يوم "تدعشنت" عرسال

السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤
٠٩:٥٥ بتوقيت غرينتش
يوم يوم الخميس 25 ايلول /سبتمبر ، اتت الجهود المضنية التي بذلها علماء السوء والمرجعيات السياسية الفاسدة ، على مدى السنوات الماضية اكلها ، فقد شهدت بلدة عرسال اللبنانية تظاهرة ضد الجيش اللبناني ، شارك فيها نازحون سوريون وبعض اهالي عرسال ، ورُفعت فيها اعلام "داعش"!!.

خطورة ما حدث في عرسال يوم الخميس الماضي ، ليس في الشعارات المنددة بالجيش اللبناني والمؤيدة ل"داعش" فحسب ، بل في كون التظاهرة الغريبة بكل المقاييس ، تأتي في الوقت الذي تذبح فيه "داعش" الجنود اللبنانيين المختطفين لديها بدم بارد ، وتهدد بذبح الاخرين ، وتنصب كمائن للجيش اللبناني وقتلت وجرحت العشرات من عناصره لحد الان ، وهو ما يؤكد تبلور حالة شاذة ومشوهة داخل لبنان لم يألفها المجتمع اللبناني من قبل ، وهي حالة تنذر بمخاطر جسيمة تستهدف لبنان كوجود.

ان الحالة الشاذة والممسوخة التي برزت في عرسال ، شاهدنا لها بعض النسخ الباهتة في طرابلس من قبل ، ولكن ان تحتضن مدينة لبنانية مجاميع ارهابية ، لاتخفي حقدها على الجيش اللبناني وتقتل عناصره ، فهو ما لم يخطر ببال اكثر المحللين تشاؤما ، لسبب بسيط ، وهو ان من الصعب تصور ان يقتل شعب ما ابناءه ، او ان يُقدم شعب ما على ايواء من قتل ابناءه ، ولكن هذا الامر حدث في عرسال.

ان الشذوذ الذي تجسد في عرسال على شكل تظاهرة ، كشف عن حجم الجريمة التي ارتكبتها مرجعيات دينية وسياسية على مدى السنوات الماضية بحق الدين الاسلامي الحنيف ، وبحق ابناء الطائفة السنية الكريمة في لبنان ، وبحق اللبنانيين جميعا ، وبحق الاجيال القادمة من الشعب اللبناني ، وبحق لبنان ، عندما دفع الحقد الاعمى والمريض لهذه المرجعيات ، على حزب الله ، لكي تصور الحق باطلا والباطل حقا ، وتمجد الخيانة وتدنس الوطنية ، وتمتدح الارهاب وتنتقد المقاومة ، وتقدس القتلة وتنتقص من الشهداء ، فخلقت بذلك بيئة فاسدة ، وجد فيها فيروس التكفير ضالته ، فمسخ من تسلل الى داخلهم من اللبنانيين ، فتحولوا الى حقد اعمى يتحرك ، فهانت عليهم بلادهم ، ففتحوا ابوابها امام كل تكفيري ارهابي حاقد ، يذبح ابناءهم وهم ينظرون.

يوم الخميس الماضي ، كان يوما اسود في تاريخ لبنان ، والتاريخ سيحكم ، وحكمه الفصل ، على كل من صنعه ، بالخيانة والعار ولا عار كالخيانة ، قد يختبأ من اضاف هذا اليوم الاسود الى تاريخ لبنان ، وراء نار ودخان الفتنة التي اشعلها في لبنان  ، الا التاريخ سيرصده ويشير اليه بالاسم ، لتلعنه الاجيال اللبنانية القادمة ، لادخاله  وحش  "داعش" الى ربوع لبنان ، بحجة "نصرة اهل السنة في سوريا" ، ليفسد فيها ويسفك الدماء.

*ماجد حاتمي- شفقنا

0% ...

آخرالاخبار

الإطار التنسيقي يدعو إلى الإسراع بتسمية رئيس وزراء للعراق


مستوطنون إسرائيليون يتسللون مرتين إلى سوريا خلال 24 ساعة


نتنياهو يستضيف قمة ثلاثية بالقدس هروبا من أزماته الداخلية والخارجية


صراع البقاء غرب جنين: قلع مئات الأشجار ومصادرة الأراضي


فضيحة 'الشأن الداخلي'، جريمة اسرائيلية بحق 'أسرى 48'


حريديم يغلقون طريقاً حيوياً قرب تل أبيب احتجاجاً على التجنيد+فيديو


فيدان في دمشق؛ قلق تركي من قوات قسد


حكومة غزة: الاحتلال انتهك اتفاق وقف النار 875 مرة خلال 73 يوماً


إشتداد المعارك بين القوات السورية و "قسد" شمالي سوريا +فيديو


من دمشق؛ وزير الخارجية التركي يهدد قسد وينتقد'اسرائيل'