خطوة اردوغان ازاء الجيش التركي ليست مضمونة !

خطوة اردوغان ازاء الجيش التركي ليست مضمونة !
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

اراد اردوغان تركيا ان يستبق الاحداث وحتى لايواجه ذات المصير الذي واجهه " مرسي الاخوان" في مصر هكذا يعتقد فلجا الى استبدال قادة القوات التركية الثلاثة البرية والجوية والبحرية ظنا منه ان هذا الامر سوف يخدم نهجه الذي اضر بتركيا جراء تدخله في شؤون الدول الاخرى المجاورة " سورية والعراق" خدمة للمصالح الامريكية في المنطقة ويضمن بقائه في الحكم ضد ارادة الجيش والشعب في البلاد .

ولم يدرك اردوغان ان مرسي نفسه هو الذي اختار الفريق عبدالفتاح السيسي قائدا للقوات المسلحة المصرية مستندا على بعض الامور من بينها ان زوجته" محجبة" هكذا اشيع في حينها لكن مرسي ومعظم قادة القوات المصرية ما ان شعروا بالخطر الذي تتعرض له مصر وشعبها هبوا بقيادة السيسي دعما للشعب المصري الذي احتل ساحات البلاد احتجاجا على سياسة الاخوان الخطيرة التي تستهدف تدمير مصر " الدولة والكيان" فضلا عن كون القوات المسلحة نفذت مطلبا شعبيا ملحا في الثلاثين من حزيران للتخلص من سراق ثورة مصر الشعبية التي اطاحت بنظام مبارك.

وقيل ان المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم كان هو الاخر يحظى بثقة العائلة المالكة التي كانت تحكم العراق قبل عام 1958 لكنه تحرك ضد النظام الملكي وفق ما يمليه عليه الواجب الوطني ما ان شعر ان هذا النظام اخذ يغامر بالتدخل في شؤون الدول الاخرى مما يلحق الضرر بالعراق وشعبه فالتف مع الشعب العراقي على النظام بمشاركة ضباط اخرين للتخلص من النظام الملكي وحكومة نوري السعيد التي كانت تخطط لارسال الجيش العراقي للتدخل في سورية.

لقد عرف عن الجيش التركي انه يمتلك عقيدة تعود الى " وصايا " اتاتورك الذي يعتبرونه مؤسس تركيا ولانظن ان تلك الوصايا تتضمن " اقامة نظام اسلامي" يقوم على معاداة الدول المجاورة والتدخل في شؤوتها الداخلية لقد تضمنت وصايا اتاتورك كما اشيع اقامة نظام علماني لكن تلك الوصايا لاتخفي " اطماع تركية التوسعية " العثمانية " في الدول الاخرى فكانت السابقة " القبرصية " باحتلال جزء من الجزيرة واحدة من تلك الافكار التي يؤمن به الجيش التركي واصبحت جزءا من عقيدته العسكرية مثلما تحتفظ تركيا ولحد الان بمناطق واراضي لاتعود لها بل تم ضمها الى تركيا بعد االحروب الكونية وخاصة الحرب العالمية الثانية عندما وقفت تركيا مع المانيا في الحرب العالمية الثانية لتحصل على ميناء الاسكندرونة السوري

. ولانظن ان الجيش التركي سوف يقف متفرجا على المطالب التي يتقدم بها الشعب التركي لاسيما وقد تجسد ذلك في التظاهرات التي شهدتها ساحات تقسيم وغيرها والتي قمعتها قوات الامن ولابد ان ياتي الوقت المناسب للجيش التركي ليقول لاردوغان" كش ملك" لاسيما وان لجيش باعا طويلة في مجالاات استبدال الحكومات التي لاتروق للشعب والتي تبتعد في سياستها عن افكار ووصايا اتاتورك. لقد خيب جيش مصر امال " الاخونجي مرسي " وسوف يخيب الجيش التركي امال " اردوغان" طالما يواصل ذات السياسة التركية التي قد تلحق الضرر ببلاده لاحقا بالرغم من ان الجيش التركي لايزال يتمسك بافكار اتاتورك التي لاتخفي " مطامع" تركية في مناطق مختلفة مجاورة لبلاده.

وللجيش التركي تاريخ حافل بالانقلابات فكان الانقلاب الاول عام 1960-1961 ثم الانقلاب الفاشل عام 1963 الذي قاده الكولونيل طلعت والذي افضى الى اعدامه ثم قاد جنرالات الجيش التركي انقلاب عام 1971 ثم انقلاب كنعان ايفرن عام 1980 وهكذا حتى استقر الوضع ليصل حزب اردوغان الى تسلم حكم البلاد وتدخله السافر في شؤون الدول الاخرى.

بل اراد اردوغان ان يحول تركيا الى دركي في المنطقة نظرا لموقعها الستراتيجي خدمة للمصالح الامريكية منذ دخول " انقرة" في حلف شمال الاطلسي " ناتو" بالرغم من ان عضويتها في الحلف لم تؤلها لولوج بوابة الاتحاد الاوربي وذهبت كل محاولات الانضمام الى الاتحاد ادراج الرياح لعدم استيفاء انقرة بالشروط التي تؤهلها لذلك فالتفتت الى منطقة الشرق الاوسط" متامرة " على دولها لتعوض هذا النقص .

*كاظم الربيعي