قائد الثورة الإسلامية يدعو للجهوزية لمواصلة التصدي للاستكبار

قائد الثورة الإسلامية يدعو للجهوزية لمواصلة التصدي للاستكبار
السبت ١١ يوليو ٢٠١٥ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

إعتبر قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، مقارعة الاستكبار العالمي من مبادئ الثورة الإسلامية وثوابتها الأساسية، داعياً للاستعداد والجهوزية لمواصلة مقارعة الاستكبار.

وقال سماحته خلال استقباله نحو ألف من الطلبة الجامعيين مساء السبت: إن مقارعة الاستكبار تعد ضمن مبادئ الثورة وثوابتها الأساسية لذا جهزوا أنفسكم لمواصلة مقارعة الاستكبار.
 

"مقارعة الاستكبار ونظام الهيمنة لا تتوقف أبداً"

وفي هذا اللقاء الذي استمر نحو 4 ساعات استمع قائد الثورة إلى الهواجس والمطالب والانتقادات والمقترحات المطروحة من قبل الطلبة الجامعيين، وتحدث إليهم حول مختلف القضايا ومنها الهدفية ومستلزمات تأثير التنظيمات الجامعية وقضايا المنطقة ومواصلة مقارعة الشعب الإيراني للاستكبار العالمي والقضايا الجامعية اليوم.

ووصف القائد، الشريحة الطلابية الجامعية بأنها شريحة ممتازة، وقال: إن الواجب الأهم للشريحة الطلابية الجامعية هي الهدفية.
ورفض سماحته أن تكون الهدفية مناقضة للواقعية، وقال: إن الهدفية مناقضة للتحفظ وليس للواقعية.
وأوضح قائلاً: إن التحفظ يعني الاستسلام أمام كل واقع فيما الهدفية تعني الاستفادة الصحيحة من الحقائق الإيجابية ومكافحة الحقائق السلبية للوصول إلى الأهداف الكبرى.
واعتبر قائد الثورة "بناء المجتمع الإسلامي وإحياء فكر الإسلام السياسي" من أهم الأهداف، وأضاف أن: الهدف القائم على الاعتماد على الذات والاعتقاد بـ"اننا قادرون" له تأثير حاسم في طريق نمو وسمو المجتمع والبلاد.
 

* عدم قبول النظام المبني على أساس المهيمِن والمهيمَن عليه

ونوه سماحته إلى مقارعة نظام الهيمنة والاستكبار، كثالث هدف في إطار واجبات الشريحة الجامعية، وأضاف: إن السبب الأساس لعداء قوى الغطرسة العالمية للشعب الإيراني هو امتناع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن القبول بالنظام المبني على أساس المهيمِن والمهيمَن عليه.
كما اعتبر "المناداة بالعدالة" و"نمط الحياة الإسلامية" و"الدعوة للحرية الحقيقية وليست الغربية" و"التطور العلمي" و"العمل الدؤوب وتجنب الكسل" و"أسلمة الجامعات" من المؤشرات الأخرى لهدفية التنظيمات الجامعية.
وأكد على الجامعيين ضرورة الإصرار على الأهداف وتكرارها باستمرار لتتحول إلى خطاب جامعي ومن ثم خطاب عام وعندها تعطي ثمارها في التأثير على المسؤولين والمراكز الحكومية في اتخاذ القرار.
واعتبر تجنب "السطحية والبحث بعمق في المفاهيم الإسلامية" أولى ضرورات التنظيمات الجامعية، وانتقد في هذا الإطار بعض الشعارات والتصريحات التي تحمل ظاهراً إسلامياً لكنها تحمل شيئاً آخر في باطنها.

وأشار في هذا السياق إلى عبارة "الإسلام الرحماني" الرائجة هذه الأيام وتساءل قائلا: هل المقصود هو التعامل برحمة فقط مع جميع البشر خلافاً للقرآن الكريم الذي قسّم البشر إلى مؤمن وكافر وصديق وعدو؟ والتعامل مع الذين يعادون الإسلام والشعب الإيراني بمحبة ومودة خلافاً لأوامر الباري تعالى؟
وأضاف: هل أن عبارة "الإسلام الرحماني" نابعة من الليبرالية الغربية؟ إذا الأمر كذلك فإن هذه العبارة لا هي إسلامية ولا حتى رحيمة وعطوفة، لأن أساس الليبرالية هو الفكر الفردي المبني على أساس نفي الباري تعالى والقيم المعنوية والمرتكزة على أركان مصالح المجاميع القوية.
وفي نقده لقضايا یُطلق عليها القيم الأميركية قال: إن نزعة نظام الهيمنة في السيطرة والنهب تعود في جذورها لهذه القيم الأميركية علماً بأن النقاط الجيدة لهذه القيم قد لفها النسيان في سلوك الهيمنة لدى المسؤولين الأميركيين.
 

"قلنا للمسؤولين المفاوضين بأنه يحق لهم البحث في القضية النووية فقط"

وأضاف سماحته أنه إذا كانت عبارة "الإسلام الرحماني" تشير إلى مثل هذه القضايا فإنها خاطئة مائة بالمائة ولا علاقة لها بالإسلام الحقيقي.
واعتبر آية الله الخامنئي "الحضور والنفوذ المذهل والمعنوي لإيران" في المنطقة من الحقائق الأخرى التي ينبغي للتنظيمات الجامعية الاهتمام بها، لافتاً إلى أن: الأميركيين والرجعيين في المنطقة يطرحون بحسرة وأسف في اجتماعاتهم السرية هذه القضية إلا أنهم لا يمكنهم فعل شيء ما.

*الغرب لا ينبس ببنت شفة إزاء جرائم السعوديين

وأشار قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه إلى العدوان السعودي المستمر على اليمن من خلال القصف الذي مضى عليه أكثر من مائة يوم والمجازر الوحشية المرتبكة بحق أبناء هذا البلد الأبرياء والمظلومين جراء القصف، وأضاف: إن الغرب الليبرالي والمتشدق بالحرية لا ينبس ببنت شفة إزاء جرائم السعوديين هذه كما أن مجلس الأمن الدولي قد أدان في واحد من أكثر قراراته خزياً وعاراً المعتدى عليهم بدلاً عن المعتدين.
واعتبر أن السبب الأساس للقصف الذي يطال الشعب اليمني اليوم هو غيظ وغضب السعوديين وحماتهم من نفوذ إيران بالمنطقة، وأضاف أنه و: على النقيض من المزاعم فإن نفوذ إيران الإسلامية في المنطقة نعمة إلهية وليست مادية أو معتمدة على السلاح ونحن كما قال الشهيد بهشتي نقول للأعداء موتوا بغيظكم وغضبكم.
ونصح سماحته التنظيمات الجامعية للخوض في القضايا الإقليمية والدولية ومن ضمنها قضايا اليمن والعراق وسوريا.
 

"غيظ وغضب السعوديين وحماتهم من نفوذ إيران بالمنطقة"

وفي الرد على سؤال لأحد الطلبة الجامعيين وهو "ما سيكون عليه مصير مقارعة الاستكبار بعد المفاوضات النووية؟" أكد القائد بأن مقارعة الاستكبار ونظام الهيمنة لا تتوقف أبداً بناء على المبادئ القرآنية وأن أميركا تعتبر اليوم أكبر تجسيد للاستكبار.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أن المفاوضات الجارية يجري البحث فيها حول القضية النووية فقط، وقال: لقد قلنا للمسؤولين المفاوضين بأنه يحق لهم البحث في القضية النووية فقط ورغم أن الجانب الأميركي يطرح أحياناً قضايا المنطقة ومن ضمنها سوريا واليمن إلا أن مسؤولينا يقولون بأنهم لا يتفاوضون حول هذه القضايا.