الاخطبوط الصهيوني بين البحرين الاحمر والميت

الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٠٥ بتوقيت غرينتش

رام الله ( أنباء العالم ) 11/12/2013 : بعيدا عن الاضواء ، وفي ظل انشغال الاعلام بجولات كيري المكوكية تم في واشنطن توقيع اتفاق ثلاثي بين الكيان الصهيوني والاردن والسلطة الفلسيطينية يتضمن انشاء قناة تربط البحر الاحمر بالبحر الميت بحجة ان الاخير مشرف على الجفاف اضافة الى مبررات اخرى تُخفي ورائها نوايا المسؤولين الصهاينة ومخططاتهم المشؤومة للتمدد في المنطقة استباقا للطبخة التي يُعد لها وزير الخارجية الاميركي باقامة دولة فلسطينية ظاهرها الاستقلال واحقاق حقوق الفلسطينيين وباطنها الارتهان لكيان الاحتلال وابتلاع فلسطين الى الأبد .

لتسليط الاضواء على جانب من خفايا هذا المشروع الذي يُطلق عليه – قناة البحرين – كتب مراسل القناة في رام الله الزميل فارس الصرفندي التقرير التالي :
بعد سنوات من معارضتها لمشروع قناة البحرين وقعت السلطة الفلسطينية والاردن والكيان الاسرائيلي في مقر البنك الدولي مذكرة تتعلق بالمشروع المثير للجدل الذي يقوم بربط البحر الاحمر بالبحر الميت بقناة ترفد الاخير الذي اضمحلت مياهه في السنوات الاخيرة.
المذكرة تضمنت اقامة محطة لتحلية المياه في خليج العقبة فيما ستُنقل أملاح التحلية الى البحر الميت بواسطة انابيب يصل طولها الى 180 كيلومترا ، وبالمقابل ستقوم تل أبيب بزيادة حصة السلطة الفلسطينية من مياه الشرب عبر شركة ميكروت الاسرائيلية كما ستتم زيادة ضخ المياه الى الاردن من بحيرة طبريا .
رئيس سلطة المياه الفلسطينية شداد العتيلي اكد ان ماتم التوقيع عليه ليس مشروع قناة البحرين وانما هو خطوة اولى لدراسة تأثيرات المشروع السابق ، حيث قال : ان المذكرة التي وقعناها البارحة تنص على ان التوقيع على هذه المذكرة لا يعني بالضرورة الشروع باحداث قناة البحرين ، وانما يجب ان يكون هناك مشروع تجريبي يتم بموجبه نقل المياه وخلطها ودراسة نتائج الخلط أسموها بالمرحلة الاولى لقناة البحرين لكننا نصر ان ما وقعناه ليس له علاقة بالمشروع الكامل.!
اما القراءة السياسية للمشروع فلها عدة أوجه ، فمن ناحية ستتحكم تل أبيب بمياه الشرب التي هي من حق الفلسطينيين والاردنيين ، ومن ناحية ثانية فان المنطقة التي تضم المشروع هي المنطقة التي ترى تل أبيب انها ستظل خاضعة لها تحت أي ظرف وفي ظل أي اتفاق مستقبلي ، بمعنى ان الاتفاق سيمنح كيان الاحتلال صلاحية أمنية في الاغوار وستصبح الحقوق المائية للكيان الاسرائيلي .
بهذا الصدد قال مدير مركز المشرق للدراسات عادل سمارة ان ما يتحدثون عنه هو قناة من عدة قنوات ، فهناك قناة ستأتي من حيفا الى نهر الاردن ، اضافة الى قنوات ومشاريع اخرى .
واضاف ان المقصود من هذا الموضوع وبشكل واضح أنه وبعد هزيمة الكيان الصهيوني على يد المقاومة وعدم استطاعته الاحتلال الجغرافي المباشر لهذه الاراضي فانه يريد الان توسيع البنية التحتية للاحتلال في ظل هذه المشاريع .
وبالتالي فان الكيان الصهيوني ومن خلال اتفاق واشنطن فرض على الفلسطينيين والاردنيين الاعتراف بحقوقهم المائية لصالحه ، فضلا عمّا يخطط له من امتداد واستحواذ على المنطقة .
Ma.11:05.11