ايران تحذر الغرب من استخدام لغة التهديد وتدعو لمفاوضات دون شروط

الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

اعلن الرئيس حسن روحاني ان الشعب الايراني مستعد لاجراء محادثات مع الغرب دون شروط مسبقة، مؤكدا انه لا يمكن التحدث مع ايران بلغة التهديد والحرب.

وقال روحاني خلال كلمة له في ذكرى اسبوع الدفاع المقدس اليوم الاحد: "نريد محادثات مع الغرب تبنى على اساس الاحترام المتبادل"، مؤكدا انه لا معنى للحرب والدبلوماسية الى جانب بعضهما بعضا، وانه "لا توجد دولة حرة تقبل بهذين الامرين معا على طاولة واحدة".

واضاف: "في هذه المحادثات يجب القبول بجميع حقوق الشعب الايراني ومنها الحقوق النووية والتخصيب في داخل البلاد في اطار القوانين الدولية".

وتابع روحاني بانه لو اقرت الدول الاخرى حقوق الشعب الايراني فان هذا الشعب سيرد عليهم بالتعاون، ويمكننا في هذه الحالة حل وتسوية المشاكل الاقليمية والعالمية.

واكد ان الشعب الايراني لا يريد اسلحة دمار شامل وانضم الى معاهدات حظر اسلحة الدمار الشامل وحظر الاسلحة النووية ومازال ملتزما بها، مشيرا الى ترسانات الاسلحة النووية والكيميائية التي يمتلكها الكيان الاسرائيلي والتي تشكل تهديدا للمنطقة.

واوضح ان الدول الثورية ليست بحاجة الى العدوان ولفت الى ان ايران لم تعتد ولم تهاجم اي بلد على مدى الاعوام الـ 200 الماضية وقال: "ان القوات المسلحة في الجمهورية الاسلامية اليوم ايضا لن تكون البادئة ابدا باي حرب وعدوان لكنها كانت وستكون مدافعا عنيدا امام المعتدين".

واعتبر الرئيس روحاني ان ايران وقواتها المسلحة عامل لاحلال السلام في المنطقة، مؤكدا انها لا تشكل تهديدا لدول الجوار والدول الاخرى في المنطقة وان الذين يشكلون تهديدا للمنطقة هم الذين يتجاهلون جميع القرارات الدولية.

وشدد على ان القوات المسلحة الايرانية على اهبة الاستعداد للدفاع عن الشعب الايراني، حيث ان مهمتها الردع والدفاع، وهي تؤمن بسيادة الشعب ولا تتدخل في الساحة السياسية، معتبرا عدم وجود حكومة عسكرية في ايران خلال الاعوام الثلاثين الماضية فخرا للقوات المسلحة الايرانية.

وقال الرئيس الايراني: "الذين دعموا الصداميين ضد ايران شاهدوا حقيقة المعتدين بعد انتهاء الحرب المفروضة". 

وحذر مثيري الحروب من ان "لا يسعوا لاثارة حرب جديدة في منطقتنا لان مثل هذه الحرب ستجعلهم يندمون على فعلتهم"، مضيفا "لا يمكن انهاء حرب باشعال فتيل حرب اخرى بل ينبغي العمل عبر السبل السياسية والتكاتف والتعاون من اجل اطفاء نيران الحرب".

وشدد الرئيس روحاني على ان ايران مناصرة للشعوب وكذلك لمطالب الشعب السوري، داعيا الجميع للعمل من اجل وقف الحرب في سوريا وعدم تقوية الارهابيين فيها، مؤكدا ضرورة ان تتحاور المعارضة مع الحكومة السورية.

واضاف: "اننا ندعو الى تحقيق مطالب الشعب السوري وندعو الجميع لعدم النظر الى المنطقة بهدف توسيع نطاق الحرب فيها"، لافتا الى ان الذين اوجدوا هؤلاء الارهابيين يرون اليوم التاثيرات البغيضة لعملهم المخزي هذا في انحاء المنطقة.

من جهة اخرى، اعتبر انه من الضروري "مراجعة ودراسة الحرب التي فرضت على ايران في شهر حرام وفي بداية انطلاق العام الدراسي".

واشار الرئيس روحاني الى ان خروج ايران منتصرة من الحرب المفروضة سببه روح الايمان والتضحية، مؤكدا الحاجة الى معنويات التضحية والايمان اليوم أكثر من أي وقت مضى.

واكد ان ايران هي ضحية الحرب والاعتداء، حيث استخدم النظام العراقي السابق الاسلحة المحظور ومنها الكيميائية ضد الشعب الايراني خلال سنوات الحرب، مؤكدا ان الشعب الايراني وقواته المسلحة لم يكونوا يريدون اي حرب لكن السلطويين فرضوها عليهم.

ولفت الى ان الاعداء تصوروا انه بامكانهم من خلال تحريك دكتاتور وتقديم الدعم المالي والعسكري له، من القضاء على ثورة كبرى وشعبية، لكنهم فشلوا في تحقيق مآربهم البغيضة رغم كل الدعم المالي والسياسي والامني وحتى الكيميائي الذي قدموه له.

ووجه الرئيس الايراني التحية لكل الايرانيين الذين دافعوا عن بلادهم خلال 8 سنوات من الحرب المفروضة، للجيش الايراني وقوات التعبئة ولابطال الحرس الثوري الذين دافعوا عن البلاد انطلاقا من الايمان وحب الوطن.

وكان قد شن الرئيس العراقي السابق صدام، حربا على ايران استمرت 8 سنوات منذ 1980 الى 1988، وذلك بدعم دول الخليج الفارسي واميركا والغرب، استخدم فيها الجيش العراقي الاسلحة الكيميائية ومنها غاز السارين والخردل ضد الشعب الايراني.

وكشفت وثائق وادلة لدى الاستخبارات المركزية الاميركية، رفعت عنها السرية، ونقلتها مجلة فورين بوليسي الاميركية، ان ادارة الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان ساعدت نظام صدام في هجماته الكيميائية ضد ايران بمدينة سردشت ابان الحرب المفروضة، حيث قدمت معلومات عن اماكان انتشار القوات الايرانية للنظام العراقي رغم علمها ان صدام سيستخدم الاسلحة الكيميائية.