بالصور/ راجمات إيرانية جديدة من الصواريخ البالستية المشهورة حتى "باور 373"

بالصور/ راجمات إيرانية جديدة من الصواريخ البالستية المشهورة حتى
السبت ٢٧ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

بصرف النظر عن دقة ومهارة منصات حمل وإطلاق الصواريخ الثقيلة التي تحمل عدة اطنان من الوقود والمزودة ايضا بمئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، فان إطلاق هذه الصورايخ بزاوية عمودية، بحيث لا يشهد وقودها حركات ارتجاجية، تعد من الاعمال الحساسة والمهمة لاطلاق مثل هذه الصورايخ العملاقة.

وافاد  القسم  الدفاعي لوكالة مشرق الاخبارية في تقرير له، بان صناعة الدول الكبرى لمنصات و راجمات اطلاق الصواريخ لاسيما المتحركة منها، بدأت منذ بداية هذه الدول وسرعان ما اصبحت سلاحا استراتيجيا جديدا في عملياتها الحربية.

كما وانه لايمكن وصف صاروخا او قذيفة بمفردها "بمنظومة صواريخ" كاملة ما لم تكن مجهزة بصوامع أومنصات إطلاق.

من منصات قاذفات HAWK حتى البالستية المتحركة
تعتبر المنصات البرية أو اختصارا HAWK أكثر وسائل إطلاق الصواريخ أرض - جو انتشارا على الاطلاق في الجمهورية الإسلامية في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية فيها وبدأ الحرب المفروضة عليها. وعادة ما كانت هذه الصواريخ تركب على منصات اطلاق ثلاثية والتي لها قابلية المرونة. ان استخدام القوات المسلحة الايرانية لصواريخ "هوك" ابان فترة الدفاع المقدس من جهة، وتزويد الدفاعات الجوية العراقية بصواريخ مضادة للرادرات من جهة اخرى، قد خلق مشاكل حقيقة جادة للقوات الايرانية. ان هذه التجارب دفعت القوات المسلحة الإيرانية بعد انتهاء الحرب على التركيز بتوسيع وتطوير تصنيع المنصات البرية المتحركة سواء في مجال الدفاع الجوي او اطلق الصواريخ الهجومية. 

منظومة أرض – جو من طراز HAWK
مع وصول صواريخ "سكود" في منتصف اعوام الحرب العالمية الثانية، دخلت سلسلة من شاحنات غير مجنزة من طراز MAZ روسية الصنع، الى إيران، والتي ادت إلى اطلاع القوات المسلحة الإيرانية على المركبات الحاملة للصواريخ الثقيلة. وادت هذه الخطوة خلال الاعوام التالية، الى توسيع ايران برنامجها الصاروخي في مجال صواريخ أرض- أرض وصواريخ ساحل – بحر وكذلك صواريخ سطح – جو بالتالي تطوير وتوسيع منصات القذفات. 

ان منظومات إطلاق الصواريخ مثل "زلزال" حتى منصات اطلاق الاقمار الصناعية الايرانية تشير جميعها الى وجود قابليات عالية مميزة في مثل هذه المنصات المختلفة، ان هذه القابليات تخلق ميزة تكتيكية عالية جدا بهدف تطوير عمل الصواريخ واصابتها للاهداف المنشودة بدقة كبيرة. وبالطبع يبدو ان المراحل الاولية لتصميم وتصنيع منصات الصواريخ في إيران، صنعت بواسطة الهندسة العكسية لنماذج اشترت من الخارج، كما هو الحال في منصات قاذفات صواريخ شهاب -1 وشهاب -2 التي تعتبر نسخة شبيه لقاذفات صواريخ اسكود الروسية. الا ان منصات الاطلاق الارانية صُنعت محليا، بعد قاذفات إطلاق صاروخ شهاب-3 وما بعدها، ويلاحظ بوضوح انها محلية التصميم وتتناسب مع الابعاد الكبيرة للصواريخ الايرانية الجديدة. وتم تصنيع منصات قاذفات صواريخ تعمل بالوقود السائل مثل شهاب-3  وقدر وعاشوراء وقيام وهناك ايضا منصات ايرانية خاصة لاطلاق صواريخ تعمل بالوقود الصلب مثل صاروخ سجيل.

 صاروخ شهاب- 2 محمول على شاحنة روسية من طراز MAZ
من ناحية اخرى فان منصات اطلاق الصواريخ البالستية ارض-ارض في الجمهورية الاسلامية في إيران، غالبا ما تكون منصة الاطلاق تحتوي على صاروخ واحد، وفي هذا الاطار يمكن الاشارة إلى منصات قاذفات الاطلاق المتحركة لصواريخ "زلزال" حتى اطلاق صواريخ شهاب أو سجيل. ان منصات الإطلاق هذه لها قابلية تغير اتجاه الصواريخ التي تزن من 6 إالى 23 طنا من الحالة الافقية إلى الحالة العمودية ومن ثم اطلاقها.

إطلاق صاروخ شهاب-3 من على منصة محلية  متحركة
وبصرف النظر عن دقة ومهارة منصات حمل وإطلاق الصواريخ الثقيلة التي تحمل عدة اطنان من الوقود والمزودة ايضا بمئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، فان وإطلاق هذه الصورايخ بزاوية عمودية، بحيث لا يشهد قودها حركات ارتجاجية، تعد من الاعمال الحساسة لاطلاق مثل هذه الصورايخ العملاقة. ان هذه المنصات تستخدم في النظم الفضائية ايضا، ولها امكانية اطلاق منظومات مثل ناقلة الاقمار الصناعية "سفير اميد".

 ناقلة الاقمار الصناعية سفير على منصة اطلاق متحركة
إلا ان جميع الصواريخ الايرانية ارض- ارض، لاتطلق من على منصات اطلاق فردية. هناك اليوم صواريخ خفيفة سطح- سطح ايرانية مثل صواريخ خليج فارس او هرمز أو فاتح 110 تُحمل على منصات اطلاق متحركة لها قابلية حمل 2 او 3 قذيفة معا، ومما يعزز من حجم النيران وفي وقت اقل وبنسبة اكثر. ان صاروخ "خليج فارس" الفريد يطلق مع على نوعين من القاذفات اي الثابتة والمتحركة. ان نموذج القاذفات الفردية تطلق صواريخ مثل نازعات وزلزال وصاروخ فاتح-110 وبقية المنصات الاخرى لها قابلية اطلاق صواريخ من 2 الى 3 مثل المنصة المحلية الجديدة التي تطلق صواريخ زلزال. يبدو انه نظرا لتشابه ابعاد هيكل صاروخ خليج فارس وفاتح وصاروخ فاتح-110 ايضا، فانه يمكن اطلاق هذه الصواريخ جميعا من على منصة اطلاق ثلاثية نصف متحركة.

  صاروخان من طراز فاتح-110 محمولتان على منصة إطلاق ذات 6 عجلات

نموذج راجمة صواريخ ثابتة، للجيل الأول لصاروخ فاتح 110
اما راجمة الصواريخ الجديدة فاتح 110 والتي تسمى بـ "ذو الفقار" فهي في الحقيقة خطوة جديدة في هذا المجال. ان هذه الراجمة تحمل على عربات كبيرة ذات 6 عجلات لها امكانية حمل وإطلاق صاروخين من طراز فاتح، وهي في الواقع تتميز بنسبة كبيرة على التحرك الواسع مقارنة بالراجمات الاحادية التقليدية وتتصف بامكانية خلق نيران واسعة ضد اهداف العدو وتنافس الراجمات الثلاثية النصف المتحركة. ان استخدم في هذه المنظومة منصة جديدة لتحل محل الشاحنات السابقة، حيث تم في الجزء العلوي منها نصب سكتين حديدتين لاطلاق صاروخين اثنين. على الرغم من تقارب هاتين السكتين، الا انها لها قابلية تخصيص زوايا اطلاق مختلفة لكل واحدة منها، يمكن لكل راجمة اصابة هدفين مختلفين، وبطبيعة الحال، فان فان الزوايا الجانبية ليست واسعة.
لقد تم البلاد، تطبيق هذا النموذج بالنسبة لصواريخ كروز ايضا. ابتدا من سلسلة صواريخ نور وكوثر كصواريخ ساحل-ساحل مضادة للتقطع البحرية حتى صواريخ كروز سومار الارضية المحمولة على راجمات متحركة. ان هذه المنصات عادة ما تكون ثنائية الاطلاق وفي بعض الاحيان ثلاثية.

   إطلاق صاروخ كروز سومار من على راجمة أرضية متحركة
اما في مجال الدفاع الجوي فانه تم متابعة نفس البرامج الخاصة بالراجمات الخاصة بالاهداف البرية والبحرية، حيث كانت تجارب الحرب المفروضة مجالا واسعا للمتخصصين المحلين بالاستفادة من تجاربهم نحو تحسين الدفاعات الجوية وتوسيع مجال تحرك هذه الراجمات. على سبيل المثال ومع دخول منظومة سام- 6 الروسية الى البلاد، دخلت للخدمة منظومة متحركة بصورة كاملة، في مجال الدفاع الجوي للبلاد. كما دخل صاروخ تور الروسي للخدمة في القوة الجوية للحرس الثوري والتي يحمل على شاحنة منجزرة وعلى مستوى عال من التحرك الواسع. ان منظومة "رعد" للدفاع الجوي واحدة من النماذج الايرانية المحلية الواعدة الناحجة في هذا السياق، والقادرة في نفس الوقت على حمل ثلاثة صواريخ مضادة للطائرات ولديها قابلية كبيرة على التحرك.

منظومة "رعد" للدفاع الجوي
ازاحة الستار عن احدث راجمة للصواريخ "باور 373" محلية الصنع 
ان منظومة صواريخ "بارو 373" البعيدة المدى، تعتبر العضو الجديد في عائلة الصواريخ الايرانية للدفاع الجوي والتي تحمل على مركبة إيرانية خاصة كبيرة والتي تسمى بمركبة "ذو الجناح" وهي ذات خمس محاور بعشر عجلات فعالة.

مركبة "ذوالجناح"
ان هذه المركبة المتعددة الاغراض يمكنها اجتياز الأنهار حتى عمق متر ونصف المتر، وتمتلك قدرة على استيعاب 30 طن وزنا، ونقل حمولة بطول 10.5 مترا ويمكنها المناورة في منحدر 25 % وبطول 20% ويبلغ وزنها 21 طنا. 

منظومة "باور 373" محمولة على مركبة "ذو الجناح" (لاحظ قطر العجلات وحجم المركبة)
من المهم جدا ذكر هذه النقطة وهي ان مركبة "ذو الجناح" وبسبب قدراتها العالية يمكنها الاستفادة منها في حمل انواع اخرى من الراجمات الصاروخية وحتى بقية الانظمة الدفاعية الجوية، وحتى يبدو ان هذه المركبة قادرة على حمل 4 راجمات لمنظومة "باور" وهي مناسبة ومفيدة لتوسيع هذا الطراز من الدفاعات الجوية المتطورة. ان بدء تصميم وانتاج الراجمات الارضية للصواريخ الايرانية وكذلك صواريخ خليج فارس والصواريخ البالستية الايرانية فضلا عن صواريخ الدفاعات الجوية التي تعتبر الحلقة الاخيرة من المنظومات الصاروخية في البلاد، تشير الى الى تننامي المسيرة التكاملية لصناعة الرجمات المختلفة في الجمهورية الاسلامية في إيران والتي تتناسب مع خارطة الطريق لتوسيع وتطوير دفاعات البلاد. يتم اليوم  تصميم وصناعة أصغر اجزاء المنظومات إلى أكبر وأهم اجزائها من قبل التخصصين الايرانيين في مؤسسات الصناعات العسكرية في الجمهورية الاسلامية في إيران.

213