وقاحة نتنياهو سببها تشرذم العرب والمسلمين

وقاحة نتنياهو سببها تشرذم العرب والمسلمين
الثلاثاء ١٩ أبريل ٢٠١٦ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

رغم ان التناقضات التي صبغت دنيا العرب والمسلمين اليوم، كانت موجود في السابق ايضا، الا انها كانت لا تطفو على السطح لأسباب عدة منها خروج البلدان العربية والاسلامية توا من رقة الاستعمار، وكذلك وجود شخصيات عربية واسلامية كانت تؤمن بقضايا الشعوب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بالاضافة الى ان نفط لم يكن عاملا حاسما كما هو اليوم.

لم يكن للعرب والمسلمين من عدو الا الكيان الصهيوني وحماته والاستعمار، لم يكن للطائفية من دور في حياة العرب والمسلمين، لم يكن هناك من اثر للجماعات التكفيرية، حتى ان دعاة التكفير لم يكونوا يجرأون عن الاعلان عن عقائدهم الفاسدة بالصورة العلنية كما يعلنون اليوم.

كان العرب والمسلمون ينظرون بكل اجلال واحترام وتبجيل لاي مجموعة تطلق رصاصة واحدة صوب العدو الصهيوني، وكان كل من يسقط من العرب والمسلمين دفاعا عن فلسطين يعتبر شهيدا، يطلق اسمه على ميادين وشوارع ومدارس ومستشفيات ومساجد ورياض اطفال في جميع مدن البلدان العربية والاسلامية، والعكس صحيح، فكانت اللعنات تطارد كل من يتجرأ في التعامل مع الكيان الصهيوني ككيان طبيعي شانه شان باقي الكيانات الاخرى، فمثل هذا الشخص يوضع في خانة الخونة والعملاء ويحاكم وتصدر ضده احكاما صارمة.

كانت الاذاعة المصرية، تعتبر صوت العرب، الصوت الذي كان يصغي اليه الملايين، فهذا الصوت كان ينقل عبر الاثير اخر مستجدات الصراع العربي الصهيوني، فكانت فلسطين الشغل الشاغل للعرب، وكانت فلسطين المحور الذي يدور حوله الاعلام المصري،  في الوقت الذي كان العرب يتجاهلون بالمرة باقي الاذاعات العربية التي لم تكن فلسطين من اهتماماتها.

اليوم وللأسف الشديد انقلبت الاوضاع رأسا على عقب، فتراجعت فلسطين الى اخر قائمة اولويات العرب والمسلمين، بل وصل الامر ان الكيان الصهيوني، لم يعد حتى عدوا، بل هو “دولة” طبيعية لا يجب تجاهلها فحسب، بل لابد من اقامة علاقات كاملة معها، بينما كل من يدعو الى تطبيع العلاقات معها، يوصف بانه واقعي ومنطقي وحكيم.

في المقابل تحولت ايران، البلد الاسلامي الجار الى عدو، لا يجب تجاهله فحسب، بل لابد من محاربته حتى استئصاله من الوجود، وكل من يدعو الى مقاطعتها وتأليب الراي العام العربي والاسلامي ضدها، يوصف بالقومي والوطني والشجاع.

ففي الوقت الذي تسارع فيه بعض الدول العربية، غير تلك التي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع  العدو الصهيوني، الى مغازلة “اسرائيل” بهدف كسب ودها لاقامة علاقات عادية معها، نرى هذه الدول تتسابق في قطع العلاقات مع ايران.

حزب الله الذي اذل العدو الصهيوني وطرده من جنوب لبنان ومرغ انوف جنرلات قوات الاحتلال الصهيوني بالتراب، نراه يتحول الى ارهابي من وجهة نظر بعض الحكومات العربية، التي اخذت تطارد كل من يتعاطف مع الحزب، حتى ان بعضها حاربت اللبنانيين العاملين في الدول العربية في ارزاقهم، وطردتهم بعد ان جردتهم من كل شيء.

في المقابل نرى مفاتيح خزائن بعض الدول العربية مفتوحة لتمويل الجماعات التكفيرية التي تحارب الشعوب العربية والجيوش العربية في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا وتونس و..

ولما اراد بعض الحكومات العربية شطب القضية الفلسطينية من عقول ووجدان الانسان العربي، والعمل على نشر ثقافة الابتذال والانبطاح بين الشباب العربي، قامت باغلاق قنوات مثل “العالم” و”الميادين” و“المنار” وغيرها من القنوات الاخرى التي جعلت من فلسطين والوحدة الاسلامية بوصلتها، بذريعة نشر “الطائفية” و“الفتن” والاكاذيب، من على الاقمار الاصطناعية العربية.

هذه الحكومات، صاحبة الاقمار الاصطناعية، ابقت في المقابل على قنوات، وبشهادة الجميع، طائفية بامتياز، بل تعتبر من اهم ابواق نشر الفتن، كمثال على ذلك قناتي “صفا” و”وصال” وكذلك القنوات التابعة للمدعو ياسر الحبيب. فاذا كان حقا هدف الحكومات المذكوره اسكات الفتنة فلماذا لم تغلق هذه القنوات التي تبث عبر اقمارها الاصطناعية؟.

قبل ايام في اجراء متغطرس وعدواني عقدت الحكومة الصهيونية اجتماعا لها في الجولان السوري المحتل، ومن هناك أعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وباستخفاف كل بالعرب والمسلمين وبالمجتمع الدولي: ان على العالم ان يعترف بأن هضبة الجولان جزء لا يتجزأ من “إسرائيل”.

هذا الاستهتار الصهيوني، مر من امامه العرب والمسلمون مرور الكرام، ولم يندد به الا “حزب الله الارهابي”!!، الذي اعتبر في بيان له: هذه الخطوة دليل على طبيعة هذا الكيان التوسعية”، ولفت الى ان “هذه الخطوة تؤكد ان التعامل مع العدو لا يكون إلا بالمقاومة المستمرة عبر استخدام كل الوسائل.

وأكد حزب الله ان “هذه الخطوة الاسرائيلية تؤكد سعي الحركة الصهيونية الدائم للتدخل في الشأن السوري وسعيها إلى تقسيم سوريا واقتطاع الجولان المحتل وإبقاء الأصابع الصهيونية متحركة في الداخل السوري مباشرة أوعبر تعاونه مع قوى الإرهاب والتكفير”.

هنا نتساءل مع حزب الله عن “موقف الجامعة العربية والدول العربية من هذا الاعتداء على سيادة ووحدة دولة عربية في الوقت الذي لا تكف بعض هذه الدول عن زرع الفتن والأحقاد ودعم الإرهابيين بالسلاح والمال وتوفير الغطاء السياسي والفكري لهم بما يحقق غايات العدوان الصهيوني الجديد وأهدافه”.

الملفت ان العدوان الصهيوني الجديد جاء بعد ايام فقط من اجتماع منظمة التعاون الاسلامي الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين، والذي كان أسوء قمة عقدتها المنظمة منذ تاسيسها وحتى اليوم، حيث كرست حالة التشرذم العربي والاسلامي، وكشفت حالة البؤس والتناقض الفاضح وانعدام الرؤية التي يعيشها العرب والمسلمون، كما تبين ذلك مما تسرب من جوانب من بيانها الختامي الفاضح، والذي كان بمثابة رسالة تلقفها الصهاينة، الذين تجرأوا على اعلان الجولان جزء لا يتجزأ من كيانهم الغاصب.

• سامح مظهر -شفقنا

2-208