قشقاوي: الجيل الرابع للارهابيين تربوا في رياض اطفال غربية

قشقاوي: الجيل الرابع للارهابيين تربوا في رياض اطفال غربية
الأحد ١٧ أغسطس ٢٠١٤ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

طهران ( العالم ) 17-8-2014 – حمل مساعد وزير الخارجية الايراني حسن قشقاوي الدول الغربية مسؤولية تربية الارهابيين وايفادهم الى دول المنطقة وقال ان هؤلاء الارهابيين هم من الجيل الرابع الذين تربوا في رياض اطفال غربية.

وقال قشقاوي في تصريح ادلى به مساء الاحد لقناة العالم ان هؤلاء الارهابيين تسببوا في اثارة مشاكل للدول التي ارسلتهم الى المنطقة .
واضاف ان المسؤولين الغربيين اعترفوا بان بعض الشباب من الاقليات والذين ترعرعوا في المجتمعات الغربية قد التحقوا بهذه التيارات الارهابية مثل جبهة النصرة وداعش وقبل ذلك القاعدة. 

وصرح: ان هذا الجيل من الارهابيين من شمال افريقيا وفرنسا وشمال اوروبا والمانيا والدول الاخرى ، هو الجيل الرابع الذي تلقى بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية دروسه في رياض الاطفال والمدارس الابتدائية والثانوية بالدول الغربية وترعرعوا  في ظل اجواء شبكات التلفزة ودور السينما ومراكز التسلية الغربية.

وتابع : هذه القضية تثير سؤالا وهو كيف لم تستطع الثقافة العلمانية والليبرالية الغربية ان تستقطب هؤلاء الشباب من الفئة العمرية بين 20 او 25 عاما او تمنعهم على الاقل من ارتكاب اعمال عنيفة جدا تحت عنوان الاسلام مثل قطع الرؤوس.

واضاف: ان المؤسسات التربوية والامنية الغربية تتحمل المسؤولية في هذا المجال لانهم من الاقليات الموجودة  في المجتمعات الغربية ولذلك كيف نموا ووصلوا الى هذا المستوى الفكري وكيف ارسلوا الى سوريا وحاربوا فيها.. وهذه هي اسئلة سيطرحها قريبا الراي العام والاحزاب امام  المسؤولين الامنيين والاجهزة الدبلوماسية التابعة لهم.


* القرار الاممي ضد داعش


وحول القرار الذي اتخذه مؤخرا مجلس الامن في وضع جماعة داعش تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة قال قشقاوي : رغم ان هذا الاجراء جاء متاخرا الا انه بعد الجرائم العديدة التي ارتكبتها هذه الجماعة في سوريا  والعراق ولبنان والمناطق الاخرى في العالم يعتبر هذا الاجراء اجراء ايجابيا .

واشار الى وعي شعوب العالم تجاه جرائم داعش عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وقال ان الراي العام العالمي كان يتوقع ان تقوم الاوساط الدولية ودعاة مكافحة الارهاب باجراءات في هذا المجال.

واكد قشقاوي على ضرورة تطبيق القرار الاممي حول داعش وقال: يجب ان ننتظر ونرى مدى التزام الدول التي تقوم بدعم داعش ماليا واعلاميا وسياسيا ، بهذا القرار على ارض الواقع  وتخليها عن هذا التنظيم الارهابي.

وصرح ان الرئيس الايراني حسن روحاني قد طرح في الجمعية العامة للامم المتحدة مشروع " عالم عار عن العنف والتطرف " بحيث وافقت عليه الامم المتحدة ولذلك نحن نتوقع بان نخطو جميعا خطوات لتحقيق عالم عار عن العنف والتطرف وان التصدى لتنظيم داعش على جميع المستويات يعتبر خطوة في اطار تحقيق هذا المشروع.

وصرح قشقاوي ان جميع الدول خاصة الدول الاسلامية في المنطقة يجب ان تعمل بشكل بشكل مشترك ضد هذا التيار الارهابي الداعي للعنف لان مثل هذه المجموعات تقوم باجراءات تمس بالاسلام وتهدف الى اثارة حروب طائفية واستفزاز وتحريض الفئة  الشبابية. واكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مستعدة للتعاون الواسع في هذا المجال خاصة مع الدول الاقليمية.

وتابع ان الاجهزة الدبلوماسية والامنية للقوى الكبرى وبعض دول المنطقة لها سلوك مزدوج وانتقائي مع ظواهر مثل داعش والتيارات الارهابية الاخرى كما ان هذه الدول لها نظرة تكتيكية وعابرة ومؤقتة لما تعرف بالمصالح القومية ولذلك من الاجدر ان تنظر هذه الدول الى ظاهرة الارهاب بشكل اكثر استراتيجية وتاخذ بعين الاعتبار مصالحها القومية على الامد البعيد.

واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لها موقف ناضج ومدروس واثبتت التجارب ان السياسة الخارجية الايرانية لها مواقف اكثر واقعية وادراكها من القضايا الاقليمية اكثر دقة.

وصرح: حول القضية السورية اكدنا منذ البداية بان النظرة الانتقائية الى ظاهرة الارهاب ستضر دولا مستقبلا وان الارهابيين المتدربين سيخلقون مشاكل للدول التي ارسلتهم.


* الاوضاع في العراق


واشار قشقاوي الى اوضاع العراق واجراءات تنظيم داعش في هذا البلد ومزاعمه في فتح بغداد وقال : ان الجميع شاهد بانه كيف  تمكن وعي الاحزاب والمجموعات والشخصيات السياسية وعلى راسها المرجعية العليا في العراق من احباط هذه المؤامرة ورغم ان بعض المحافظات لاتزال تقع تحت سيطرة داعش الا اننا نامل بان جميع التيارات السياسية التي اثبتت نضجها خلال انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء تتمكن من تحويل هذه الحالة من انعدام الامن الى  حالة من الاستقرار والسلام.

وحول الترحيب الاميركي والايراني برئاسة وزراء حيدر العبادي صرح قشقاوي : كما قال المسؤولون الايرانيون فان هذا الامر ليس خطة مشتركة بين اميركا وايران ومن الممكن ان تكون اميركا راضية عن الوضع المستجد في العراق الا انه بشكل عام هناك العديد من القضايا حدثت مثل سقوط صدام  ورغم عدم وجود عمل مشترك بين البلدين في هذا المجال الا انه في بعض الاحداث تصبح مواقفنا والمواقف الاميركية  مماثلة، صدفة ، رغم وجود دوافع مختلفة بين الجانبين.

وتابع مساعد وزير الخارجية الايراني : ان المهم في هذا المجال هو الاقبال والترحيب العالمي بالعملية السياسية في العراق ونحن ايضا فرحين بالتعامل والتعاون  بين المجموعات والاطياف المختلفة في هذا البلد.

واكد قشقاوي ان وحدة النظر والموقف ضد دعاة العنف والارهاب  والاهتمام بالاستقرار والعملية السياسية والتنمية الاقتصادية في العراق باعتباره دولة ثرية تمتلك مصادر اقتصادية ضخمة كل هذه ،هي من المبادىء التي كانت ايران  باعتبارها دولة شقيقة وجارة ، ترغب بحدوثها في العراق والدول الجارة الاخرى لان امن واستقرار دول الجوار له تاثير مباشر على ايران ولذلك نحن نريد دوما احلال الاستقرار والتنمية في جميع هذه الدول.


• موقف ايران من غزة


وحول غزة قال قشقاوي ان قائد الثورة الاسلامية وخلال لقائه مسؤولي البعثات الدبلوماسية الايرانية في الخارج اعلن صراحتا دعمه لموقف المقاومة  الداعي الى ضرورة رفع الحصار عن غزة بشكل كامل ولزوم تنشيط جميع الموانىء وفتح المعابر في القطاع  مؤكدا ان الهدنة الحالية هي هدنة مؤقتة كما ان نتيجة المفاوضات لم تحدد بعد ومن الواضح ان العدو الصهيوني بصدد ان يواصل نفس العملية  الممتدة منذ 20 عاما في مفاوضات التسوية ، خلال مفاوضات الهدنة الجارية في القاهرة.

وتابع: ان العدو ومنذ عشرين عاما يدعي اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين الا ان النتيجة كانت تهويد القدس وتوسيع المستوطنات الصهيونية ولم يحصل الفلسطينيون على اي انجاز مؤكدا ان الصهاينة  يريدون ان يطبقوا نفس السيناريو بعد العدوان على غزة اي بمعنى اخر يريدون اطالة امد المفاوضات دون اي تقدم و كلما ارادوا ، ينفذوا عمليات القتل ضد الابرياء الفلسطينيين.

وقال: خلال العدوان الاخير على غزة قتل 410 اطفال وعدد كبير من النساء كما دمرت البنى التحتية وانهم يكررون هذا المصطلح البشع " حرق الاخضر واليابس " الذي نسمعه من بعض وسائل الاعلام الداعمة للصهيونية بحيث يقصدون من ذلك بانه قبل تحويل  "براعم الاطفال " الى زهور المقاومة  فيجب قتلهم.. ومن الغريب ان ينشر مثل هذا المصطلح من قبل وسائل الاعلام الغربية.

واشار الى انه خلال السنوات ال 64 الماضية ولحد الان اصدرت 232 قرارا دوليا و35 بيانا لحقوق الانسان ضد الكيان الصهيوني كما اعدت خمسة تقارير دولية حول الجرائم  الصهيونية الا ان كل هذه التقارير والبيانات لم تردع الكيان الصهيوني عن ارتكاب جرائم، مؤكدا ان الكيان الصهيوني هو الطرف الوحيد الذي يتحمل مسؤولية كل الاحداث التي تقع في المنطقة وان حماس لاتتحمل  اي مسؤولية في هذا المجال وفقا للمنطق والقانون الدولي واضافة الى ذلك فان اي جريمة ترتكب في المناطق المحتلة هي جريمة حربية وهذا واضح بشكل بحيث لايحتاج الى وثيقة تقدم الى محكمة ما.

    
*زيارة امانو الى ايران


وحول زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الى طهران قال قشقاوي انه خلال الزيارة السابقة لامانو الى طهران التي جرت في اكتوبر الماضي ابرمت خطة   عمل تتضمن سبعة بنود بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والوكالة وان الزيارة الحالية لامانو لطهران تاتي بهدف تطبيق اتفاق التعاون وهذه الخطة بين الجانبين.

واضاف : عندما تتخلى الوكالة عن نهجها السياسي وممارسة الضغوط وتعمل في اطار مسؤولياتها المهنية والقانونية فان الجمهورية الاسلامية الايرانية مستعدة للتعاون معها بشكل كامل.
 

*مسيرة العلاقات الايرانية البريطانية


وحول العلاقات الايرانية البريطانية قال قشقاوي : يمكن القول بان العلاقات بين البلدين تسير بشكل ايجابي يوما بعد يوم. واشار قشقاوي الى ان مستوى العلاقات بين طهران ولندن يكون حاليا على مستوى القائم بالاعمال غير المقيم وقال ان ايران تسعى الى رفع مستوى العلاقات الى القائم بالاعمال المقيم مؤكدا انه رغم افتتاح سفارتي البلدين الا ان القسم القنصلي خاصة قسم اصدار التاشيرات في السفارتين ليس مفتوحا الا انه نظرا الى المحادثات الجارية فمن المقرر ان يحدد تاريخ لتحويل القائم بالاعمال غير المقيم الى القائم بالاعمال المقيم وكذلك استئناف النشاطات القنصلية بشكل كامل.

      
• العلاقات الايرانية السعودية


وحول العلاقات الايرانية السعودية ودعوة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض قال قشقاوي: لم تعقد لقاءات بين البلدين في اطار العلاقات الثنائية وان اللقاء الذي عقد في جدة تناول العدوان على غزة . وبما ان هذا اللقاء تزامن مع اجتماع مسؤولي البعثات الدبلوماسية الايرانية في الخارج بطهران فان وزير الخارجية الايراني لم يتمكن من المشاركة في اجتماع جدة مؤكدا انه ليس هناك في الوقت الحاضر برنامج محدد للقاء بين الجانبين الايراني والسعودي الا انه رغم هذا فان سفارتي البلدين تنشطان في  طهران والرياض وعند الضرورة تتم اتصالات بين الجانبين عبر هذه القنوات الدبلوماسية.


• ليس هناك مشكلة مع الامارات


وحول العلاقات الايرانية الاماراتية رفض قشقاوي وجود اي مشكلة بين ايران وهذا البلد خلال الاشهر الاخيرة وقال : خلال العام الماضي بعض الامارات بما فيها امارتا ابو ظبي والعين  اثارتا ضجة حول الغاء اقامة بعض الرعايا الايرانيين الذين وظفوا رؤوس اموال في هذا البلد وعلى هذا الاساس اجرينا مباحثات قنصلية جيدة ولدينا  تنسيق دائم  مع الجانب الاماراتي.

وصرح انه سيزور بعد شهر ابو ظبي لعقد اجتماع مشترك لبحث  القضايا القنصلية والحدودية والجمركية واظن ان هذه المفاوضات وكذلك مباحثات السيد ظريف مع نظيره الاماراتي وجهود سفارتي البلدين كانت ايجابية  وفاعلة في مسيرة ترسيخ العلاقات الثنائية كما انه في الوقت الحاضر ليس هناك مشكلة في مجال الرعايا الايرانيين في الامارات.


• قضية المعتقلين الايرانيين في العراق


وحول المعتقلين الايرانيين في العراق قال قشقاوي ان المباحثات بين ايران والعراق خاصة بين وزارتي العدل الايرانية والعراقية لاتزال متواصلة بحيث سيتوجه وفد خبرائي ايراني الى بغداد خلال الاسبوع القادم لبحث هذه القضية معربا عن امله في تسوية هذه المشكلة وفقا للاتفاق المبرم بين البلدين في مجال نقل المحكومين.
tt-17/8