أفاع سامة مرعبة تفرض حظر تجول شرقي البصرة

أفاع سامة مرعبة تفرض حظر تجول شرقي البصرة
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٣ - ١٠:٣٦ بتوقيت غرينتش

أبدى مواطنون في منطقة الصالحية الواقعة شرقي البصرة قلقهم جراء انتشار أفاع سامة، وطالبوا الحكومة بتخليصهم منها بعد أن أودت لدغاتها بحياة أربعة أشخاص، وفيما أكدت إدارة المركز الصحي في قضاء شط العرب عدم توفر ترياق يبطل مفعول سموم تلك الأفاعي، اتهم نائب عن المحافظة دائرة الصحة بالتقصير، وحملها مسؤولية حالات الوفاة الناجمة عن لدغات الأفاعي التي تشبه أفاعي (سيد دخيل)، إن لم تكن نفسها.

وقال أحد وجهاء منطقة الصالحية ظاهر جواد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "منطقة الصالحية التابعة لقضاء شط العرب تشهد رعبا حقيقيا تسببت به أفاع سامة كان وجودها نادرا، إلا انها انتشرت بشكل مفاجئ في غضون الاسابيع القليلة الماضية"، مبينا أن "تلك الأفاعي أسفرت لدغاتها عن وفاة أربعة أشخاص في قريتنا، آخرهم زوجة شقيقي التي فارقت الحياة قبل أيام نتيجة لدغة بيدها ترتبت عليها مضاعفات شملت تعطل وظائف بعض أعضاء جسمها، حيث أصيبت بفشل كلوي، ثم عجز في الرئتين، قبل أن يتوقف قلبها عن النبض، ولم تفلح محاولات إسعافها واستبدال دمها".
ولفت جواد الى أن "محاولات إسعاف المصابين بلدغات تلك الأفاعي لم تجد نفعا في ظل عدم توفر ترياق في مستشفيات المحافظة يبدد مفعول سموم هذا النوع من الأفاعي"، مضيفا أن "الأفاعي التي تهدد حياة سكان المنطقة تتراوح أطوالها ما بين (30-80 سم)، ورأسها مثلث الشكل، وجوانبها صفراء، وطرف ذنبها مدبب ومعقوف".
ويبدو أن هذا الوصف ينطبق أكثر من أي نوع آخر على الأفعى ذات الحراشف المنشارية (Echis carrinatus) المنتشرة في ناحية سيد دخيل، والتي لدغت عشرات المواطنين في محافظة ذي قار خلال الأعوام القليلة الماضية.
بدوره، قال المواطن مهاجر رضا علي، إن "انتشار الأفاعي السامة في منطقة الصالحية ربما يكون بسبب ارتفاع درجات الحرارة أو مشاريع إزالة الألغام وتجريف الأراضي"، موضحا أن "انتشار الأفاعي أدى الى فرض حظر تجوال غير رسمي على الأطفال والنساء بعد مغيب الشمس، وعندما تنقطع الكهرباء عن البيوت ليلا ينتاب القلق ساكنيها".
من جهته، قال الطبيب في مركز الرعاية الصحية في قضاء شط العرب علوان التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "من مهام المركز تقديم الإسعافات الأولية للمصابين بلدغات الأفاعي، ومن ثم إحالتهم الى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية المركزة"، مبينا أن "المشكلة التي نواجهها مع لدغات هذا النوع من الأفاعي تكمن في عدم معرفتنا لنوع الترياق المخصص لعلاج المصابين بسبب عدم تحليل عينات من سموم تلك الأفاعي لتحديد الترياق المضاد لها".
من جانبه، حمل النائب ضمن كتلة الأحرار عدي عواد خلال زيارته منطقة الصالحية في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس، دائرة صحة البصرة مسؤولية حالات الوفاة الناجمة عن لدغات هذا النوع من الأفاعي لان الدائرة فشلت على حد قوله في تجهيز مستشفيات المحافظة بترياق مخصص لمعالجة المصابين بلدغات تلك الأفاعي على وجه الخصوص، معتبرا أن "دائرة حماية وتحسين البيئة ينبغي أن تراقب التنوع الاحيائي وترصد الحيوانات المفترسة لحماية المواطنين من مخاطرها".
يذكر أن محافظة البصرة تتميز بتنوعها الجغرافي والبيئي، حيث توجد مناطق الأهوار في أطرافها الشمالية، فيما تضم الأجزاء الغربية منها مناطق صحراوية تعد امتدادا للبادية الجنوبية، كما أنها تطل على شمال الخليج الفارسي من أقصى جنوبها، وقد أوجد التنوع البيئي والجغرافي حالة من التنوع الاحيائي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة، حيث تعيش في البصرة الكثير من أنواع الزواحف بما فيها أفاع وثعابين برية سامة، وأخرى مائية.