رجل اعمال يهودي يزعم تحرير رهائن من داعش

رجل اعمال يهودي يزعم تحرير رهائن من داعش
الإثنين ١٢ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا حول رجل الأعمال الكندي ستيف مامان، الذي يدعي أنه حرر أكثر من 130 امرأة وطفلا من يد جماعة "داعش"، عرضت فيه الشكوك التي تحوم حول رواية هذا الرجل، خاصة في ظل غياب أدلة تثبت مزاعمه.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مامان رجل اعمال يهودي منحدر من مدينة مونتريال الكندية، يزعم أنه حرر أكثر من 130 رهينة من النساء والأطفال، من الطائفة الايزيدية ومن المسيحيين، بفضل ثروته الشخصية، وعن طريق مؤسسة أسسها في حزيران/ يونيو الماضي، وهي مؤسسة "تحرير الأطفال المسيحيين واليزيديين في العراق"، كما أنه كان قد أطلق في نفس الفترة حملة لجمع التبرعات، لمواصلة جهود تحرير الرهائن، كما يدعي.

وأضافت أن رجل الأعمال الكندي، يدعي أنه يعتمد في جهوده هذه على فريق عمل متواجد في العراق، يتكون من مجموعة مفاوضين خبراء في تحرير الرهائن، زاعما أن هؤلاء يمثلون همزة الوصل بينه وبين تنظيم "داعش"، كما أن لهم علاقات داخل صفوف التنظيم تمكنهم من تحرير الأطفال والنساء، حيث "يقومون بالدخول في مفاوضات مباشرة مع مقاتلي "داعش" الذين يحتجزون أطفالا ونساء لاستعبادهم، في مقابل دفع فدية تتراوح بين 1800 و2700 يورو".

وذكرت الصحيفة أن حوالي 20 شخصية، من بينهم ممثلون عن الطائفة اليزيدية، وموظفو إغاثة في منظمات دولية، نشروا رسالة في السادس والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، شككوا فيها بمدى صدق رواية ستيف مامان، وطالبوه بتقديم أدلة وبراهين على قيامه بعمليات التحرير.

ونقلت "لوفيغارو" عن أمينة سعيد، وهي نائبة سابقة في البرلمان العراقي ومشاركة في تحرير هذه الرسالة، قولها إن "رواية ستيف مامان تثير الريبة، فقد طلبنا منه تقديم قائمة مفصلة بأسماء الأشخاص الذين قام بتحريرهم، ولكنه رفض، وحتى عندما نستجوب بعض الأشخاص الذين تم تحريرهم من براثن تنظيم "داعش"؛ فإنهم يؤكدون أن مامان ومؤسسته الخيرية لم يشاركا في تحريرهم".

وذكرت الصحيفة أن مامان أكد خلال اتصال هاتفي معه، أنه يقوم بعمله بمساندة حكومة كردستان العراق، وقدم صورة لبطاقة زيارة تعود إلى نوري عبد الرحمن، رئيس قسم التنسيق والمتابعة في هذه الحكومة.

وتابعت: "لكن بالاتصال به؛ قدم هذا المسؤول رواية مخالفة، حيث يقول إنه قابل أعضاء من مؤسسة تحرير الرهائن التي أسسها ستيف مامان في أربيل، وتعهدوا بمده بقائمة الأشخاص الذين قام بتحريرهم، ولكنهم لم يوفوا بوعدهم، مؤكدا أنه لم يرَ إلى حد الآن، ولم يسمع بأي شخص تم تحريره على يد مامان ومؤسسته المزعومة".

وقالت الصحيفة إنها اتصلت بمكتب قضايا التطهير العرقي الموجود في منطقة دهوك بجبال كردستان العراق، الذي يحقق هو أيضا في الجرائم المرتكبة من قبل مقاتلي تنظيم داعش ضد اليزيديين، والذي يقوم بانتظام باستجواب ضحايا هذا التنظيم حول المأساة التي عاشوها أثناء احتجازهم، وكيفية نجاحهم في الهروب من براثن التنظيم؛ فأكد العاملون في هذا المكتب عدم معرفتهم بستيف مامان أو أي عضو في مؤسسته المزعومة، وأنهم لم يقابلوا أبدا أي شاهد أو ضحية يتحدث عنه أو عن مؤسسته.

وأضافت أن مامان الذي يتعرض لانتقادات كبيرة بسبب ضعف روايته وغياب الأدلة، ادعى أنه على اتصال مباشر مع عدة مسؤولين كنديين ودوليين، وأنه يتلقى مساندة من الحكومة الكندية، ولكنه في المقابل لم يستطع استظهار اسم أي مسؤول كندي أو دولي يمكن الاتصال به للتأكد من مزاعمه.

وذكرت الصحيفة أن مامان يدعي أنه يعمل مع زينب بنغورا، المكلفة من منظمة الأمم المتحدة بملف العنف الجنسي خلال الصراعات، ورغم أنه عرض صورة تجمعه بهذه السيدة؛ فإن مدير مكتبها أكد بشكل قاطع أنها لا تتعامل مع هذا الشخص بأي شكل مباشر أو غير مباشر، ولا تضمن مصداقيته.

وتتحدث مواقع الكترونية عن ان "ستيف مامان" هو رجل اعمال كندي يهودي من أصل مغربي.

ويؤكد مراقبون أن جماعة "داعش" الارهابية التي قامت بقتل وتشريد الالاف من ابناء الطائفة الايزيدية والمسيحية في العراق، هي صنيعة المخابرات الاسرائيلية والاميركية.

تصنيف :