنيين وإصابة أكثر من 100 بجروح أغلبها خطرة.

وثائق جديدة وخطيرة كشفتها صحيفة مليات التركية فيها وثائق تخص المخابرات التركية وتؤكد ضلوع جبهة النصرة في التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بلدة الريحانية، إذ كشفت الصحيفة التركية أيضاً أن المخابرات التركية كانت على علم مسبق بأن جبهة النصرة وقبل أسبوعين من التفجيرات تحضر 3 سيارات في مدينة الرقة السورية لتفجيرها في تركيا .

صورتان كانت جرت محاولات لقلبهما وتصويرهما على غير حقيقتهما عبر اتهام الحكومة السورية باستخدام الغاز الكيماوي ضد شعبها وبالوقوف خلف تفجيرات الريحانية .

نرى أنه من المرجح للغاية بأن أي استخدام للسلاح الكميائي حدث في سورية كان من فعل نظام الأسد، وهذا يظل موقفنا.

بث ناشطون شريط فيديو يوضح استخدام نظام الأسد الأسلحة الكميائية بمعاركه مع الجيش الحر... شوف شوف الله أكبر.. تفجيرات تهز بلدة تركية صغيرة وتوقع عشرات القتلى وأكثر من مئة مصاب. التفجيرات سببت دماراً واسعاً وأشعلت حرائق في العديد من المباني في بلدة الريحانية في إقليم هاباي، سلسلة ردود فعل سريعة ومتوالية من مسؤولين أتراك لم تستبعد سورية من دائرة الاشتباه في المسؤولية عن الحادث.

نعرف أن الذين لجئوا إلى هاتاي أصبحوا أهدافاً للنظام السوري، نفكر فيهم كمشتبه بهم عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لمثل هذا الهجوم المروع.

ندين بأشد عبارات الإدانة والاستنكار الجرائم الجبانة التي ارتكبها عملاء النظام السوري في مدينة الريحانية التركية.

قلب الصورة لم يتأخر زيفه فسرعان ما تبين أن غاز السارين استخدمته المجموعات المسلحة في سورية فيما أصابع الاتهام بتفجيرات الريحانية بدأت تتجه صوب هذه المجموعات .

أكدت كارلا ديلبونتي أحد أعضاء لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أكدت استعمال محتملاً للمعارضة المسلحة السورية لغاز السارين.

خلال تحقيقاتنا بشأن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في سورية قمنا بجمع بعض الشهادات التي تشير إلى استخدام أسلحة كيماوية وخاصة غازات الأعصاب، لقد بدا لنا أن هذه الأسلحة قد تم استخدامها من قبل المعارضة وأعني بذلك المتمردين، لم نجد في المقابل أي أدلة على الإطلاق بشأن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية.

أما ثقل القضية فمرتبط بملف آخر، ملف استخدام السلاح الكميائي في سورية، فمع كل الأصوات التي تتهم النظام السوري باستخدام الكيميائي بات اليوم وبحوزة المتهمين دليل على تورط جبهة النصرة وحلفائها بهذه الجرائم، ولم تعد كل الإنكارات تنفع بدفع التهمة عن الجبهة وفي مقدمها إطلاق صاروخ يحمل مواد كيميائية سامة على منطقة خان العسل في ريف محافظة حلب ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين بينهم نساء وأطفال.

وكانت المجموعات المسلحة بثت شريطا عبر الانترنت ظهرت فيه مواد كيماوية قالت خلالها إن تركيا زودت بها المعارضة من أجل استخدامها في القتال ضد الجيش السوري وتوعد من ظهر في الشريط كل من يؤيد الحكومة السورية بالموت بهذه المواد

دعت روسيا إلى تحقيق دقيق مع المسلحين الذين اعتقلتهم تركيا وبحوزتهم مادة السارين السامة.

حملت العديد من الشخصيات السياسية والكتاب والصحفيين الأتراك حكومة حزب العدالة والتنمية مسؤولية الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة الريحانية فيما اتهم سكان الريحانية المجموعات المسلحة وبينها جبهة النصرة بارتكاب العمل الإرهابي

حيث ألقى بعض السكان باللائمة على السوريين هناك في نقل العنف عبر الحدود، وردد البعض هتافات تطالب أردوغان بالرحيل..

أود عبر شاشتكم أن أوجه نداء إلى الحكومة التركية إلى السيد رجب طيب أردوغان أن نناشده بأن الأخوة الأتراك يقومون الآن بالانتقام بشكل هستيري من الأخوة السوريين..

هل هذا مؤكد هذه نقطة لافتة مؤكد ولماذا يقومون بالانتقام؟

مؤكد سيدي تعرض أكثر من شاب من شبابنا إلى الدخول إلى منازلهم وضربهم وتكسير سيارات سورية في بلدة الريحانية، أرجوا من الحكومة التركية التوجه بالنداء إلى الشعب التركي لتهدئته هذا لا يصح، يوجد نساء ويوجد أطفال.

وكانت بعض المدن التركية شهدت تظاهرات تأييد للرئيس بشار الأسد بعد تفجيرات الريحانية بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي

أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ حسن حردان أهلاً بك، بداية أستاذ حردان ماذا يعني لتركيا اعتقال عناصر من جبهة النصرة اتهمتهم طبعاً بالتخطيط لتفجيرات في المدن التركية؟

ج: يعني أن هذه الجبهة التي عمدت حكومة أردوغان على توفير الملجأ والمأوى لها للانطلاق عبر تركيا على داخل سورية لممارسة التخريب والإرهاب في سورية، اليوم انقلبت على حكومة أردوغان بعد التطورات التي حصلت في سورية والتي أثرت إلى فشل الجماعات المسلحة الإرهابية في تحقيق أهدافها، في تدمير سورية وإسقاط نظامها المقاوم، وهذا الفشل ارتد على تركيا، هناك مجموعات إرهابية اليوم موجودة في الأراضي التركية في ظل التسهيلات التي قدمت من قبل حكومة أنقرة لهذه الجماعات، ومن الطبيعي أن هذه الجماعات التي ليس لها ضابط واحد ولا قائد واحد، وإنما هي عبارة عن مجموعات متعددة، طبيعي أن لا يكون هناك ضبط لها، وطبيعي أن يرتد الفشل بسوريا على الداخل التركي بمزيد من الاضطراب، والعملية التي نفذت في منطقة الريحانة في المناطق القريبة من الحدود السورية وأدت إلى سقوط العديد من القتلى الأتراك والجرحى أشّرت إلى ضلوع جبهة النصرة في هذه العملية في محاولة لخلط الأوراق ودفع حكومة أردوغان للتدخل المباشر في سورية وإعاقة طريق جنيف 2 الذي تم الاتفاق عليه بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي مؤخراً.

س: بالمحصلة انقلب السحر على الساحر برأيك، ولكن الحكومة التركية أستاذ حردان تقف وراء دعم جبهة النصرة عبر تمرير مسلحيها من أنحاء العالم عبر حدودها إلى سوريا، هل ترى أن تركيا تدفع أثمان دعمها لهؤلاء التكفيريين؟

ج: نعم أكيد، وهذا الأمر واضح من خلال ما يحصل اليوم في تركيا، الولايات المتحدة الأميركية إحدى الأسباب والعوامل التي دفعتها إلى الاقتراب من الموقف الروسي بما خص تفجير جنيف 2 كان القلق من تداعيات الأزمة في سورية على الجوار السوري وتحديداً على الأنظمة التي تعتبر أساساً في الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وفي المقدمة تركيا، تركيا اليوم معروف أنها تربطها بالولايات المتحدة الأميركية علاقات استراتيجية وهي عضو أساسي في حلف الناتو، ولها علاقات أيضاً تحالفيه واستراتيجية مع الكيان الصهيوني، لذلك أي اهتزاز في النظام التركي يشكل خسارة للولايات المتحدة الأميركية وهذا ما يقلق هذه الإدارة الأميركية، ولذلك تسارع الإدارة من أجل إطلاق مسار التسوية.

س: حال تركيا كما حال الولايات المتحدة الأميركية تدفع اليوم ثمن دعمها للإرهابيين، برأيك إلى أي حد ترى أن الحكومة التركية قادرة اليوم على استمرار إقناع شعبها بدعم الديمقراطية في سورية، في ما هي تدعم من يدمر سورية ويجر تركيا نحو اللا استقرار؟

ج: انكشفت أكذوبة الديمقراطية والحرية، كانت مجرد شعار براق من أجل تحقيق أهداف استعمارية في سورية، أردوغان أراد أن يفتت سورية وأن يعبث بأمنها واستقرارها، وأن يسقط نظامها من خلال بث الفتنة المذهبية والطائفية بسورية، وتشجيع الإرهاب. وسمعنا كيف أن أردوغان في بداية الأزمة لعب دوراً رئيسياً في الحرب وفي إثارة النعرات المذهبية والطائفية، وكان لذلك اثر كبير على الداخل التركي، اليوم تركيا، المجتمع التركي هو نفس النسيج الاجتماع للمجتمع السوري، التركيبة الاجتماعية، ولذلك عندما يستخدم عبارات طائفية ومذهبية فهذا يعني استعداء فئات من الشعب التركي، وأنا أعتقد بأن كان لذلك أثر كبير في هز الاستقرار الاجتماعي والأمني داخل تركيا، وأدى ذلك أيضاً إلى التأثر أيضاً على المستوى الاقتصادي، نحن نعرف سياسة صفر مشاكل التي طرحتها حكومة أردوغان مع دول الجوار انعكست اليوم بإعادة إحياء هذه المشاكل من جديد وهذا أثر على الاقتصاد التركي الذي شهد انتعاشاً في بدايات حكم أردوغان، واليوم عاد إلى التأزم، هذا التأزم أيضاً انعكس على الوضع الاجتماعي والاقتصادي التركي إضافة إلى أن الاضطراب الأمني نتيجة وجود المجموعات المسلحة في تركيا، كل ذلك أدى إلى تقويض كل الإنجازات التي حققها أردوغان في بداية عهده، وهذا ما أدى إلى حصول الانتفاضة الشعبية. اليوم الانتفاضة الشعبية التي تحصل ضد حكومة أردوغان هي نتاج لهذه السياسات المدمرة التي انتهجها أردوغان والتي ورط فيها تركيا في حرب في خدمة حلف الناتو ومحاولة استعادة أمجاده العثمانية إذا صح التعبير من خلال سوريا.