إطلاق يد التكفيريين في سورية

إطلاق يد التكفيريين في سورية
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣ - ٠٤:٢٩ بتوقيت غرينتش

إطلاق يد التكفيريين في سورية . عنوان تندرج تحته تفاصيل السياسة الأميركية حاليا . إتفاق أميركي سعودي بدأت تتبين تفاصيله بتسليح المجموعات المسلحة ومن بينها التكفيرية بأسلحة متطورة يترافق مع زج مقاتلين جدد ولكن هذه المرة من نزلاء السجون السعودية الذين يمنحون العفو والمال مقابل الذهاب إلى سورية للمشاركة في القتال ضد الجيش السوري .

تقرير... أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لديني، ثم مليكي وبلادي، مطارد قوي للقاعدة وأعوانها، وناصح أمين للتائبين، هذا ما يوصف به الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي، أي شيء راح منك لخدمة دينك ووطنك، التضحية ولكن انت خاطرك..

يعرف عن الأمير محمد بن نايف جهوده في مكافحة الإرهاب.... وزارة الداخلية السعودية وهي وزارة مهمة كما يعرف الجميع، وزيراً متمكناً بمواصفات الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.

وزارة الداخلية السعودية روجت على الدوام لجديتها في محاربة الإرهاب داخل المملكة المتمثل بتنظيم القاعدة  وقد أعلنت مرارا أنها ملأت سجونها بعناصر من هذا التنظيم ولكن يبدو أن هذه الصورة مقلوبة وغير حقيقة.
فقد قررت الرياض تجنيد إرهابيين في سجونها للقتال في سورية عنوان كشفته وثيقة مسربة من وزارة الداخلية السعودية نشرتها مواقع خبرية وصحف عربية وأجنبية أفادت بأن الوزارة تعرض على محكومين بالإعدام لديها العفو وتقديم مبالغ مالية لأسرهم مقابل القتال في سورية .

وتأتي هذه الوثيقة بعد اتفاق أميركي سعودي سابق لتهريب عناصر من تنظيم القاعدة إلى سورية بعد الإفراج عنهم من السجون السعودية والأميركية السابقة في العراق واكبه تحريض

للشباب السعودي على تنفيذ عمليات انتحارية في سورية عبر مزادات علنية أقيمت في السعودية . فامتلأت سورية بعناصر القاعدة السعودية .

بعد ذلك قامت السعودية بتسليح عناصر القاعدة وتمويلهم تحت ستار تسليح وتمويل ما يسمى الجيش السوري الحر.

دعا رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل إلى تزويد المسلحين في سوريا بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات، لتحقيق ما سماه التكافئ في معركتهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وقال الفيصل في كلمة أمام المنتدى الاقتصادي في دافوس في سويسرا إنه يفترض أن ترسل بلاده أسلحة للمعارضة معتبراً أن عدم إرسال أسلحة سيكون خطأً مروعاً حسب تعبيره... إنما أنت تعطيهم أسلحة للدفاع عن النفس لإنهاك الجيش وإخراج طبعاً القوة العسكري، قوة النظام من المدن وإخراجها إلى القرى.ومؤخرا تولت السعودية دعم مسلحي القاعدة في سورية بصواريخ كونكورس المتطورة.

هذا هو الكونكورس "الله أكبر" مضاد مدرعات يحمل على الكتف يعد من أكثر الأسلحة التي يحتاجها الجيش الحر.

قال مصدر في هيئة الأركان المشتركة للجيش الحر أن أولى شحنات الصواريخ المضادة للطائرات تسلمها رئيس الأركان اللواء سليم إدريس، وأوضح المصدر أنه جرى توزيع صواريخ كونكورس على المقاتلين في دمشق وريفها حيث تسلم لواء الإسلام أحد عشر صاروخاً، وجيش المسلمين في القابون 5 صواريخ، في حين حصلت ألوية الحبيب المصطفى على 10 صواريخ، ومثلها ألوية أحفاد الرسول وألوية الصحابة.

صواريخ الكونكورس لضرب الدبابات في قريبة بريديج "الله أكبر".

فالشحنة مؤلفة من 250 صاروخ كونكورس دخلت خلال الأيام الأخيرة عبر تركيا، وتوزعت في كل من دمشق وإدلب وحمى وحمص مع ألف حشوة قاذف بي عشرة، تعتبر هذه الدفعة الأولى التي تم تسليمها في انتظار تسليم ثلاث دفعات أخرى ليصبح المجموع 1000 صاروخ.

الجديد في هذه القضية لا يقتصر على نوعية الأسلحة وحسب، وإنما امتد ليشمل طرق النقل والتمويل، حيث قالت هذه المصادر إنها تلقت أموالاً من هذه الدول لدفع رواتب المقاتلين. هنا يأتي دور صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي أضاءت جانباً آخر من تلك الصورة الكارثية عندما نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن السعودية أيضاً مولت أواخر العام الماضي شحنة أسلحة كرواتية قبل نقلها إلى سوريا عبر الأردن.

المغرد السعودي مجتهد رأى أن هذه الشحنة مرتبطة بمخطط أميركي سعودي جديد ضد سورية لتسليح المجموعات المسلحة في سورية بأسلحة متطورة .

يلمس المراقبون تغييراً في الموقف من التسليح، تبرع مجتهد المغرد السعودي الأشهر والذي يعتقد أنه من الأسرة الحاكمة لتفسيره. فبالنسبة لمجتهد كان موقف الحكومة السعودية الحقيقي ضد نجاح الثورة، لسببين: الأول أن نجاحها سيكون استنهاضاً للشعب السعودي للثورة، والثاني تنفيذ مراد أميركا التي لا تريد نظاماً يمثل الشعب السوري بمحاذاة إسرائيل لأن وجوده يعني السعي لتحرير فلسطين. ويختم مجتهد مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تدخل عسكري مباشر ولا حظر جوي.

كشف موقع غلبوريشرس الكندي أن مخطط تدمير سوريا أعدته الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل عام 2007، موضحاً في تقرير نقلاً عن مراكز بحوث إسرائيلية ومركز كلين بريك للبحوث الأميركية الإسرائيلية المشترك، أن خطة وضعت لضمان أمن إسرائيل عبر استهداف سوريا الدولة الحيوية والمستقلة، وقال الموقع إن تقريرين نشرهما موقع مركز محاربة الإرهاب التابع للجيش الأميركي في عامي 2007 و2008، كشفا عن وجود شبكات عالمية من منظمات إرهابية تابعة للقاعدة مهمتها إرسال مقاتلين إلى العراق وسوريا، مضيفاً أن ليبيا اعتمدت كبؤرة لتدريب عناصر القاعدة وتجنيدهم لإرسالهم في مهمات وفق أجندات النيتو.

جوار مدينة بن غازي الليبية ومنذ أكثر من سنة لم يترددوا في إرسال شحنات الأسلحة من ليبيا إلى سوريا، الثورة الليبية التي حظيت بتأييد مختلف دول العالم، قرر بعض ثوارها أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي بعد أن تخلى العالم عن المعارضة السورية على حد قولهم، فقرروا التدخل لمساعدتهم، أرسلوا خلال السنة الماضية ثلاث شحنات أسلحة بالبواخر من بني غازي إلى تركيا ثم براً إلى سوريا، وكان آخرها منذ قرابة شهر من الآن، نعرض عليكم هنا أول صور حصرية من هذه الشحنات، وقد أخفيت وجوه المشاركين في هذه الحملة لأسباب أمنية، وتظهر الصور ليبيين يحملون السفن بالمركبات المجهزة بالرشاشات الثقيلة في مينا بني غازي، وهذه الصور السيارات العسكرية مع الأسلحة المضادة للطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة، عبر البحر المتوسط تبحر البواخر لتصل في نهاية المطاف إلى تركيا، من دون أي مشكلة، هذه صورة تظهر إحدى الطائرات التي استقدمت لإرسال السلاح.

س: بالعودة إليك أستاذ حسين رمال، ما تفسيرك لهذه الوثيقة الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية السعودية، عن العفو عن إرهابيين ومجرمين من سجونها وبالتالي إرسالهم إلى سوريا؟

ج: هذا الأمر ربما لن يكون سراً لهذه الوثيقة، نحن نعلم أن الفكر الوهابي التكفيري هو منتج سعودي أميركي بامتياز يعود مع الأمير نايف بن عبد العزيز الذي ترأس وزارة الداخلية قبل سلفه ولده محمد بن نايف من سبعنيات القرن الماضي. وبالتالي نحن أمام هذا الأمر بأن السعودية والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ينتمون إلى مدرسة استخباراتية واحدة تؤمن بتصدير الأزمات بعيداً عن الأمن القومي الداخلي لكياناتهم، وبالتالي هذا ما شهدته أفغانستان، هذا ما شهدته غزة، هذا ما شهده لبنان، هذا ما تشهده الآن سورية. إذاً نحن أمام هذه الإشكالية المعقدة هي أن عدم وجود منظومة سياسية وأمنية وعسكرية للمنطقة، دائماً المملكة العربية السعودية ترحل ملفاتها إلى مجلس الأمن وإلى دوائر القرار العالمي، بالتالي هذا الأمر انسحب على مستوى المنطقة تفتيتاً وتقسيماً ومزيداً من الفوضى وتسعيراً للملفات الطائفية في هذا المجال، لذلك وجدنا هذا الترهل في العامل الاستخباراتي وهذا الترهل في العامل الوطني الحمائي للشعب السعودي في هذا المجال، لذلك نحن أمام إشكالية تفاعل الشعب العربي في مملكة آل سعود في المطالبة بدولة دستورية حمائية تستطيع هذه الدولة أن تحفظ الوطني العربي السعودي مع بقية الدول في توجيه البوصلة الحقيقة ألا وهي القضية الفلسطينية بعيداً كل البعد عن الاستدراج العامل الأجنبي من خلف القارات والبحار في هذا المجال.