داعش ينسحب من البوكمال والنصرة تتهم الحر بمعاونة عدوها

داعش ينسحب من البوكمال والنصرة تتهم الحر بمعاونة عدوها
الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤ - ٠٧:٤٢ بتوقيت غرينتش

فتحت أحداث "البوكمال" بابا جديدا من أبواب الحرب الأهلية التكفيرية، التي باتت تنذر باتساع رقعتها، لا جغرافيا فحسب، بل وعلى صعيد المجموعات المنخرطة فيها.وتشير كواليس المجموعات المسلحة إلى دخول وشيك على خطها، من قبل مجموعات كانت حتى الأمس القريب تعلن الحياد في الحرب الدائرة بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" من جهة، و"جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" من جهة أخرى.

وبالعودة إلى التطورات الميدانية، فقد أكدت مصادر لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن هجوم "داعش" على مدينة البوكمال الحدودية (أقصى شرق سوريا، على الحدود مع العراق) كان مباغتاً، ومخططاً له على نحو محكم، حيث انقسم المهاجمون إلى قسمين، تولى أولهما إغلاق مداخل ومخارج المدينة سريعاً، وهاجم الثاني أهدافاً يبدو أنها مقررة مسبقاً، وعلى رأسها مقر ما يسمى بـ "الهيئة الشرعية".وقدر عدد المهاجمين بـ 400 مسلح، انضم إليهم حوالى 200 من داخل المدينة.
والسبت أعلن "داعش" انسحابه من المدينة الحدودية، بعدما أوقع خسائر كبيرة في صفوف "النصرة".وتضاربت روايتا الطرفين حول أسباب الانسحاب، كما حول أسباب الهجوم في حد ذاته.
ونفى مصدر من "داعش" صحة كل ما قيل حول أسباب الهجوم، وعلى وجه الخصوص إنه "محاولة لربط مناطق نفوذ داعش في سوريا بنظيرتها في العراق".وقال المصدر الشيشاني لـ"الأخبار" إن هجوم البوكمال حقق أهدافه، وقام مسلحونا بعدها بـ "الانسحاب كما يفعل أي جيش محترف".

وأوضح المصدر أن الهجمة "جرت استجابة لنداء أهلنا في البوكمال لتحرير أبنائهم الأسرى عند الهيئة الشركية (المقصود الشرعية)".

وأكد المصدر أن الهجمة جرى التخطيط لها بدقة. وقتل وأسر 80 من جبهة الجولاني، وحلفائهم. واغتنم سلاحهم الثقيل، كما نفذ حكم الاعدام في حق المدعو أبو الليث (محمد الراوي، رئيس الهيئة الشرعية في البوكمال)، الذي كان قد حكم بإعدام إخوتنا، فأذاقه الله بأسنا". وأضاف: قتل في الغزوة "عشرة من عناصر الدولة، وأصيب عدد قليل بجروح".
بدوره، قال مصدر من "النصرة" لـ "الأخبار" إن "مزاعم دولة البغدادي عارية من الصحة. وهجومهم كان فصلاً جديداً من فصول الغدر بالسكان الآمنين". وأكد المصدر أن "هدفهم الأول إشعال الفتنة العشائرية في كامل المنطقة الممتدة بين الرقة ودير الزور، لكن مسعاهم سيخيب، كما خابت محاولاتهم للاستيلاء على البوكمال".

ووفقاً للمصدر فإن مجرمي البغدادي كانوا يعتزمون المكوث في المدينة، لكن أبناءها حملوا السلاح في وجههم.

وتضمن كلام المصدر تكراراً لما جاء في بيان صدر عن "النصرة" بخصوص ما شهدته البوكمال. وكان البيان قد أكد أن "مخططهم في جر المنطقة إلى حرب عشائرية لم يفلح".
وبدا لافتاً اتهام المصدر القيادي في "النصرة" للمجموعات التابعة لـ"هيئة أركان الجيش الحر" بالتواطؤ مع "داعش". وقال المصدر لـ"الأخبار" إن "سبعة ألوية وكتائب تابعة لهيئة الأركان قد تقاعست عن رد بغي جماعة البغدادي". وأضاف: "معلوماتنا تؤكد أن كتائب الأركان قد تلقت أوامر بألا تطلق طلقة واحدة ضد داعش".
وفي السياق نفسه، نعت "النصرة" عدداً من قادتها العسكريين في المدينة، ومن بينهم محمد عطيوي "قائد كتيبة"، ومحمد فتيح السهو "أحد قادة لواء ابن القيم".
وفي ريف درعا الغربي، شهدت قرية عابدين، معركة بين "حركة المثنى الإسلامية" المتحالفة مع جبهة "النصرة"، و"كتيبة لؤي البصيري"، التابعة لهيئة أركان مایسمی بالجيش الحر. وهاجمت الأولى مقراً تابعاً للثانية، وأدت المعركة التي وقعت أول من أمس الخميس إلى مقتل عشرة مسلحين على الأقل، وإصابة ضعفهم. وقالت "حركة المثنى" في بيان لها إن الهجوم جاء "بعدما ثبت فساد المدعو جميل أبو الزين (قائد الكتيبة) وعناصره، وطغيانهم في الأرض". فقامت "بضربهم بيد من حديد".
بدوره، قال ناشط ميداني في المنطقة لـ"الأخبار" إن "مشكلة حدثت بين كتيبة البصيري، وكتيبة أحمد الجندي. دارت اشتباكات، رجحت فيها كفة البصيري، لتتدخل حركة المثنى وتطلب من أبو الزين تسليم نفسه، فرفض الخضوع إلا لمحكمة عامة". ووفقاً للمصدر، فقد "قامت حركة المثنى بالهجوم على نحو مفاجئ على مقر لكتيبة لؤي البصيري في بلدة عابدين. استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة، وراح ضحية الهجوم على مقر الكتيبة ستة قتلى، وأسر بقية العناصر في المقر".