إقرار إسرائيلي بالفشل أمام إيران..

ليبرمان: خرجنا بعد الاتفاق النووي كـ"نمر من ورق"

ليبرمان: خرجنا بعد الاتفاق النووي كـ
الإثنين ١٨ يناير ٢٠١٦ - ٠٢:٤٦ بتوقيت غرينتش

على الرغم من منع رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزرائه من التصريح والتعليق على بدء سريان الاتفاق النووي مع إيران، إلّا أنه لم يستطع إسكات أصوات الإقرار بالفشل أمام طهران ومواجهة مشروعها النووي.

وبحسب موقع "العهد" الإخباري، فإن كلام وزير الخارجية السابق "أفيغدور ليبرمان" قد يكون أكثر التصريحات تعبيرا عن الموقف الإسرائيلي غير المعلن، إذ قال في سياق رده على سؤال إن "العبرة لدينا هي عدم توزيع تصريحات دون غطاء.. لقد تحدثنا كثيرا، كل الخيارات على الطاولة، قلنا إننا سنوقف الاتفاق في الكونغرس ومجلس الشيوخ، وفي النهاية للأسف الجميع يرى وينظر: الكلب الذي ينبح لا يعضّ، نحن فعلًا خرجنا من هذا: كنمر من ورق".

بدورها، عكست وسائل الإعلام الإسرائيلية إقرار تل أبيب" بالفشل، حيث أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الى فشل مدوٍّ للدبلوماسية الاسرائيلية، مضيفة أن "رفع العقوبات عن إيران بالنسبة لـ"إسرائيل" يشكل فشلا دبلوماسيا سافرا"، وتابعت "في حساب الرابحين والخاسرين من الاتفاق، إيران هي دون شكّ المنتصر الأكبر وكذلك الدبلوماسية الأمريكية. في المقابل، فإن إسرائيل و"العالم الحر" يُعتبرون في الجانب الخاسر"، على حدّ تعبيرها.

وفي السياق نفسه، كشفت القناة الثانية الإسرائيلية عن استراتيجية نتنياهو في إخراج تظهير الفشل بطريقة مقلّصة جدا، فأشار معلق الشؤون السياسية لديها أودي سيجل إلى أن "استراتيجية "اسرائيل" الآن هي تخفيض "البروفيل"، واعتراف هادئ بالفشل في كبح هذه العملية، وتبني سياسة جديدة حول الذي يجب فعله".

من ناحيتها، اعتبرت القناة الاولى في تلفزيون الكيان الإسرائيلي أن "رفع العقوبات عن ايران يشكّل ضربة قوية لإسرائيل"، فيما رأى مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو عوزي أراد في حديث لإذاعة الجيش إن "رفض إسرائيل للصفقة الإيرانية أضعف قدراتها على ممارسة الضغط خاصة لدى أوباما الرئيس الديمقراطي الذي اعتبر أن نتنياهو يقف في صف خصومه الجمهوريين"، وأعرب عن اعتقاده بأن "الدبلوماسية الإيرانية فازت هي التي فازت وهذا مؤسف".

كذلك، استهزأ معلق الشؤون السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شيمعون شيفر بتصريحات نتنياهو الواردة أمس في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية التي قال فيها إن "اسرائيل ستتابع تنفيذ إيران لبنود الاتفاق".

وحسب شيفر، "لو كان هذا الأمر حدث في مكان آخر غير "اسرائيل" لكنّا متنا من الضحك".

التعليقات الاسرائيلية لم تقتصر فقط على التعبير عن الفشل في مواجهة إيران، بل امتدّت الى قراءة مرحلة ما بعد الاتفاق، وفي هذا الإطار، أشارت القناة العاشرة الى وجوب استحضار الاسئلة الصعبة التي تحاول الحكومة تجاهل طرحها علنًا ومن أبرزها: "هذا الاتفاق أعطى إيران دفعًا كبيرًا للسيطرة على الشرق الاوسط، فإيران موجودة اليوم في نصف العراق وفي ربع سوريا وفي لبنان عبر حزب الله وفي اليمن عبر الحوثيين (أنصار الله)، ولن نتفاجأ اذا حاولت "زعزعة استقرار" دول الخليج (الفارسي).. ما حصلنا عليه هو تأجيل للتهديد النووي الإيراني، لكن تهديد طهران لنا وللمنطقة بعد عشر سنوات أكثر أهمية من "داعش" وعلى السلام في المنطقة والعالم أجمع".

من جانبها، توقّعت الباحثة في مركز أبحاث الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي، أميلي لاندو، بأن تستطيع إيران خلال عشر سنوات، وبعد رفع كل القيود عنها وفق الاتفاق، العودة إلى نشاطها النووي وبمشروعية دولية واسعة".

أما صحيفة "هآرتس" فرأت أن بدء تنفيذ الاتفاق النووي مع ايران يحوّلها من دولة "غير عقلانية" بحسب وصفها، الى دولة لاعبة في أروقة صنع القرار الاقليمي والدولي، ولفتت الى أن مكانة إيران الحديثة ستفرض نفسها على مجمل ساحات المنطقة ومشاكلها، إلّا أن ذلك يستوجب أيضا انتظار ردة الفعل السعودية الرافضة للاتفاق".