آل سعود في اليمن..

مِن "عاصف حازم" الى عَصفٍ مأكول

مِن
الخميس ١٧ مارس ٢٠١٦ - ٠٨:٢٧ بتوقيت غرينتش

ما زالت تطورات الحرب السعودية على اليمن المظلوم حبلى بالمفاجآت. فبتاريخ يوم الثلاثاء 5 جمادى 1437 هجري، مرّت سنة كاملة على العدوان السعودي الغاشم الذي اتخذ لنفسه تسمية "عاصفة الحزم". (طبق التقويم الميلادي شُنّت بتاريخ 26 مارس ـ آذار 2015).

من الواضح أن الصمود البطولي الرائع الذي أظهره الشعب اليمني العظيم، قد ألجم غطرسة الاستراتيجية السعودية، حتى تحولت شعاراتها الحربية التي كانت ابتداء "عاصفة الحزم"، ثم استبدلت باسم "عملية إعادة الامل"، الى مضرب للأمثال في السخرية والتندّر من قبل الشعوب في المنطقة والعالم.
الشيء اللافت هو أن النظام السعودي الذي اعتاد دائما على رسم معادلاته الاستراتيجية وفق حسابات استكبارية خاطئة، مافتئ مسكونا بآفة المكابرة والعزة بالإثم. وهو يحاول الظهور بمظهر القادر على الإثارة والتأثير في الواقع الاقليمي الملتهب حاليا .
من الثابت أن آل سعود يعيشون الآن أوضح حالات التخبط والارتباك في طريقة التعامل مع مشاكل المنطقة، الامر الذي يمكن مراقبته في أساليبهم المتهورة في جميع الاتجاهات، سواء كان ذلك على مستوى ممارسة الهيمنة على مؤتمر جنيف 3 حول الازمة السورية، او في ما يتصل بدخولهم على خطّ  الأزمة العراقية من خلال  "دبلوماسية" رجل المخابرات الوهابية في بغداد "السفير السبهان"، أو في ما يتعلق بدورهم المخزي والمشين في إدامة حربهم المجنونة على جمهورية اليمن، واستخدامهم اخطر الاسلحة الفتاكة ومنها (القنابل العنقودية) المحرمة دوليا في عمليات القصف الجوية الغادرة الهادفة الى إشاعة المزيد من القتل والمجازر والدمار في صفوف الشعب اليمني الأعزل إلا من الايمان والإرادة الصلبة والشجاعة الاسطورية.
في جانب متصل فانه قد تأكد  للمسلمين والعرب بأن  تحركات الرياض باتجاه تحريض مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية على وضع (حزب الله اللبناني المقاوم) و (الحشد الشعبي العراقي المجاهد) في قائمة المنظمات الارهابية، تجسد أدنى مستويات (الوضاعة والحقارة السياسية والاخلاقية السعودية) في عصرنا الحاضر.
من الصعب جدا وضع مواقف الرياض الحالية في خانة العقلانية، لسبب أساسي وهو ان السعودية منيت بهزائم نكراء ومذلة وقاصمة على ايدي المجاهدين اليمنيين، ومنها سقوط المئات من ضباطها وجنودها ومرتزقتها اسرى، وان جنوحها الى لغة اللين والاستمالة في مخاطبتها "أنصار الله" في اليمن ابتغاء عقد صفقة معهم لإطلاق سراح اسراها، هو مؤشر حقيقي يدل على انهيار "منطق القوة السعودية المتعجرفة " انهيارا مفضوحا، يسهل معه القول بأن "عاصفة الحزم" قد تحولت الى عصف مأكول، بعد سنة واحدة فقط من اشعال الحرب العدوانية السعودية على الشعب والدولة والجيش والبنى التحتية في اليمن.
من جانب آخر برهن الشعب والمجاهدون الابطال في اليمن على أنهم لم ولن يكونوا لقمة سائغة كما كان يظن آل سعود وحلفاؤهم النفطيون. وبذلك صار واضحا للجميع بأن معطيات الصمود اليمني الباسل أمام العدوان الوهابي التكفيري، ينبغي ان يوجه رسالة تحذير الى بلطجية البترودولار وتجار المضاربة والعقارات وملاعب القمار في بلدان (الخليج الفارسي) العربية، علهم يتعظون قبل فوات الأوان. لأن الحرب الجنونية التي اشعلتها "المملكة الوهابية التكفيرية" في المنطقة، باتت مفتوحة على عدة جبهات، وإن قيادتها تعتبر مغامرة ساذجة تماما، وأمراً يفوق القدرات العقلية البلهاء لآل سعود وآل ثاني وآل خليفة وباقي الذيول.
من المؤكد ان الشعب اليمني كان هو المنتصر حتى الآن في دحر العدوان السعودي وعكس معادلة "عاصفة الحزم" على مؤججيها، الامر الذي يخوله مستقبلا ان يكون صاحب المبادرة للثأر من المعتدين، اذا واصلوا طبعا ذات الاستراتيجية المتطرفة والطائفية .
لكن بما ان المنطقة لاتتحمل المزيد من المآسي والويلات والفوضى باعتبار ان كل ذلك سيكون لفائدة العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف، فأن الحكمة تدعو المعتدين البغاة الى التراجع عن غيهم، وتعويض الشعب اليمني خسائره المادية والمعنوية  وتضميد جراحاته العميقة، بعيدا عن ما يمكن اتخاذه ضدهم في المحاكم الدولية .
لابد من التأكيد على ضرورة العمل والتعاون سويةً، من اجل حماية ألامن الاقليمي الاسلامي بمعزل عن "سياسات التفرعن والقارونية والطائفية" التي ثبت فشلها وعقمها ووهنها امام لغة الحق والعدالة والارادة الفولاذية للمقاومين الشرفاء.

* حميد حلمي زاده

205