الفلوجة ستتحرر رغم أنف كل "دواعش" الأرض

الفلوجة ستتحرر رغم أنف كل
الخميس ٠٢ يونيو ٢٠١٦ - ٠٨:٤٠ بتوقيت غرينتش

اكثر من مرة تم تأجيل موعد الهجوم على الفلوجة وتطهيرها من دنس البعثيين الدواعش، بسبب الضغط الذي مارسته الادارة الامريكية على السلطات العراقية، واكثر من مرة كشف اكثر من مسؤول عراقي عن وجود اجندة امريكية خاصة في التعامل مع الدواعش، تختلف كليا مع الاجندة العراقية ازاء هذا الموضوع، وهذا الاختلاف بين الحكومة العراقية والادارة الامريكية في محاربة "داعش" لم يعد امرا سريا.

اكثر من مرة اشتكى المسؤولون العراقيون من عدم التزام امريكا بتعهداتها بتسليم العراق طائرات وصواريخ واسلحة متطورة، رغم وجود صفقات دفع العراق ثمنها للجانب الامريكي، لمحاربة "داعش"، وكم مرة تذرعت امريكا بوجود مستشارين ايرانيين في العراق، للتنصل من تعهداتها بمساعدة العراقيين بتحرير الفلوجة وباقي المناطق التي احتلتها "داعش" في العراق، وكم مرة عكرت امريكا صفو الاوضاع في العراق قبل كل هجوم للجيش العراقي والحشد الشعبي على "داعش"، عبر تصوير كل هجوم على انه يستهدف "السنة"، وان هناك نوايا "طائفية" وراء هذا الهجوم، وشن حرب نفسية ضد الحشد الشعبي، ومنعه من المشاركة بفعالية في كل هجوم بذريعة الحليلولة دون حدوث "إضطرابات طائفية"، رغم ان الحشد الشعبي قدم اكثر من 5 الاف شهيد لحد الان لتطهير المناطق "السنية" من الدواعش، ورغم ان الحشد هو تشكيل مسلح يشرف عليه القائد العام لقوات المسلحة العراقية، ويشارك فيه اشرف ابناء العراق.

مثل هذه الحالة نعيشها اليوم منذ ان بدا الجيش العراقي والحشد الشعبي قبل ايام الهجوم على الفلوجة الاسيرة لتحريرها من "داعش"، حيث بدأت الفضائيات التابعة للرجعيات العربية وفي مقدمتها قناة "الجزيرة" القطرية وقناة "العربية" السعودية، والقنوات العراقية "البعثية الداعشية" الممولة من الدول الخليجية الرجعية ورغد ابنة السفاح صدام، بشن حرب "طائفية قذرة" على الجيش العراقي والحشد الشعبي، انتصارا ل"داعش"، تحت ذريعة الدفاع عن اهالي الفلوجة "السنة"، بينما خرست هذه الفضائيات الطائفية ومنذ اكثر من عامين والفلوجة اسيرة بيد "داعش"، التي قتلت المئات من "السنة" ومنهم ابناء عشيرة البونمر، واقترفت ابشع الجرائم بحق النساء والفتيات، حيث لم تحرك اي ساكن، ولم ينطق اعلاميو الدولار القذر بكلمة واحدة على اكثر من 500 شاب من عشيرة البونمر السنية الذين ذبحوا واعدموا بدم بارد على يد "البعثيين الدواعش" في ايام قليلة فقط، الامر الذي يؤكد ان هذه الجهات التي تذرف دموع التماسيح على "اهل السنة" في الفلوجة، تكذب وانها تعمل بكل ما اوتيت من قوة لوقف الهجوم لانقاذ "البعثيين الدواعش"، وآخر ما تفكر فيه هم "سنة اهل الفلوجة".

للاسف الشديد يبدو ان الحرب النفسية التي تشنها امريكا والرجعية العربية على الجيش العراقي والحشد الشعبي والحكومة العراقية، نجحت الى حد ما في التاثير على سير عمليات تحرير الفلوجة، حيث اعلنت الحكومة العراقية إن وجود عدد كبير من المدنيين العالقين في الفلوجة يمنعها من تحقيق تقدم سريع في عملية استعادة المدينة من "داعش"، فقد أوضح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه كان من الممكن حسم معركة الفلوجة لو لم تكن حماية المدنيين ضمن الخطة الأساسية للتحرير، رغم ان الجميع يعرف ان "داعش" يستخدم المدنيين كدروع بشرية دون ادنى اخلاق انسانية، بينما الاعلام العربي الرجعي ومن ورائه الامريكي، يعتبر الحشد الشعبي هو "الخطر" الذي يهدد هؤلاء المدنيين، دون ادنة اشارة الى افاعيل "داعش" بحقهم!!.

في بداية المقال قلنا ان الادارة الامريكية لديها اجندة خاصة في محاربة "داعش" لا تتفق بالمرة مع الاجندة العراقية، فامريكا تعمل على ادارة "داعش" وليس القضاء عليها، لاسباب باتت معروفة ومكشوفة، فكل افاعيل "داعش" تصب من الاف الى الياء في صالح المخطط الامريكي الصهيوني الرامي الى تفتيت بلدان المنطقة واغراق شعوبها في حروب طائفية لا نهاية لها، وهذا الامر يعتبر سبب الخلاف بين روسيا وامريكا، حيث تتهم الاولى امريكا بانها غير جادة في محاربة "داعش"، بل ان امريكا تمد "داعش" بكل اسباب القوة، فكل اتباع امريكا في المنطقة مثل السعودية وقطر وتركيا، يمولون "داعش" بالمال والسلاح والرجال ويشترون منها النفط، ويحاربون اعداء "داعش" في سوريا العراق وفي كل مكان في المنطقة.

واخر التصريحات الامريكية التي تؤكد هذه الحقيقة تلك التي ادلى بها السيناتور الجمهوري وعضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي رايان زنك، الاربعاء 1 حزيران / يونيو ، حيث اعلن ان الولايات المتحدة على علم بمكان زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي، مبيناً ان قواعد الاشتباك والتي وضعتها ادارة الرئيس اوباما منعت من الوصول اليه.

ونقل موقع صحيفة "بيربارت" الامريكية عن زنك والذي شغل منصب قائد قوات العمليات الخاصة في الفلوجة عام 2004 قوله إن "اننا نعرف اين يكون البغدادي او لدينا فكرة جيدة عن مكانه لكننا لانطارده بسبب الخطوط الحمراء والاوامر الصارمة بعدم تجاوز قواعد وحدود الأشتباك مع داعش، والمرسومة من قبل ادارة الرئيس اوباما".

رغم ان الادارة الامريكية تسعى الى تسويق فكرة انها لا تريد انتصارا نهائيا وحاسما للحشد الشعبي والجيش العراقي على "داعش" لانه سيكون انتصارا لايران، الا ان من الواضح جدا ما المقصود من قواعد الاشتباك الامريكية مع "داعش"، فهي تعني امريكيا الإبقاء على "داعش" كما هي حتى تحقيق الاهداف الامريكية والصهيونية بالكامل، وعندها فقط يمكن القضاء على "داعش"، ومن هذه الاهداف جعل تقسيم العراق امرا واقعا، وجعل هذا التقسيم خنجرا في ظهر جيران العراق.

في المقابل هناك ارادة قوية في الشارع العراقي، على امتداد ارادة محور المقاومة في المنطقة، فالشعب العراقي ليس وحيدا في حربه ضد "داعش" والجهات التي تقف وراء "داعش"، مثل امريكا والكيان الصهيوني والرجعية العربية وتركيا، ليست صاحبة اليد الطولی في هذه المنازلة، وان غالبية الشعب العراقي اذا ما رفض التقسيم، بدعم من محور المقاومة، فمثل هذا التقسيم لن يقع ابدا، وان معركة تحرير الفلوجة، التي تعتبر الخطوة الاولى والكبرى على طريق هزيمة المشروع الامريكي الصهيوني العربي الرجعي التركي في المنطقة، ستنتهي بنصر مؤزر قبل شهر رمضان المبارك، ان شاء الله، رغم انف امريكا والصهيونية وكل الحاقدين والمنافقين والمتباكين كذبا على "سنة" الفلوجة، الذين سيتم تحريرهم باذن الله على يد الحشد الشعبي والجيش العراقي.

* شفقنا