لماذا تسارع تركيا في ترميم علاقاتها مع دول الجوار ؟

الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٤٥ بتوقيت غرينتش

بغداد – 27/11/2013 : اعتبر النائب العراقي محمد العقيلي عضو ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي ان زيارة رئيس البرلمان التركي الى بغداد جاءت في اطار توجه انقرة الجديد لترميم علاقاتها مع العراق ودول المنطقة بعد المواقف السياسية الخاطئة التي اتخذتها حكومة رجب طيب اردوغان .

وفي حديث مع قناتنا مساء الاربعاء قال العقيلي ان تركيا ادركت مجموعة الاخطاء الكبيرة التي رتكبتها تجاه العراق ومن بينها زيارة وزير الخارجية التركي الى مدينة كركوك شمال العراق دون تنسيق مع بغداد ، ودعم الاعتصامات والتظاهرات التي جرت غرب العراق وتبنيها للمجرم المطلوب للعدالة العراقية طارق الهاشمي ومساندة كتلة العراقية على حساب بقية المكونات في العملية السياسية في العراق ، وتبني المكون السني على حساب بقية المكونات المذهبية والعرقية .
وعلى صعيد الاقليم فان التقدم الميداني للجيش السوري واستعادته للعديد من المناطق المهمة من الجماعات المسلحة وتضييق الخناق عليها بموازات الجهود الرامية للحل السياسي والاتجاه نحو جنيف2 ، أضف الى ذلك الاتفاق النووي بين ايران والغرب واذعان الدول الكبرى للمطالب الايرانية ، كذلك سقوط حكومة الاخوان في مصر وانحسار الدور التركي في هذا البلد ، كل ذلك دفع انقرة للتعجيل في ترميم علاقاتها مع دول الجوار لانها وجدت نفسها معزولة .
واعتبر عضو ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي ان تركيا اختارت العراق ليكون بوابة للانفتاح أو لسياسة تركية جديدة في الشرق الاوسط ، موضحا ان السياسة التركية هي الان تحت الاختبار بعد ان جربت دول المنطقة سياسة انقرة السابقة المبنية على اثارة المشاكل والتدخل في شؤون الغير ، وبالتالي فان على الحكومة التركية ان تثبت مصداقيتها في العلاقات البينية .
وفي الاطار نفسه قال الباحث والمحلل السياسي التركي اسلام اوزكان ان الحكومة التركية تراجع حساباتها حاليا ، فقد كان واضحا للجميع ان تركيا وصلت الى مأزق في علاقتها مع جيرانها بعد ان كانت على علاقات طيبة مع سوريا والعراق وايران ، هذه العلاقات انهارت بسرعة بسبب الازمة السورية وموقف الحكومة التركية منها ، وكانت النتيجة اضافة الى انتقاد الموقف التركي داخليا وخارجيا هو خسارة تركيا لشركاء مهمين ، فعلى سبيل المثال يصل حجم التبادل الاقتصادي بين العراق وتركيا الى 30 مليار دولار وهو مبلغ كبير لا يمكن لأنقرة أن تفرط به وبالتالي وجدت نفسها مجبرة على ترميم العلاقة مع العراق ، وهي تتجه نفس الاتجاه نحو طهران خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى .
واعتبر اوزكان ان حكومة اردوغان انتبهت متأخرة لاخطائها وكان عليها اعادة حساباتها قبل هذا الوقت .
MA.18:05.27