قائد الثورة يحذر من الخطر الداهم للتيارات التكفيرية

قائد الثورة يحذر من الخطر الداهم للتيارات التكفيرية
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤ - ٠٩:٢٠ بتوقيت غرينتش

حذر قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي من خطر التيار التكفيري، مؤكدا انه هذا التيار من صنع الاجهزة الاستخباراتية للدول الاستكبارية وعملائها.

جاء ذلك في كلمة لقائد الثورة، خلال استقباله الاحد حشدا من مسؤولي الدولة والضيوف المشاركين في المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية وشرائح من ابناء الشعب بمناسبة ذكرى ميلاد الرسول (صلى الله عليه وآله) والامام جعفر الصادق (عليه السلام).

وقال اية الله خامنئي "ان بث الخلافات بين المسلمين، يعد المحور الرئيسي لمكائد الاستكبار"، معتبرا ان مؤامرات وتحركات اعداء الاسلام للحد من الحرية الحقيقية وسعادة الامة الاسلامية هي معقدة ومتعددة الابعاد.

واعتبر ان محاولات جعل القضية الفلسطينية في بوتقة النسيان وفرض كيان الاحتلال الاسرائيلي على الشعوب الاسلامية، مثالا على المحاولات المستبدة لاميركا وباقي المتغطرسين الدوليين.

واضاف: "ان حروب الـ 33 يوما في لبنان و22 يوما و 8 ايام في غزة اظهرت انه ماعدا بعض الحكومات التي تحولت الى راع لمصالح الاجانب فان الشعوب الاسلامية حافظت في ظل تحليها بالوعي على هوية ووجود فلسطين ووجهت صفعة الى الكيان الاسرائيلي وحماته.

وتابع قائد الثورة: "ان جعل الامة الاسلامية تغفل القضية الفلسطينية هو من الاهداف المهمة التي يتابعها اعداء الاسلام من خلال اثارة الحروب الاهلية وتاجيج الخلافات والترويج للافكار التكفيرية والمتطرفة".

واوضح "ان نفرا من التكفيريين وبدلا من التركيز على الكيان الصهيوني الخبيث، يقومون باسم الاسلام بتكفير معظم المسلمين ويمهدون للحرب والعنف والاختلاف ولهذا السبب فان وجود هذا التيار التكفيري هو بشرى لاعداء الاسلام".

وتساءل: "في ظل هذا الوضع، هل يمكن لاحد ان يشك بان هذا التيار ومن يمده بالمال والسلاح، هو ليس من صنع الاجهزة الاستخباراتية والخبيثة للدول الاستكبارية وعملائها؟".

وشدد قائد الثورة على ان التيار التكفيري يشكل خطرا محدقا وداهما على العالم الاسلامي، ودعا البلدان الاسلامية للتحلي بالتيقظ التام، وقال "المؤسف ان بعض الحكومات الاسلامية، غير مهتمة بعواقب دعم هذا التيار ولا تفهم بان هذه النار ستاتي عليهم جميعا".

واعتبر ان تصعيد الخلافات بين الشيعة والسنة وزيادة الصراعات الداخلية بين الشعوب الاسلامية خلال الاعوام الثلاثة او الاربعة الاخيرة هو بمثابة ردة فعل الظالمين الدوليين على تنامي الصحوة الاسلامية في عدد من البلدان.

وقال اية الله خامنئي: "ان المستكبرين يحاولون من اجل التغطية على الصحوة الاسلامية، زج اتباع المذاهب الاسلامية المختلفة في صراع مع بعضهم البعض ومن ثم ابراز الممارسات الشنيعة للتيار التكفيري مثل (قضم اكباد الاناس الذين قتلوا) لتشويه اصل وجوهر الاسلام امام الراي العام العالمي".

واكد سماحة القائد ان هذه القضايا هي بلا شك لم تات بين عشية وضحاها بل ان القوى الدولية خططت ووضعت السياسات طوال الوقت من اجل ايجادها.

وشدد على ضرورة التصدي لاي عامل مضاد للوحدة، قائلا "ان النخبة السياسية والعلمية والدينية تتحمل مسؤولية جسيمة لبناء الوحدة في المجتمعات الاسلامية".

وفي هذا المجال، دعا اية الله خامنئي علماء العالم الاسلامي لتحذير الشعوب من مغبة الخلافات الطائفية والمذهبية كما دعا العلماء الاكاديميين لتبيان اهمية الاهداف الاسلامية للطلبة والنخبة السياسية للامة الاسلامية للتعويل على الجماهير والابتعاد عن الاجانب واعداء الاسلام.

وحذر من ان المستكبرين اصبحوا بصدد تحقيق مصالح حقبة الهيمنة المباشرة عن طريق الهيمنة السياسية والثقافية والاقتصادية غير المباشرة، واعتبر ان اليقظة والوعي يشكلان السبيل الوحيد لسعادة الامة الاسلامية.

وراي اية الله خامنئي ان انتصار الثورة الاسلامية وصلابة نموذج الجمهورية الاسلامية رغم 35 عاما من تعرضها للمؤامرات المختلفة للمستكبرين، من علائم ومؤشرات المستقبل الواعد للامة الاسلامية.

واكد قائد الثورة ان الشعب الايراني والدولة الاسلامية، يكتسبان المزيد من القوة والمنعة والاقتدار يوما بعد يوم بفضل الله ورعايته.

وكان الرئيس الايراني حسن روحاني اشار في مستهل اللقاء الى المشاكل والخلافات التي يعاني منها العالم الاسلامي، وقال ان "النبي الاكرم (ص) يتألم بلا شك من الضالين واولئك الذي يتبعون نهج التكفير والتطرف والصراع وانه على المجتمعات الاسلامية ان تنتصر مرة اخري لنبي الرحمة (ص).

واضاف روحاني ان الامتثال لنداء الوحدة الذي اطلقه الامام خميني (قدس سره) يشكل السبيل الوحيد لنجاة الامة الاسلامية، مشيرا الى ان الدين الواحد والنبي الواحد والمصالح المشتركة والاعداء المشتركين وقضايا مثل فلسطين المحتلة والقدس الحبيبة، يمكن لها ان توحد المسلمين.

وشدد الرئيس الايراني على ان الامة الاسلامية يجب تجدد مرة اخرى الحضارة الاسلامية من خلال العودة الى القرآن الكريم واعتماد التدبر والعقلانية والاعتدال والامل والجهد الدؤوب.