اجتماع كامب ديفيد... بين مطالب الحماية والفروض الاميركية+فيديو

الأربعاء ١٣ مايو ٢٠١٥ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

(العالم) 13/05/2015 - رغم غياب اربعة من قادة دول مجلس التعاون عن قمة كامب ديفيد، تبدو الولايات المتحدة اكثر اصرارا على عقدها. لتتخطى ابعادها الكلام عن استياء سعودي بالدرجة الاولى من واشنطن الى باب يفتح امام الاخيرة افق تحقيق رؤيتها الخاصة واولوياتها في المنطقة.

دلالات الاصرار الاميركي على انجاح القمة تشير الى ضرورة التوافق على نسق واضح للعلاقات الامنية بين الطرفين في المرحلة المقبلة على ضوء المتغيرات الجديدة في الساحة الاقليمية.

وهذا يعني بطريقة او باخرى ابتزاز هذه الدول تحت عنوان الحماية مقابل اموال النفط لتطال المسألة امكانية ربط امن السعودية وزملائها في المجلس بحلف الناتو، الامر الذي اشار اليه وزيرالخارجية الاميركي جون كيري، مشيرا لضرورة ترتيب واقع دفاعي اوضح مع دول مجلس التعاون.

وقال جون كيري "جميع الدول الاعضاء في الناتو مقتنعون بان وضع ترتيبات دفاعية اكثر وضوحا بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة سيكون اساسيا لمساعدة هذه الدول بمواجهة الارهاب".

لكن خلف العروض الامنية الاميركية يكمن بحسب المراقبين تساؤل حول الطرف الذي تتعهد واشنطن بحماية حلفائها منه، خاصة وان الطرفين متورطان بدعم الجماعات الارهابية في بعض دول المنطقة. ما يعني ان رسائل الطمأنة الاميركية باتجاه حلفائها هي اولا واخرا لربطهم باطار يحدد العلاقة بين الطرفين ضمن ما تراه واشنطن مناسبا لمصالحها واولها المليارات التي تسعى للحصول عليها من صفقات الاسلحة.

فقد اشارت مجلة فورين افيرز الى ان تقديم الادارة الاميركية تعهدات امنية لدول مجلس التعاون عبر حلف الناتو سيتيح بيع الاسلحة الاميركية لها بشكل اسرع اضافة الى التدريبات العسكرية واسلحة اكثر تطورا.

وهنا يبرز سعي لدى واشنطن لتحقيق اولوياتها الجديدة في المنطقة. حيث تبدو بحاجة لمراعاة التوازنات الجديدة هناك لا سيما الاتفاق النووي بين ايران والدول الست وما سيغيره على الساحة الاقليمية، وسط اختلاف النظرة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة تجاهها والذي وصل الى حد اعتبار الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الخطر الحقيقي هو من المشاكل الداخلية في هذه الدول ومنها الصراع الداخلي في السعودية بين شخصيات الحكم الجديدة والقديمة.

كلام قد يشكل اساسا اخر لواشنطن من اجل سحب الاموال من حلفائها تحت ذريعة الحفاظ على انظمتهم. ليمسي لقاء كامب ديفيد تعزيز لارتهان بعض دول مجلس التعاون للولايات المتحدة على حساب امن اقليمي كان يمكن توفيره اذا ما عولجت قضايا المنطقة على طاولة تجمع دولها دون اي تدخل خارجي.

02:20 - 14/-5 - IMH