وانعكست الآثار السلبية للتعصب للإنتماءات والطوائف على مكونات قضاء طوزخرماتو شمال بغداد ونسيجها الاجتماعي منذ 10 سنوات. فالفتنة العمياء التي لم تميز بين الشيوخ والأطفال والرجال والنساء زادت من معدلات القتل والدمار؛ الأمر الذي شكل تهديداً وعرض السلم الأهلي للخطر. حيث نفذ الأرهابيون العديد من العمليات ضد التركمان خلال السنوات العشر الأخيرة، راح ضحيتها أعداد كبيرة من الرجال والنساء والأطفال.
وبعد أن لم تستجب أو لم تتمكن الحكومة من تأمين الحماية لهؤلاء؛ إضطروا لحماية أنفسهم.. فأمست أحياء وأزقة من المدينة تبدو وكأنها ثكنات عسكرية لها أبواب وعليها حراس من أبناء المنطقة.
وقال أحد الأهالي لمراسلنا إن: شعب التركمان مستهدف من كل النواحي من الأحزاب والإرهاب والقاعدة؛ ولهذا قامت المنطقة بأجمعها بحملة لحماية أنفسها بالأسلحة؛ حيث أنها مسدودة بالكامل بالعوارض؛ وهناك واجبات تقام بالليل. وأكد آخر وجود حراسة طوال الليل؛ وقوات تحرس الفروع.
وأكدت إدارة القضاء أنها لم تفلح في إقناع الحكومة المركزية بمقترحاتها لحلحلة الوضع الأمني المتأزم في المنطقة للحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح.
وصرح قائم مقام قضاء طوزخرماتو شلال عبدالأحمد لمراسلنا أن المنطقة تعاني من إهمال الحكومة المركزية؛ وأضاف: لدينا كتب ومفاتحات لوزارتي الداخلية والدفاع العراقية؛ حيث طلبنا مجموعة من الاحتياجات والإمكانيات الغيرمتوفرة لدى القوى والأجهزة الأمنية الموجودة في القضاء.
إلا أن المراقبون رأوا عكس ذلك لاسيما بعد أن قررت الحكومة المركزية تشكيل قوات من أبناء الفئة المستهدفة وإعطاءهم صفة رسمية لحماية أنفسهم.
وأوضح مسؤول منظمة بدر محور الشمال العراقي محمدمهدي البياتي في مؤتمر صحفي أن الحكومة الاتحادية قادرة أن تفرض الأمن "لكن إرادتها اليوم تصطدم مع إرادة إقليم كردستان؛ فالإقليم لديه ملاحظات بإرسال أية قوات إلى مدينة طوزخرماتو."
وكلما مر يوم على المدينة كلما ازداد الخطر المحدق بهذا المكون من مكوناتها وازدادت التهديدات؛ حيث أن العوارض والأقفال والسلاسل المتواجدة على رأس كل زقاق في قضاء طوزخرماتو لم تمنع الإرهاب الكافر عنهم ومنذ 10 سنين.
18:02           .10.09               FA