هل اصبحت أميركا أكثر شراسة؟

هل اصبحت أميركا أكثر شراسة؟
الأحد ٠٥ يناير ٢٠١٤ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

مازال اتفاق جنيف النووي حاضرا بقوة في الصحافة الايرانية الصادرة الاحد بطهران، صحيفة "جوان" خصصت احدى افتتاحياتها الرئيسية لمناقشة السلوك الاميركي بعد توقيع ايران ومجموعة الدول (5+1) على هذا الاتفاق.

هل اصبحت أميركا أكثر شراسة؟
تناول الكاتب عباس "حاجي نجاري" مقالته على شكل نقاط حيث استهل مقالته قائلا:
اولا- في حين قال الرئيس الاميركي "باراك اوباما" بعد يوم واحد من توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول (5+1) بتاريخ 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفي مجموعة من المواطنين الاميركيين في سان فرانسيسكو، ضمن اعرابه عن تاييده للاتفاق، ان التوقيع على هذه الاتفاقية الى جانب بعض التطورات الاقليمية الاخرى تعتبر بداية عصر جديد من القيادة الاميركية للعالم، كما وزعم في اخر كلمة له في نهاية عام 2013 قائلا: لقد أوقفنا البرنامج النووي الايراني كما ان الاتفاق وفر معلومات لاميركا عن المراحل التي توصل اليه البرنامج النووي الايراني.
ثانيا- في 12 ديسمبر/ كانون الاول الماضي، وبعد ان فرضت وزارة الخزانة الاميركية عقوبات جديدة على عدد من الاشخاص والشركات الايرانية، اشارت وسائل الاعلام الى مقاطعة الوفد الايراني المفاوض في جنيف للمفاوضات احتجاجا على هذه الخطوة العدائية، والتي تركت اثارها على الكثير من وسائل الاعلام والشخصيات السياسية العالمية احتجاجا على هذا التصرف الاميركي.
ثالثا- وبعد هذه الخطوة قال وكيل وزارة الخزانة الامريكية "ديفيد كوهين" في اجتماع لمجلس الشيوخ الاميركي، ان اتفاقية جنيف النووية لم تحقق سوى مكاسب ضئيلة للحكومة الايرانية.
رابعا- لم يجف حبر بنود الاتفاق النووي الذي وقعته ايران ومجموعة 5+1 بعد، حتى خرج وزير الخارجية الاميرکية "جون کيري" وبعد مضي شهر واحد فقط، على الصحفيين ليؤکد ان الاتفاق لا يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، کما لم تعترف بذلك من قبل معاهدة حظر الانتشار النووي!!.
خامسا- في الوقت الذي عملت فيه ايران على تهيئة الارضية الازمة لنشاط مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقد المنشآت النووية الايرانية، والحضور الفعال للخبراء الايرانيين من اجل التعاون لتمهيد عملية تنفيذ بنود الاتفاقية، قيم المسؤولون في الجهاز الدبلوماسي الايراني، وبعد جولتين من اجتماع الخبراء هذه المفاوضات بانها كانت بطيئة جدا وان هناك تفسيرات غير صحيحة لبنود الاتفاقية النووية من الجانب الغربي.
سادسا- ان السلوك الاميركي خلال الشهر الاخير عزز اعتقاد الشعب الايراني بان اميركا ليست اهلا للثقة وليس هناك حاجة لادلة اضافية.
سابعا- على الرغم من الوثائق والادلة التي تؤكد حاجة اميركا لنتائج هذا الاتفاق الا انها شددت في الفترة الاخيرة من لهجتها تجاه ايران.
ثامنا واخيرا ان قائد الثورة الاسلامية قال في كلمة له لدى استقباله حشود من طلاب المدارس والجامعات الايرانية عشية اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي والذي يصادف 4 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، بان الرؤية للداخل والاعتماد على القدرات الذاتية يمثل الطريق للحل الواقعي للقضايا والمشاكل القائمة، واضاف انه لو كان شعب معتمدا على قدراته وطاقاته الذاتية فانه لن يضطرب بسبب موقف عدائي او عقوبة ما وعلينا السعي لتحقيق هذا الهدف. ودعا القائد المسؤولين للاعتماد على طاقات البلاد البشرية والطبيعية والجغرافية المتنوعة والواسعة من اجل تحقيق التقدم والمضي بالامور الى الامام قدما واكد في هذا المجال الضرورة الملحة للتحرك الدبلوماسي واضاف، ان الاعتماد على الطاقات الذاتية لا يعني رفض الدبلوماسية ولكن ينبغي الالتفات الى ان التحرك الدبلوماسي هو جزء من العمل وان المحور الاساس هو الاعتماد على الطاقات الداخلية والتي بامكانها ان تحقق المكانة والاقتدار عند طاولة المفاوضات ايضا، وانني اكرر هنا توصيتي السابقة بانه لا ينبغي الثقة بابتسامة العدو، وان توصيتي للمسؤولين في المجال السياسي والمفاوضات هو انه التزموا الحذر، ولا تنخدعوا بابتسامة العدو.