هل ينجح كاميرون باقناع البرلمان للعدوان على سوريا؟

هل ينجح كاميرون باقناع البرلمان للعدوان على سوريا؟
الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

سيسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الیوم الخميس إلى إقناع البرلمان بضرورة القيام بعدوان عسكري على سوريا من خلال مزاعم استخدام أسلحة كيميائية؛ غير ان يواجه معارضة من النواب الذين لا يزال موضوع العراق ماثلاً في أذهانهم.

واطلع كاميرون من قادته العسكريين أمس الأربعاء على الوضع بعدما أمر باستدعاء البرلمان من إجازته الصيفية لعقد جلسة فيما تدرس القوى الغربية عدواناً عسکریاً علی سوریا.
وقد أعلن كاميرون أمس بعدما أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء أن لندن ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي "يدين الهجوم الكيميائي" الذي وقع في 21 آب/أغسطس في سوريا و"يسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين".
ويتوقع أن يبلغ كاميرون النواب خلال نقاش الیوم بأنه يفكر بضربات عسكرية تهدف إلى "تقليص قدرات استخدام" الأسلحة الكيميائية من قبل النظام وسيحثهم على دعم هذا التحرك من خلال تصويت. وسيختار كلماته بدقة لاقناع النواب بأن بريطانيا لا تنوي الانجرار إلى الحرب في سوريا لكنها تتحرك ضمن ما يعتقد هو وأوباما بأنه هجوم كيميائي نفذه النظام السوري قرب دمشق قبل أسبوع حسب زعمه.
وفي ما يدل على صعوبة مهمة كاميرون في إقناع المشككين إزاء التدخل العسكري، أعلن بعض أعضاء حزب العمال المعارض أنهم سيصوتون ضد اقتراح رئيس الحكومة.

وقالت ديان أبوت النائبة المتابعة لشؤون الصحة في حزب العمال أنها ستصوت ضد الاقتراح بسبب المخاطر وبأن تؤدي الضربات العسكرية إلى تدخل أكبر في النزاع السوري. وأضافت "من غير الواضح ما إذا كان العمل العسكري سيغير تصميم الأسد الواضح على القتال حتى النهاية وهناك مخاطر بأن ننجر إلى حرب أهلية في الشرق الأوسط".
وأشارت أبوت إلى شبح النزاع في العراق حين أعطى البرلمان البريطاني رئيس الوزراء آنذاك توني بلير تفويضاً للانضمام إلى التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة لاجتياح العراق في 2003 ما أدى إلى انجرار بريطانيا إلى الحرب لسنوات.

وقالت أبوت لهيئة الإذاعة البريطانية: إن "حرب العراق كان يفترض أن تكون قصيرة أو أن يكون تدخلاً عسكرياً محدداً لكنها خلقت المزيد من أعمال القتل والفظاعة وعدم الاستقرار، وهناك خطر أن يتكرر ذلك".
وقد أعطى حزب العمال كاميرون موافقة مشروطة على التصويت موضحاً أنه يريد أن يرى "أسسا قانونية واضحة" لأي تحرك عسكري عبر "ضلوع مباشر من الأمم المتحدة". ويواجه كاميرون أيضاً معارضة محدودة حتى داخل حزبه.

وقال دوغلاس كارسويل من حزب المحافظين إنه سيتجاهل أية جهود لتطبيق ما يتفق عليه ضمن الحزب، وسيصوت "بحسب ما يمليه عليه ضميره".

وعبرت شخصيات عسكرية كبيرة أيضاً عن مخاوف حيال التدخل في سوريا. وقال اللورد ألان ويست وزير الأمن السابق في حكومة غوردن براون إنه "قلق جداً" حيال طبيعة الضربات الصاروخية التي لا يمكن توقع نتائجها. وأضاف "إن شن هجوم أمر خطير جداً. ولا يمكن توقع ما قد يحصل".

وتابع أنه "يجب طرح السؤال: هل سيعزز فعلياً الأمن العالمي أو سيساهم في تحسين ظروف الشعب السوري؟"