مصادر إسرائيليّة وغربية: تل أبيب تُنسّق خطواتها مع الرياض

مصادر إسرائيليّة وغربية: تل أبيب تُنسّق خطواتها مع الرياض
الثلاثاء ١٩ مايو ٢٠١٥ - ٠١:٣٥ بتوقيت غرينتش

هل هناك علاقة بين مقاطعة الملك السعوديّ مؤتمر (كامب ديفيد) الأخير مع زعماء دول الخليج الفارسي العربية وبين العلاقات المتردّيّة بين تنتنياهو والرئيس الأميركيّ أوباما؟

ونقل موقع "رأي اليوم" ان مصادر دبلوماسيّة أوروبية رفيعة المستوى، قالت للصحافيّ الإسرائيليّ المُخضرم، بن كاسبيت، أنّ تل أبيب تقوم بتنسيق خطواتها مع الرياض، لافتةً إلى أنّه ليس صدفة أنّ الإسرائيليين يرفضون الدخول في حوار مع الأميركيين، وفي المقابل يقوم ملك السعودية بعملية علنية محرجة ويقول “لا” للرئيس الأميركي.

وأضاف كاسبيت: إنّ "إسرائيل" تعمل ضدّ الاتفاق النوويّ مع إيران، على جميع الساحات، وليس فقط في الكونغرس الأميركي، وإنمًا في الخليج الفارسي أيضًا، مُشيرًا إلى أنّ المسيرة الإسرائيلية تدعم المسيرة السعودية، وبالعكس، على حدّ تعبيره.

وأردف قائلاً إنّ "إسرائيل تعيش ذروة حرب دبلوماسيّة عالميّة، سريّة في جزء منها، ضدّ أميركا، في هذه الحرب إسرائيل بالذات هي من تقود أو إنْ شئت هي الكبرى، بحسب الدبلوماسيّ الأوروبيّ عينه".

أمّا المحفل الأميركيّ، الذي وصفه الصحافي الإسرائيليّ، بأنّه مطلع على الأمور في واشنطن، فقال إنّ "تدّخل نتنياهو في السياسة الأميركيّة الداخليّة، والخطاب الذي ألقاه أمام مجلسي الكونغرس في مواجهة لا سابق لها مع الرئيس، كل ذلك حصرًا كان له جدوى لمعسكر أوباما، إذْ وحدوا الأقلية الديمقراطية، وتابع المحفل عينه قائلاً أنّه بسبب ذلك فما بقي نتنياهو ليفعله الآن هو أنْ يُحاول الاستفادة من الوضع لصالح تحقيق ما يُمكنه من العقارات الإستراتيجيّة من أجل أمن إسرائيل القوميّ، وهذا يجب أن يقوم به الآن، يجب ضرب الحديد بينما هو ساخن، ولكن نتنياهو يتصرف مثل شخص يعرف ما لا يعرف الآخرون"، بحسب وصفه.

وكشف كاسبيت النقاب عن أنّ شخصيات أمنيّة إسرائيليّة رفيعة المستوى في مجال الاستخبارات شاركت قبل عدة شهور في (لعبة حرب) أقيمت في أحد المراكز البحثيّة الكبرى بأميركا، تتخيل اللعبة سيناريوهات مختلفة للمفاوضات بين القوى الكبرى وإيران ضمن التمرن على أساليب تحرك مختلفة، وحتى إمكانية تدهور شديد، وصولًا إلى المواجهة العسكرية، الشخصيات الإسرائيلية لم تلعب دورًا في اللعبة ذاتها، ولكن عندما سُئلت من قبله، ردّت: لا يُمكن الذهاب إلى مفاوضات مصيريّة من هذا النوع دون عصا، القوى الكبرى وسيما الولايات المتحدة يلعبون فقط باستخدام الجزرة، حسبما ذكروا.

ونقل عن المسؤول الإسرائيليّ قوله إنّه بعد كل جولة مفاوضات مع إيران، عاد الأميركيون إلى بلادهم وشرعوا بمجهود يائس للمزيد من الليونة في موقفهم، وفكروا بحلول خلاقة، فتنازلوا هنا وهناك، وحاولوا إيجاد قطع حلوى أخرى ليُقدّموها للإيرانيين. وتابع: لا يُمكن إدارة المفاوضات بهذه الطريقة.

وتابع الصحافي، نقلاً عن المصادر في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن، تابع قائلاً إنّه بين الجانب الإسرائيليّ السعوديّ من جهةٍ، وبين الأميركيين توجد الآن هاوية عميقةً جدًا ولا يمكن جسرها تقريبًا، الأميركيون متمسكون بموقفهم: لا بديل عن الاتفاق مع إيران حاليًا، هذا هو الوضع القائم يجب أنْ يُحقق أقصى مزاياه وخفض عيوبه قدر الإمكان، في حال أنجز الاتفاق سيصدقه الرئيس في الكونغرس.