نتنياهو يدعو العرب للتفاوض على مبادرة التسوية.. هل من مجيب؟!

نتنياهو يدعو العرب للتفاوض على مبادرة التسوية.. هل من مجيب؟!
الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١٦ - ١٢:٥٨ بتوقيت غرينتش

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من منزل السفير المصري في فلسطين المحتلة، الدول العربية إلى التفاوض بشأن مبادرة التسوية العربية، بعد شهر من الرفض الأخير في حزيران/ يونيو الماضي لقبول المبادرة بشكلها الحالي.

وجاءت تصريحات نتنياهو في زيارة إلى منزل السفير حازم خيرت للمشاركة باحتفالات "ثورة 23 يوليو"، التي أطاحت بالنظام الملكي في مصر.

وأطلق الملك السعودي المتوفى عبدالله بن عبدالعزيز مبادرة للتسوية في 2002، تنسحب بمقتضاها "إسرائيل" من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والجولان السوري، وتضمن عودة اللاجئين بمقتضى قرارات الأمم المتحدة، مقابل تطبيع عربي كامل مع مع الكيان الاسرائيلي.

الكاتب والمحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي، لم ير في دعوة نتنياهو أي جديد، وأنه يريد المفاوضات من أجل المفاوضات فقط، وليس للوصول إلى نتيجة.

واعتبر خاشجقي في حديث لـ"عربي21" حديث نتنياهو مجرد دعاية إعلامية، وحديث لا يتعدى العلاقات العامة، قائلا: إن نتنياهو "يتسلى في لحظة ضعف من العرب".

أما عضو المجلس الوطني الفلسطيني، الكاتب والباحث السياسي الأردني، حمادة الفراعنة، فأشار إلى أن تصريحات نتنياهو نتيجة طبيعية لاتصالات إسرائيلية - عربية سرية تجري من تحت الطاولة.

وأشار الفراعنة إلى أن نتنياهو يرغب بالجلوس إلى أي طرف عربي، لإعطاء شرعية للممارسات الإسرائيلية على الأرض.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الأسبق للشرق الأوسط، توني بلير، يؤدي دورا في التفاهمات العربية الإسرائيلية، واصفا إياه بـ"السمسار".

وأكد أن تحركات بلير ستثمر عن تفاهمات لبحث تعديل صيغة المبادرة العربية للتسوية.

واعتبر دعوة نتنياهو للعرب إلى الجلوس لطاولة المفاوضات "قفزا من فوق الفلسطينيين باتجاه العرب"، مستغلا الحروب والصراعات في المنطقة، ممثلة بالصراع العربي الإيراني، والصراع التركي مع أطراف عربية، والصراع الإثيوبي العربي "الخفي".

ودعا الفراعنة العرب إلى عدم الجلوس إلى طاولة المفاوضات؛ احتراما للشعب الفلسطيني والمواطن العربي، ولقرارات الأمم المتحدة التي لم تلتزم "إسرائيل" بها.

وأصر العرب على عدم تعديل المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، من فرنسا، إذ قال إنه لا تعديل على المبادرة التي خرجت في 2002، والتي رآها "الفرصة الأفضل من أجل التسوية".

غير أن الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، قال في وقت سابق لـ"عربي21"، إن الرفض الإسرائيلي، كما هو العربي أيضا، قد لا يكون حقيقيا ونهائيا، فنتنياهو يرغب من جهته في كسب الوقت والحفاظ على تحالفه الحكومي، غير أن لديه اتصالات سرية وعلنية، تنم عن حراك حقيقي خلف الكواليس.

أما على الجانب العربي، فأضاف أبو عامر أنه ليس رفضا خالصا لتعديل البنود، وإن "الأيام القادمة ستوضح المواقف الحقيقة للجميع".

ووقعت كل من مصر والأردن معاهدتي "سلام" مع "إسرائيل"، وترفض باقي الدول العربية تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل"، رسميا، إلا أن بعض القنوات الدبلوماسية والتجارية مفتوحة بين تل ابيب وبعض الدول العربية.

الكاتب والخبير في الصراع العربي الإسرائيلي نواف الزرو، قال: دعوة نتنياهو، تحول إعلامي له بعد التهافت العربي على التطبيع مع "إسرائيل"، وتصريحات إعلامية لخداع العرب وجرهم إلى مزيد من التطبيع، وخدمة إعلامية للدول المطبعة.

ونوه إلى أنه ربما تكون زيارة عشقي الأخيرة شملت مشاورات أو مناقشات حول المبادرة، وربما يكون عشقي طلب من الإسرائيليين تصريحات موجهة للعرب بشأن "التسوية".

وقلل الزرو من شأن التصريحات قائلا إنها لن تنتج شيئا؛ لأن استراتيجيات "إسرائيل" الحقيقية هي ما يجري على الأرض، في إشارة إلى التهويد المستمر للأراضي الفلسطينية المحتلة.

عربي21

3ـ 106