آية الله خامنئي: التحالف الاميركي هدفه تأجيج الخلافات بين المسلمين

آية الله خامنئي: التحالف الاميركي هدفه تأجيج الخلافات بين المسلمين
الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٩:١٧ بتوقيت غرينتش

اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي ان امريكا وحلفاءها يسعون من خلال المحاولات التي اطلقوا عليها كذبا اسم مواجهة داعش، لبث الفرقة وإيجاد العداء بين المسلمين اكثر منها من محاوله لوأد هذا التيار والقضاء عليه.

وبمناسبة عيد الغدير الاغر، استقبل قائد الثورة اليوم الاثنين حشدا من ابناء الشعب حيث اعتبر في كلمة القاها بالحضور ان تنصيب امير المؤمنين بالامامة واهتمام الاسلام وتطرقه للسياسة والحكومة هما مفهومان اساسيان لواقعة غدير خم مؤكدا على الضرورة الملحة للاتحاد والتضامن بين المسلمين وقال: ان اي شخص واي اجراء يؤدي الى جرح مشاعر الطرف الاخر واستحداث الخلافات بين الشيعة والسنة، فانه يساعد امريكا وبريطانيا الخبيثة والصهيونية الذين اوجدوا التيار التكفيري الجاهل والمتحجر والعميل.
وقدم القائد في اللقاء بداية التهاني والتبريكات بهذا العيد السعيد معتبرا ان واقعة غدير خم المهمة وذات المغزى تعد من مسلمات تاريخ الاسلام وقال ان ايا من انصار الفرق الاسلامية لا يشك في اصل وقوع غدير خم والجملة الشريفة للنبي الاكرم (ص) اي من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
واضاف ان الشبهات التي تخطر الان على بال حديثي العهد بالفكر حول معنى هذه الجملة التاريخية، هي الاقوال التي طرحت قبل الف عام ورد عليها العلماء الاعلام.
واشار قائد الثورة الى المعنى الرائج للجملة الشريفة للنبي الاكرم (ص) في غدير خم اي تنصيب امير المؤمنين بالامامة وكذلك وصاية النبي (ص) وقال ان هذه الجملة تحمل معنى مهما آخر لا يجب اغفاله وهو تناول الاسلام للحكم والسياسة.
ونوه الى الدعاية الهادفة التي يمارسها اعداء الامة الاسلامية لفصل الاسلام عن السياسة واختزال الدين الشريف بالمسائل الشخصية والخاصة وقال ان واقعة غدير خم تمثل منطق الاسلام الجلي والقوي في نبذ هذه الرؤية الدنيوية والعلمانية لان غدير خم يعكس اهتمام الاسلام وتاكيده على الحكم والسياسة.
ورفض قائد الثورة الاسلامية الرؤية القائلة بان تنصيب امير المؤمنين على يد نبي الاسلام (ص) ينطوي فحسب على تنصيب الجوانب المعنوية قائلا ان الجوانب المعنوية لا يمكن تنصيبها بل ان المعنى الحقيقي لهذه الواقعة المباركة هو الاهتمام بموضوع الحكم وادارة المجتمع، وهذا هو الدرس الكبير الذي يعطيه الغدير للمسلمين.
واعتبر ان واقعة الغدير تشكل مسألة عقائدية واساس الفكر الشيعي وقال في الوقت ذاته ان مكان مناقشة وبحث المنطق القوي والحجة الدامغة للشيعة في باب غدير خم، هو المحافل العلمية والتخصصية، ولا يجب ان يؤثر هذا الموضوع سلبا على الحياة العامة للمسلمين والمساواة والتآخي بينهم.
ومن هذا المنطلق القى قائد الثورة الضوء على السياسة الرئيسية للمستكبرين والمتمثلة في بث الشقاق بين الفرق الاسلامية لاسيما الشيعة والسنة وقال ان اندلاع الخلافات بين المسلمين يؤدي بطبيعة الحال الى استهلاك همتهم وقوتهم ودوافعهم في الصراعات الداخلية وصرفهم عن التفرغ لاعدائهم الكبار والرئيسيين وهذا هو الهدف الذي خطط له الاستعمار والاستكبار.
وراى القائد ان المواجهة مع الفكر الجذاب للجمهورية الاسلامية يشكل السبب الرئيسي للاستثمار الذي يقوم به الاستكبار لاثارة الخلافات بين المسلمين وقال ان امريكا والصهيونية والمتخصص المخضرم في بث الفرقة اي الحكومة البريطانية الخبيثة، صعدوا بشدة بعد انتصار الثورة الاسلامية محاولاتهم لاثارة الخلافات وصرف اذهان الشيعة والسنة عن الاعداء الرئيسيين.
واعتبر ان ظهور التيار التكفيري في العراق وسورية وبعض البلدان هو حصيلة التخطيط الذي قام به المستكبرون لايجاد الهوة بين المسلمين وقال انهم صنعوا القاعدة وداعش لبث الفرقة ومواجهة الجمهورية الاسلامية، لكنهم ارتدوا عليهم الان.
واشار الى الحوادث الجارية في المنطقة وقال ان النظرة الدقيقة والتحليلية لهذه الحوادث تظهر بان امريكا وحلفاءها يسعون من خلال المحاولات التي اطلقوا عليها زيفا اسم مواجهة داعش، لبث الفرقة وإيجاد العداء بين المسلمين اكثر منها من محاوله لوأد هذا التيار والقضاء عليه.
واكد آية الله خامنئي ان كل ملتزم بالاسلام ويمتثل لسيادة القرآن أكان شيعيا او سنيا، يجب ان يعرف بان السياسات الامريكية – الصهيونية تمثل العدو الحقيقي والرئيسي للاسلام والمسلمين.
واعتبر ان تحاشي جرح مشاعر الفرق الاخرى يعد واجبا مهما يقع على عاتق المسلمين وقال ان على الشيعة والسنة ان يعلموا بان اي اجراء او اي كلام يسئ لمقدسات احدهما الاخر يؤدي إلى اثار الحساسيات والصراعات وهذا يخدم بالتاكيد العدو المشترك لجميع المسلمين.
وفي الختام اشار قائد الثورة الى فشل جميع مؤامرات المتغطرسين الدوليين خلال السنوات الـ۳۵ الاخيرة وقال ان اعداء هذا الشعب سيجرون اذيال الخيبة والهزيمة هذه المرة ايضا باذن الله وان جميع المسلمين الذين يعيشون في ايران الاسلامية سيقومون بواجباتهم بوعي وبصيرة.