اسوة بدول اخرى... باريس تراجع موقفها من الازمة السورية+فيديو

الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥ - ١١:٥٣ بتوقيت غرينتش

(العالم) 22/09/2015 - هي السياسات بمفعول رجعي، بدأت الدول الغربية باعتمادها تجاه سوريا بعد سنوات لم تفلح فيها بتنفيذ ما خططت له من اسقاط النظام في تكرار لتجارب بعض دول المنطقة.

اخر المواقف التراجعية خرج من فرنسا التي كشفت على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس انها لن تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الاسد كشرط لبدء عملية سياسية لانهاء الصراع.

فابيوس في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" اشار الى ان باريس لن تذهب بعيدا في مطالبتها برحيل الاسد، مضيفا ان فرنسا تعتبر الحل الدبلوماسي في سوريا يتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من النظام السوري لتفادي انهيار البلاد.

اذا هي انعطافة كبيرة في الموقف الفرنسي الذي اظهر تشددا فاق العديد من شركاء الولايات المتحدة تجاه دمشق. انعطافة يبدو انها استدراك لعدم التغريد خارج سرب الانعطافات الغربية التي بدأت مع كلام وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن عدم ضرورة رحيل الاسد خلال الفترة الانتقالية المقبلة.

وقال جون كيري: "الاسد عليه الرحيل لكن مسالة التوقيت امر يقرر في اطار حوار جنيف، يجب ان نذهب للمفاوضات وهذا ما نتطلع اليه. لقد كنا واضحين باننا لسنا مقيدين بوقد محدد ونحن منفتحون بالنسبة لذلك".

تغير الموقف تجاه سوريا يرجعه المتابعون الى الواقع الميداني حيث فشلت واشنطن وشركاؤها في الحرب على دمشق بتحقيق اهدافها. كما ان تركيزها على اسقاط النظام ساهم بتحويل البلاد لساحة تستقطب الارهابيين من كافة دول العالم. يضاف لذلك فشل ما يسمى بتدريب المعارضة المعتدلة الذي كشف ان الجماعات المسلحة التي تنشط في سوريا بعيدة عن الاعتدال بمختلف اشكاله.

فقد اعتبرت دراسة لموقع هافينغتون بوست ان سياسة الولايات المتحدة لم تلحق الهزيمة بالنظام السوري وهي تبدو بعيدة عن ذلك. 
واضافت ان تدريب المعارضة المعتدلة يبقى شيئا جيدا في اطار النظرية لا التطبيق حيث من الصعب جدا تحديد من هي الجماعات المعتدلة. وبالتالي فان خيار اسقاط الحكومة السورية يعني تسليم البلاد الى هذه الجماعات وامراء الحرب اي تطبيق النموذج الليبي.

وهنا يقول مراقبون انه نتيجة اقتناع الاميركيين وشركائهم بان الجيش السوري هو القادر على هزيمة داعش وان الصراع الذي ساهمت باشعاله الجماعات التي دعمتها واشنطن وبعض الدول الاقليمية وقف عقبة في وجه الجيش السوري، فان المواقف الاخيرة الممتدة من واشنطن الى باريس ليست الا الخطوة الاولى نحو ما يسمى بسياسة التراجع الواقعية.

03:00 - 23/09 - IMH