رسالة الانتخابات الأفغانية الى العرب..

أنبذوا توأم طالبان قبل خراب الأوطان

أنبذوا توأم طالبان قبل خراب الأوطان
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

فاقت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها افغانستان يوم السبت 5 نيسان / ابريل ، كل التوقعات حتى تلك المتفائلة منها ، بعد ان اقتربت نسبة المشاركة فيها من ستين بالمائة ، وهو ما أدى الى نفاد بطاقات الاقتراع وتمديد وقت الاقتراع.

رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات في افغانستان اعلن ان التقديرات الأولية تشير إلى ادلاء سبعة ملايين شخص بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية من بين 12 مليون ناخب لهم حق التصويت ، بما يعادل 58 في المئة ، ويعتبر هذا الرقم أعلى بكثير مقارنة بآخر انتخابات أجريت عام 2009 حين أدلى أربعة ملايين ونصف مليون ناخب بأصواتهم.


الملفت  ان قندهار معقل طالبان وثاني كبرى المدن الأفغانية نفدت  بطاقات الاقتراع في معظم مراكز الاقتراع فيها  ، وهو ما دعا  المفوضية المستقلة للانتخابات الى تمديد فترة الاقتراع وإرسال بطاقات الاقتراع إلى الأماكن التي تحتاجها.


القائمون على امر الانتخابات فوجئوا بالاقبال الكبير على الانتخابات ، لعتقادهم ان خوف الناس من طالبان التي هددت باستهداف مراكز الاقتراع واهدار دم كل من يشارك في الانتخابات ، سيقلل من نسبة المشاركة فيها ، الا ان هذا الاعتقاد لم يكن في محله ، فقد اثبت الافغان في مشاركتهم الملحمية في الانتخابات ، انهم تحرروا من عقدة الخوف من طالبان ، وانهم ينشدون الحرية والانطلاق الى الامام ، تاركين طالبان وماضيها البائس وراء ظهورهم.

ليس من الصعب الاستنتاج ان عدد الذين كانوا سيدلون باصواتهم في الانتخابات الافغانية سيتجاوز عشرة ملايين او اكثر من مجموع 12 مليون ناخب لهم حق التصويت ، في حال لم تهدد طالبان باستهداف الانتخابات والناخبين ، لذلك نزل الناخب الافغاني الى الانتخابات مقاتلا في مراكز الاقتراع ،  متخندقا بصناديقا مستخدما بطاقاتها سلاحا ماضيا اثخن طالبان بالجراح.


المشاركة الواسعة لابناء قومية البشتون وخاصة في ولاية قندهار التي تعتبرها طالبان معقلها وخزانها ، في الانتخابات ، والتي نزلت كالصفعة المدوية على وجه طالبان ، كانت بمثابة رسالة الى هذه الجماعة التكفيرية مفادها: كفي عن سفك دماء الشعب وارحلي ، فلم يعد لك مكان في افغانستان.


ان الشعب الافغاني ارسل عبر هذه الانتخابات ايضا رسالة وبخط واضح الى العالم اجمع مفادها: ان الارهاب والتكفير والتطرف والعنف اصبحت بضاعة كاسدة في افغانستان ، وان الشعب الافغاني قد سئم طالبان واجرامها ودمويتها وارهابها ، وعلى العالم كله ان يقدم يد المساعدة للشعب الافغاني لتجاوز مرحلة طالبان المظلمة.


اما الرسالة الاقوى للانتخابات الافغانية فكانت موجهة الى الشعوب العربية ومفادها: حافظوا على بلدانكم ولا تحولوها الى اسواق لتجار الموت من رفاق طالبان امثال داعش والنصرة وباقي الزمر التكفيرية ، ليبيعوا فيها بضائع التكفير والموت والخراب والتخلف ، كما باعتها طالبان من قبل في افغانستان ، الا انها كسدت اليوم بعد ان عزف الناس عنها وملوها.

ان على الشعوب العربية ان تتلقف الرسالة الانتخابات الافغانية وتمعن النظر والتفكير فيها كثيرا ؛  فاذا كانت افغانستان مهد طالبان ، قد نبذت وليدها المسخ ، فمن باب اولى ان ينبذ العرب توأم طالبان العربي ، الذي مازال هناك وللاسف الشديد ، مَن في العراق وسوريا ولبنان والصومال وليبيا وتونس يشتري بضائعه الفاسدة بضائع الموت والخراب والتخلف.. . والعاقل من اتعظ بغيره.


ماجد حاتمي - شفقنا