ظاهرة التكفير في المجتمعات الاسلامية

الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٣
٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش
ظاهرة التكفير في المجتمعات الاسلامية في العادة يتساقط في دروب الحياة في العراق المنكوب بالتكفيريين ، يوميا العشرات من النساء والرجال في تفجيرات عمياء ، وهم يبحثون عن لقمة العيش لفلذات اكبادهم ، الا ان الذي سقط في يوم الاحد الماضي 6 تشرين الاول اكتوبر ، كان فلذات الاكباد انفسهم في انفجار لم يكن اعمى ابدا.

الاخبار القادمة من العراق في يوم الاحد الماضي كانت هي ذاتها التي نسمعها عادة في كل يوم ، تفجير كل شيء يتحرك في هذا البلد ، الا فارقا بسيطا ميز هذا اليوم وهو وجود تجمعات كبيرة من الزوار الوافدين على مدينة الكاظمية بمناسبة استشهاد الامام محمد الجواد عليه السلام ، والتي عادة ما تكون هدفا سهلا للتكفيريين.
رغم الاخبار المؤلمة التي تناقلتها وكالات الانباء والفضائيات عن سقوط اعداد كبيرة من الزوار في تفجيرات ارهابية ، الا ان الحدث الابرز في هذا اليوم كان حادث اقتحام سيارة مفخخة يقودها انتحاري لمدرسة ابتدائية!! في قرية بقضاء تلعفر في محافظة نينوى شمال العراق ، وأدى التفجير الانتحارى الى مقتل 14 طفلاً ومدير المدرسة ، وإصابة نحو 30 اخرين.
في اليوم التالي اي يوم الاثنين السابع من شهر تشرين الاول اكتوبر ، بعد يوم واحد ، من غزوة التكفيريين !! ضد اطفال المدرسة الابتدائية في قرية قبك العراقية ، كان رفاق لهم في مدينة بيشاور الباكستانية يقتلون اعضاء في فريق طبي للتطعيم ضد شلل الاطفال !! ، لماذا ؟ ، لان طالبان تعتبر حملة التطعيم مؤامرة غربية لاصابة المسلمين بالعقم !.
بين الخبرين العراقي والباكستاني كانت هناك اخبار سورية اقل ما يقال عنها انها كوارث بمعنى الكلمة ، واغلبها موثقة بالصور والافلام ، حيث يعترف طفل انه قتل 23 شخصا ، 13 مدنيا و 10 عسكريين بعد ان جنده خاله في صفوف المعارضة ، وطفل اخر يتدرب على طريقة قطع الرؤوس بسيف على اناس احياء واطفال اخرون ينظرون اليه.
اما الاخبار القادمة من ديار المسلمين الاخرى ورغم اختلاف جغرافيتها ومنفذيها ، الا انها لها ثوابت مشتركة ، منها تكفير المسلمين بالجملة ، والنفخ في نار الطائفية البغيضة ، واعلان الحرب على طوائف اسلامية باكملها ويصل اعداد اتباعها الى عشرات بل مئات الملايين ، وازالة وتدمير المعالم الاسلامية ونبش قبور الصحابة والاولياء ، واعلان الحرب على اتباع الديانات الاخرى الذين عاشوا في كنف المسلمين اكثر من الف عام ، وفرض قراءة متطرفة للاسلام وو...
الحقيقة لا يشك انسان ، مهما تصحرت عواطفة او تكلست خلايا دماغه ، في ان الصورة المشوهة التي يرسمها التكفيريون للاسلام والمسلمين اليوم ، عجز ويعجز عن رسمها اعتى اعداء الاسلام منذ بزوغ نوره على البسيطة وحتى اليوم ، فهذه الصورة لن تكون نتيجة تعميمها ، الا نفور البسطاء من الاسلام العظيم ، والقاء الشك في نفوس اخرين في مبادئه السمحاء الغراء ، وبالتالي هزيمة الانسان المسلم امام الاخر بعد تجريده من ايمانه وعقيدته الصحيحة.
الكثير من المراقبين يعتقدون ان نار التكفير التي تحرق ديار المسلمين ، لن تخمد الا بعد مرور وقت طويل وبعد ان تاتي على مساحات كبيرة من هذه الديار قتلا وتدميرا ، الا ان هناك من يرى ، ان بالامكان تقليص عمر ظاهرة التكفير في بلاد المسلمين والتقليل من خسائرها ، من خلال تجفيف جذور التكفير وهي الجهل والتعصب والفقر ، عبر نشر الوعي والثقافة الصحيحة وبيان حقيقة الاسلام العظيم ، وافساح المجال امام النخب المثقفة وعلماء الدين الواعين للعمل والابداع ، وتفعيل المراكز العلمية لانتاج العلم والفكر، واستخدام الفضائيات و وسائل الاعلام المختلفة لاشاعة روح التسامح ، والعمل على ايجاد فرص عمل للشباب عبر استثمار الرساميل العربية والاسلامية الضخمة التي تصل الى ارقام فلكية الا انه للاسف متكدسة في المصارف الغربية ، عندها يمكن فقط ان تلفظ المجتمعات الاسلامية ظاهرة التكفير الشاذة والى الابد.
بقلم / نجم الدين نجيب 

كلمات دليلية
0% ...

آخرالاخبار

95٪ من المعدات الاساسية لقطاع البتروكيماويات تُنتج محلياً في ايران


واشنطن تطور مقاربة جديدة لمعالجة مسألة الأراضي في إطار التسوية في أوكرانيا


حماس: نقبل القوات الأممية كقوات فصل ومراقبة للحدود


عراقجي: لم نقتنع بعد بأن امیرکا مستعدة لمفاوضات جادة


ميرتس: على إسرائيل التخلي عن ضم الضفة الغربية


هيغسيث: لا نريد مواجهة عسكرية مع الصين أو تغيير وضع تايوان


'هاري إس ترومان' الأمريكية تتكبد 100 مليون دولار بسبب صواريخ اليمن


شبكة مترو طهران ستصل إلى 500 كيلومتر خلال خمس سنوات


إيران تتصدر النسخة الأولى من بطولة العالم للتايكواندو في كينيا


دعوة إلى إضراب عام في سوريا.. الطائفة العلوية تتحتج على سياسات الجولاني