ماذا سيفعل القادة العرب والمسلمون في حال فوز ترامب ؟

ماذا سيفعل القادة العرب والمسلمون في حال فوز ترامب ؟
الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦ - ٠٦:٠٣ بتوقيت غرينتش

باتت المنافسة في الانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل شبه محسومة بين هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، لكن من الصعب الرهان على فوز اي منهما رغم ان استطلاعات الرأي ترجح فوز السيدة كلينتون في حال ما اجريت الانتخابات اليوم.

ترامب يحظى بشعبية كبيرة في اوساط اليمين العنصري المتطرف في امريكا، بسبب مواقفه العدائية تجاه المهاجرين اللاتينيين، والاسلام والمسلمين، وتأييده المطلق (لدويلة) الاحتلال الاسرائيلي، مضافا الى كونه مهرجا يتحدث بلغة اقرب الى البذاءة في هجومه على خصومه.

الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما اعتبره خطرا على امريكا والعالم في حال انتخابه رئيسا، وقال بالحرف الواحد “ان رئاسة الولايات المتحدة امر جدي، وليست تسلية او حلقة من حلقات “تلفزيون الواقع″، اما بول رايان رئيس الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب الامريكي (الكونغرس) فقال انه “غير جاهز″ لتأييده، اما المرشح السابق للرئاسة في الانتخابات الاخيرة روميني، فأكد انه لن يحضر مؤتمر الحزب الجمهوري المقبل في كليفلاند الذي يقرر اعتماد ترامب كمرشح نهائي للحزب من عدمه.

مواقف ترامب المعادية للمهاجرين من دول امريكا اللاتينية، واعلان عزمه اقامة سور على طول الحدود الامريكية المكسيكية تدفع ثمن تكاليفه حكومة المكسيك، معروفة وغير مفاجئة، لكن عدائه العنصري تجاه الاسلام والمسلمين غير مسبوق، فلم يكتف من منعهم من الدخول الى الولايات المتحدة، وانما تعهد بوضع كل مسلم امريكي تحت المراقبة، الامر الذي يهدد بعودة المكارثية، باسم جديد اسمه “الترامبية”.

لا نعتقد ان بعض العرب سيغضبون كثيرا من قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة في حال فوزه، او تشجيعه استمرار الاستيطان اليهودي دون اي ضغوط في الضفة الغربية المحتلة، بسبب علاقاتهم التحالفية المتصاعدة مع (دويلة) الاحتلال الاسرائيلي، ولكنهم قطعا سيشعرون بالقلق لانه يريد فرض ضرائب على السعودية واليابان، لانه يعتقد انهما، وخاصة الاولى، يجب ان تدفع ثمن الحماية الامريكية لها.

فوز ترامب، وهو غير مستبعد على اي حال، ربما يكون صدمة مزدوجة لحلفاء امريكا العرب، خاصة الذين راهنوا دائما على علاقتهم الوثيقة مع الرؤساء الجمهوريين، مثل دونالد ريغان، وبوش الاب والابن، واستعدادهم لخوض حروبهم بإسمهم ومن اجلهم، مثل الحربين في العراق، واطاحة انظمة معروفة بعدائها لاسرائيل، مثل ليبيا والعراق وسورية، اذا استطاعوا الى ذلك سبيلا.

الحزب الجمهوري يعيش حالة انقسام تجاه ترامب وترشيحه، المعسكر الاول يطالب باعتماده في مؤتمر الحزب المقبل في كليفلاند، تجنبا لحدوث متاعب واضطرابات من قبل اتباعه في حال تم سحب الترشيح منه، اما المعسكر الثاني فيرى ضرورة سحب هذا الترشيح، والدفع بمرشح جمهوري مستقل، ورجل دولة، مثل بول رايان رئيس الحزب في الكونغرس.

السيد صادق خان الفائز بمقعد عمدة لندن الكبرى، قال انه لا يشرفه ان يستثنيه ترامب من حظره لدخول المسلمين الى امريكا، ولا نعرف اذا كان الزعماء العرب سيتخذون الموقف نفسه، ويقبلون بهذا الاستثناء في حال فوز ترامب في انتخابات الرئاسة.

نعتقد انهم، او معظمهم، اضعف من ان يتخذوا موقف خان، وسيهرولون الى واشنطن تحت غطاء الواقعية، والعقلانية، واحكام الاعراف السياسية والدبلوماسية.

*راي اليوم

213