عين العرب السورية على نهج مذبحة سربرنيتشا

عين العرب السورية على نهج مذبحة سربرنيتشا
السبت ١١ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

قال مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الجمعة إن آلاف الأشخاص "سيذبحون على الأرجح" إذا سقطت كوباني في أيدي "داعش" الارهابي بينما تقدم عناصر التنظيم أكثر من البلدة الكردية السورية المحاصرة التي تقع بالكامل في مرمى بصر الدبابات التركية التي لم تفعل شيئا يذكر لتتدخل.

وافاد موقع "ميدل ايست وانلاين" نقلا عن دي ميستورا ان كوباني قد تلاقي نفس مصير بلدة سربرنيتشا التي قتل فيها 8 آلاف مسلم بأيدي الصرب في عام 1995 في أسوأ فظائع تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية عندما تقاعست قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة عن حمايتهم.
وقال دي ميستورا "اذا سقطت 'هذه البلدة' فان السبعمائة اضافة الى 12 الف شخص بخلاف المقاتلين سيذبحون على الأرجح" في اشارة الى تقديرات الأمم المتحدة لعدد المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن البلدة والعدد الإجمالي للأشخاص الذين يعتقد انهم محاصرون بداخلها.
وتساءل دي ميستورا في مؤتمر صحفي "هل تتذكرون سربرنيتشا؟ نعم نتذكرها. لم ننس مطلقا وربما لن نغفر لأنفسنا أبدا".
وأضاف "عندما يكون هناك خطر وشيك لا ينبغي ان نلزم الصمت".
وفجرت محنة كوباني التي يغلب على سكانها الاكراد أسوأ اعمال عنف في الشوارع في عدة سنوات في تركيا التي بها 15 مليون كردي. وتظاهر أكراد تركيا منذ الثلاثاء احتجاجا على حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان التي يتهمونها بالسماح بذبح الأكراد.
وقتل 31 شخصا على الأقل في ثلاثة أيام من أعمال الشغب والعنف في الشوارع في أنحاء جنوب شرق تركيا الذي يغلب على سكانه الأكراد بينهم ضابطا شرطة .
وأمكن سماع اصوات قتال ضار بين عناصر تنظيم داعش الارهابي والقوات الكردية الأقل تسليحا في شوارع كوباني من الجانب الاخر من الحدود.
وحلقت طائرات حربية فوق البلدة وتعرضت الاطراف الغربية منها لضربة جوية من جانب طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي كثف حملة القصف على أهداف داعش حول كوباني في الايام الأخيرة.
لكن على الرغم من زيادة عمليات القصف الجوي للمنطقة أقرت واشنطن بأن الدعم الجوي الذي تقدمه غير كاف على الأرجح لإنقاذ المدينة من السقوط.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب الحرب في سوريا ان مقاتلي داعش تقدموا في كوباني ويسيطرون الآن على 40 في المئة على الأقل من البلدة بما في ذلك المنطقة الإدارية المركزية التي تعرف باسم "حي الأمن".
وقال أوجلان عيسو نائب رئيس هيئة الدفاع الذاتي الكردي في كوباني ان مقاتلي داعش مازالوا يقصفون وسط البلدة وهو ما يثبت انها لم تسقط بعد.
وقال "تدور اشتباكات شرسة وهم يقصفون وسط بلدة كوباني من على بعد" وقال ان المقاتلين يسيطرون على 20 في المئة من البلدة. ودعا إلى مزيد من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال دي ميستورا في جنيف "نود مناشدة السلطات التركية...كي تسمح بتدفق المتطوعين على الأقل ومعداتهم حتى يتمكنوا من دخول المدينة والمشاركة في عملية دفاع عن النفس".
وأثارت الانتفاضة الكردية في تركيا ردا غاضبا من جانب الحكومة التركية التي تتهم الزعماء السياسيين الأكراد باستخدام الوضع في كوباني لتدمير النظام العام في تركيا وإفساد عملية السلام الهشة.
وفي كلمة اذاعها التلفزيون الجمعة اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزعماء الأكراد "بتوجيه نداءات للعنف بطريقة عفنة".