ولم يكد قطار الاقتراع ينطلق في الداخل السوري حتى لاقاه السوريون في لبنان، حيث تجمع المئات من السوريين على ممر طرقات الحدود اللبنانية السورية، والهدف واحد هو العبور للاقتراع في الداخل السوري.
معظم هؤلاء قدم من مناطق البقاع بعضهم لم تسعفه اوضاعه للاقتراع في السفارة الاسبوع الماضي لكن قرار المشاركة بدا واضحاً على لسانهم جميعاً.
وقال احد المواطنين لمراسلتنا: "نحن متجهين للحدود بطوعنا صوب مراكز الاقتراع لانتخاب الوطن، وان اي صوت من اي مواطن يقدم لهذا الوطن"، فيما اعرب آخر عن امله "برجوع الوطن كما كان في السابق لا اكثر ولا اقل، ونحن رايحين نوجه صوتنا حتى نحدد مصيرنا".
وافادت مراسلتنا فاطمة عواضة: ان الوافدين لم يفكروا كثيراً بالمشاركة من عدمها حيث وقفوا تحت اشعة الشمس الحارقة لساعات، وتقبلوا اجراءات لبنان الجديدة برغم قساوتها لا بل ظلمها كما وصفوها تلك التي ستغلق صفتهم كنازحين لدى عبورهم الى الداخل السوري، ليبقى صوت اصرارهم أعلى من اي صوت.
وقال احد المواطنين لمراسلتنا، انه لن يعير اي اهتمام اذا صادرت السلطات اللبنانية الكارت الابيض أو هوية النازحين في حال دخوله الاراضي السوري، معتبراً اياهما من غير طعم، فيما قالت احدى المواطنين انها جاءت لتنتخب "حتى تثبت للدول العربية ولاي دولة وقفت ضد الرئيس بشار الاسد، ان احنا شعب كله معه، وهو مع شعبه، وسوريا راح تظل كل عمرها قوية".
ممران الى سوريا من لبنان منهما تمكن السوريون من المشاركة في الاقتراع عند العريضة على الحدود شمالاً وعلى المصنع على الحدود بقاعاً، منهما ستحدد نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، لكن بينهما بدا بشار الاسد رئيساً وحيداً فيه يرى المشاركون القائد والحامي ومستقبل الوطن القادم.
وافادت مراسلتنا، ان الكيلومترات القليلة التي يقطعها السوريون للاقتراع مسافة وطن بكامله بالنسبة اليهم، فهم يتمسكون بانتخاباتهم كما لو انها خيط خلاصهم في غمرة حرب لم تنتهي فصولها منذ سنوات ثلاث، هم يقولون للعالم اليوم نحن سوريون قبل اي شيء آخر.
6/4- 03:30- tok