قمة في موسكو تجمع الأسد بهولاند وميركل؟

قمة في موسكو تجمع الأسد بهولاند وميركل؟
الأربعاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠١:٣٧ بتوقيت غرينتش

ليس بعيداً اليوم الذي سيجتمع فيه بشار الأسد مع إنغيلا ميركل وفرانسوا هولاند في إحدى غرف الكرملين برعاية فلاديمير بوتين.

هكذا يعتقد محللون مرموقون؛ تتفق غالبيتهم على أن زيارة الأسد الخاطفة وغير المعلنة إلى موسكو يوم الثلاثاء 20 أكتوبر/ تشرين الأول تحمل طابعاً بروتوكولياً؛ أكثر من أهميتها العملية.

فالرئيس السوري الذي كما يظهر لم يصطحب معه وفدا كبيرا، لم يناقش تفاصيل العمليات العسكرية التي تتم في بلاده على يد الأجهزة الروسية والسورية المعنية حتى في غيابه المؤقت عن دمشق.

ويبدو من الشريط الذي وزعته الدائرة الإعلامية للكرملين فجر الأربعاء، أن الأسد شدد على عبارات الامتنان للدعم الروسي الذي قلب الطاولة في المنطقة؛ تماماً كما توقع في آخر زيارة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم حين تحدث عن " احتمال " طلب العون العسكري من روسيا.

فقد بات القادة الأوروبيون يتحدثون ولو بميوعة عن قبولهم بدور "مؤقت" للأسد في سوريا"الانتقالية".. وعلى نفس المنوال بدأت تغزل واشنطن التي يلوح أنها تخلت نهائيا عن دور "الحزب القائد" في الحملة الكونية على سوريا، كما يتحدث مراراً القادة السوريون وعلى رأسهم الأسد.

ولأن الانسحاب الأميركي ترك فراغاً كان قائماً بالأساس نظراً لانتهازية الدور الأميركي وتقلبه كمن يعاني من مرض انفصام الشخصية؛ فإن أوروبا التي لم تُبْد اعتراضاً قوياً على التدخل العسكري الروسي في سوريا؛ تأمل في أن يحقق الروس ما لم يحاول الأميركيون انجازه؛ وتحديداً القضاء على الجماعات الإرهابية في بلاد الشام والانتقال منها الى العراق؛ البلدان اللذان يشكلان المصدر الأول للاجئين المقتحمين أسوار أوروبا.

الدول الأوروبية الرائدة تضيق ذرعاً من اللاجئين وتخاف من أسلمة أوروبا ولا تجد مفراً من استضافة ألوف اللاجئين لأنها دول ملتزمة بمواثيق حقوق الإنسان أو هكذا يؤكدون.

وفي نفس الوقت فإن العواصم الأوروبية الأكثر تضرراً من تدفق اللاجئين، طلقت أوهام الرهان على الحليف الأميركي" القائد" في تسوية النزاع السوري.

الأوروبيون مضطرون للقبول بالدور الروسي العسكري والسياسي شاءوا أم أبوا، لأن البديل تمدد "دولة الخلافة" ووصولها الى أسوار أوروبا مشرعة الأبواب.

من هنا يبدو احتمال قمة رباعية تجمع الأسد بميركل وهولاند برعاية بوتين ليس بدعة أو ضرباً من الخيال.. فأوروبا وجدت في السلم الروسي العسكري طريقاً للنزول عن بغلة رفض الأسد محاوراً ورئيساً لسوريا حتى لو اضطر منظروها إلى البحث عن تخريجات من قبيل "مؤقتا"!

التدخل الروسي العسكري قلب الطاولات ولا مفر من طاولة رباعية قد تصبح خماسية أو سداسية في حال انضم إليها قادة أوروبيون أو من دول المنطقة، كتركيا على سبيل المثال أو حتى دول من الصعب تصور أنها ستجلس إلى طاولة واحدة مع الأسد في الوقت الراهن.

* سلام مسافر ـ روسيا اليوم