الأسد : الدول الداعمة للارهاب ستدفع الثمن غاليا

الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠١٤ - ٠٩:٤٦ بتوقيت غرينتش

حذر الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء من ان الدول التي دعمت "الارهاب" ستدفع "ثمنا غاليا"، وذلك في خطاب القسم الذي القاه اثر ادائه اليمين الدستورية رئيسا لولاية جديدة من سبع سنوات.

واذ اكد الاسد استمراره في "ضرب الارهاب"، اعلن مواصلة العمل في مسار "متواز" هو "المصالحات المحلية" التي انجز البعض منها خلال الاشهر الماضية في مناطق محيطة بدمشق.
وقال الاسد في الخطاب الذي بثه التلفزيون الرسمي "سنوات مرت كان لهم القول وكان لكم الفعل، غرقوا في الوهم فصنعتم الواقع، أرادوها ثورة فكنتم أنتم الثوار الحقيقيين، فهنيئا لكم ثورتكم وانتصاركم وهنيئا لسوريا".
وقال الاسد "أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وكل الدول التي اصابها داء "الربيع المزيف" (في اشارة الى الاحتجاجات التي عرفت باسم "الربيع العربي") من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مرارا وتكرارا، وقريبا سنرى أن الدول العربية والاقليمية والغربية التي دعمت الارهاب ستدفع هي الاخرى ثمنا غاليا".
واضاف "حذرنا منذ بداية الاحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سوريا بل سيتجاوزها منتشرا عبر انتشار الارهاب الذي لا يعرف حدودا".
وقال الاسد اليوم "ان كان الغرب والحكومات العربية قد فشلوا فيما خططوا له، فهذا لا يعني توقفهم عن استنزاف سوريا كهدف بديل".

نعمل على مسارين متوازيين ضرب الارهاب والقيام بالمصالحات المحلية
واضاف "اذا كان العامل الخارجي واضحا على لسان المعتدين وأدواتهم فان العامل الداخلي يبقى هو الاساس لمعالجة الحالة الراهنة والوقاية من مثيلاتها في المستقبل".
وتابع "قررنا منذ الايام الاولى للعدوان السير في مسارين متوازيين، ضرب الارهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطىء".
الا ان الرئيس السوري شدد على ان "الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت عدم وطنيتها، فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين و عندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار"، في اشارة الى المعارضة في الخارج، وابرز مكوناتها "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" المدعوم من الغرب ودول عربية عدة.
واضاف "أكرر دعوتي لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لاننا لن نتوقف عن محاربة الارهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الامان الى كل بقعة في سوريا".
وتوجه الاسد في خطابه الى "السوريين الشرفاء"، معتبرة انه "عادت البوصلة واضحة عند كثير ممن غابت عنهما الرؤية جهلا أو تضليلا وانكشفت الوجوه القبيحة على حقيقتها بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة لتعمل أنيابها في الجسد".
وكان الاسد وصل قرابة الساعة 12,30 (09,30 تغ) الى الباحة الخارجية للقصر الواقع على تلة مشرفة على العاصمة في شمال غرب دمشق، على متن سيارة "بي ام دبليو" سوداء اللون، قبل ان يستعرض حرس الشرف على سجادة حمراء، ويدخل القصر ليؤدي اليمين امام نحو الف مدعو بينهم نواب وزراء وضباط..
واعيد انتخاب الاسد لولاية رئاسية جديدة في الثالث من حزيران/يونيو بعد نيله 88,7 بالمئة من اصوات المشاركين في الانتخابات التي اجريت في سوريا.

فلسطين تبقى القضية المركزية.. والشكر لكل من وقف مع سوريا
الرئيس الأسد ربط ما يجري من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة بما يحدث في سوريا قائلاً "ما يجري اليوم في غزة ليس حدثاً منفصلاً أو آنياً، فمنذ احتلال فلسطين وصولاً إلى غزو العراق وتقسيم السودان.. هو سلسلة متكاملة، مخططها إسرائيل والغرب لكن منفذها كان دائماً دول القمع والاستبداد والتخلف"، مشدداً على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية استناداً للمبادئ واستناداً للواقع وما يفرضه من ترابط بين ما يحصل في سوريا وفلسطين.. وهذا يتطلب منا أن نميز تماماً بين الشعب الفلسطيني المقاوم الذي علينا الوقوف إلى جانبه، وبين بعض ناكري الجميل منه.. بين المقاومين الحقيقيين الذي علينا دعمهم، والهواة الذين يلبسون قناع المقاومة حسب مصالحهم لتحسين صورتهم أو تثبيت سلطتهم".

وأكد الرئيس الأسد في خطابه على تخليص مدينة الرقة (شمال شرق سوريا) من الإرهاب، وأنه لن يهدأ للسوريين بال حتى تعود حلب آمنة مطمئنة، كما توجه بالشكر إلى "الأوفياء من أبناء المقاومة اللبنانية الأبطال الذين خاضوا المعارك المشرفة مع الجيش (السوري)"، وأيضاً إلى إيران وروسيا والصين في احترام قرار الشعب السوري، وموجهاً التحية الأكبر "للشعب السوري الذي كان احتضانه لأبنائه العسكريين، حاضنة لإنجازاتهم وأساساً لانتصاراتهم"، قائلاً "معكم ستبقى سوريا شامخة عصية على الغرباء".

إعادة الإعمار ومحاربة الفساد.. عنوان المرحلة المقبلة
وقال الرئيس الأسد إن الفساد يشكل التحدي الأكبر لأي مجتمع أو دولة، وأن مكافحته تأتي عبر الحساب والإصلاح الإداري وتطوير مناهج التعليم والمؤسسات الدينية التعليمية، معتبراً أن "مكافحة الفساد هي أولويتنا في المرحلة القادمة في مؤسسات الدولة والمجتمع ككل".
وقال الرئيس السوري إن "الضرر الأكبر الذي أصاب الاقتصاد هو في تدمير البنى المادية الحيوية لنمو الاقتصاد واستمراره".. مؤكداً أن "إعادة الإعمار هي عنوان اقتصاد المرحلة المقبلة"، وأن "ورش إعادة الإعمار ستبدأ على الأرض مطلع العام المقبل أو نهاية العام الجاري".