300 عاصفة ترابية تهب سنوياً على العراق ويصدرها لايران!

300 عاصفة ترابية تهب سنوياً على العراق ويصدرها لايران!
الأحد ١٩ يونيو ٢٠١٦ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

قال علماء تابعون للأمم المتحدة، إن منطقة الشرق الأوسط هي الأكثر تضرراً جراء الارتفاع الكبير في العواصف الرملة والترابية مع التأثيرات الكبيرة على صحة الإنسان، مبينين ان العراق اصبح مُصدرا للعواصف الترابية والرملية.

وذكر تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن إيران والكويت في مقدمة الدولة المتأثرة بشكل كبير بسبب الرمال التي تهب من العراق وسوريا، وأن سوء إدارة الأراضي والمياه وسط الصراع في المنطقة كانت العامل الرئيسي، وكذلك التغير المناخي.

ويقول خبراء الأرصاد الجوية: إن "العواصف الترابية والرملية تحدث أيضاً في أماكن جديدة لأول مرة مثل أجزاء من آسيا الوسطى".

ونقل التقرير عن إريك تردالس خبير الأرصاد الجوية في مركز التنبؤ بالعواصف الترابية التابع لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية، قوله: "في الشرق الأوسط هناك زيادة كبيرة في وتيرة وشدة العواصف الرملية والترابية طوال 15 عاماً مضت".

وأضاف: "أحد أهم مصادر العواصف الرملية والترابية هي العراق، حيث انخفضت تدفقات الأنهار بسبب التسابق على إنشاء السدود في دول المنبع".

وأدى كل ذلك إلى اختفاء المستنقعات وجفاف البحيرات في كل من العراق وإيران، والرواسب التي خلفتها هي مصادر مهمة جدا للأتربة.

وكشفت الأمم المتحدة، في وقت سابق، أن العراق أصبح بلدا مصدرا للعواصف الترابية في العالم ولم يعد يتأثر بها فحسب، وأكدت ان تدهور البيئة فيه بدأت تؤثر سلبا على القطاعين الاقتصادي والصحي فيه، مؤكدا ان العراق سيكون عرضة لما لا يقل عن 300 عاصفة ترابية سنويا خلال السنوات العشر المقبلة.

ويذكر أن الصحاري كانت دائماً مصدراً للعواصف الرملية في المنطقة، كما يقول العلماء إن نشاطات التعدين غير المستدامة واستخراج النفط والزراعة، بالإضافة إلى الصراعات العسكرية المكثفة، تفاقم من الوضع.

وتوقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أن العراق قد يشهد حوالي 300 عاصفة ترابية في العام خلال 10 سنوات، بدلاً من 120 عاصفة في العام في الوقت الحالي.

وقال مسؤولون في وزارة الصحة الإيرانية، إن 14 محافظة تأثرت بالعواصف الترابية بما فيها طهران، أما خبراء الأرصاد الجوية فأشاروا الى أن أجزاء من آسيا الوسطى أصبحت معرضة لمواجهة العواصف أيضاً.

كما يعتقد أن العواصف الترابية القادمة من الصحراء الأفريقية الكبرى تحمل جراثيم مرض التهاب السحايا الدماغية القاتل إلى دول وسط أفريقيا.

وذكر ديارميد كامبل لندروم، خبير في التغييرات الصحية والمناخية في منظمة الصحة العالمية، أن "عواصف الغبار تتكون من كميات هائلة من الجسيمات التي تطير في الهواء، عندما يتنفس الناس هذا الهواء ويدخل الرئة، تتسبب في أمراض الجهاز التنفس والقلب وغيرها الكثير".

يأتي ذلك في وقت قالت فيه منظمة الصحة العالمية إن العواصف الترابية تسهم في تلويث الهواء مما يتسبب في موت 7 ملايين شخص كل عام.

وبين التقرير الدوري لمجلس الأمن انه "على الرغم من عدم اكتمال البيانات العلمية، تم الاعتراف بأن العراق لا يتأثر فحسب بالعواصف الترابية، بل أصبح واحدا من بلدان المصدرة لها نظرا لتعرضه لتدهور البيئة طيلة عقود عديدة"، مبينا ان "ازدياد عدد العواصف الترابية وتواترها تشكل مخاطر اقتصادية وصحية ليس في العراق فحسب، بل وللمنطقة بأسرها".

وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق اكدت، أنها تؤيد إقامة أحزمة خضراء في البلاد لمواجهة العواصف الرملية والترابية، وفي حين اقترحت إنشاء صندوق ائتماني إقليمي يعنى بالبيئة لمعالجة مشكلة تلك العواصف، حذرت من أن العراق سيشهد في السنوات العشر المقبلة 300 عاصفة رملية سنوياً بعد أن كان عددها لا يتجاوز الـ122 سنة 2008.

وأوضحت انه "قد جرى في الفترة ما بين عامي ٢٠٠١ و ٢٠١٠ تسجيل ٥٣٠ عاصفة ترابية عابرة للحدود في العراق وحده، وان التقديرات تشير إلى أنه سيتعرض لما عدده ٣٠٠ عاصفة ترابية في العام على مدى السنوات العشر المقبلة".

وأشار تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى ان "منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عقدت جولة دراسية لفائدة ١٤ خبيرا عراقيا، لزيارة مراكز البحوث ومؤسسات التدريب والهيئات الحكومية المعنية برصد الجفاف وإدارته في كينيا وذلك في اطار المساعدة في بناء القدرات العراقية في مجال ادارة الجفاف".

وكشفت وزارة العلوم والتكنلوجيا، في وقت سابق، عن التحضير لإطلاق قمر صناعي عراقي العام المقبل، لتشخيص أسباب الغبار والعواصف الترابية ومحاولة معالجتها.

يذكر أن العراق عانى في السنوات الأخيرة، من العواصف الغبارية التي تهب عليه من جهة الجنوب والجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية، بسبب موجات الجفاف وازدياد التصحر، ويؤدي في حالات كثيرة إلى حصول حالات اختناق وحساسية لدى المواطنين بخاصة من يعاني منهم مرض الربو، ما دفع ببعض المحافظات إلى التفكير بإنشاء حزام أخضر للتخفيف من آثار الغبار.

وتفاقمت ظاهرة العواصف الترابية والرملية بشكل لافت بعد حرب الخليج (الفارسي) الثانية سنة 1991، من جراء تأثر الغلاف ألارضي بحركة الآليات العسكرية وزيادة الجفاف من جراء قلة الأمطار وتراجع إمدادات دجلة والفرات، فضلاً عن تجفيف نظام صدام للأهوار التي كانت تشكل مسطحاً مائياً كبيراً يسهم في التخفيف من آثارها، وهو ما دفع العديد من المحافظات إلى اللجوء لإنشاء أحزمة أخضراء حول مدنها الرئيسة للتقليل من تلك الظاهرة، بيد أن غالبية تلك المشاريع متلكئة لأسباب عديدة منها الفساد والاستحواذ على الأراضي المخصصة لهذا الغرض والتجاوز عليها لتحويلها إلى سكنية وغيرها.
103-4